الشعب اليمني الصابر والصامد بوجه التحديات لم يعد لديه استعداد لتقديم مالايلزم تقديمه من التضحيات الجديدة, بعد أن علمته التجربة والممارسة الطويلة أن الخلافات والصراعات والحروب الدامية والمدمرة ليست قابلة للتكرار الناتج عن الطمع بالسلطة والخوف عليها.. طالما كان الحوار هو البوابة المفتوحة لتحقيق مايتطلع إليه الجميع من شراكة وطنية تحقق المساواة بين أبناء الشعب في ظل دولة مدنية حديثة تقوم على أسس من الديمقراطية والعدالة والسعادة الاقتصادية والحكم الرشيد وسيادة القانون.ــــــــــــــــــــــــــــــعدم البت يمنياً في محاكمة المتورطين في تهريب الأسلحة وتزايد اغتيالات العسكريين والمدنيين بمسدسات كواتم الصوت يجعل مخاوفنا وقلقنا في اليمن من شحنات المسدسات التركية لا يقل عن مخاوف دول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؛ كون الموضوع متعلقاً “بما خفّ وزنه وسهُل حمله وإخفاؤه، وكتم صوته”.إن استمرار الحال كما هو عليه قد يؤدّي إلى تفاقم لا تُحمد عقباه، بل إلى كارثة تُلقي بتبعاتها على الجهة المصدّرة لتلك الأسلحة ومنشئها، وإلقاء اللائمة من قبل الشارع اليمني على الأتراك أو تركيا أولاً. ــــــــــــــــــــــــــــــ كيف إذن يمكن للربيع أن يظل واعداً مبشراً شعوبَه بمواسم النهضة الشاملة المصححة، إن لم ينزع عن براعم حقوله أشواكَ العصور المظلمة المتهالكة، فليس مركّب الاستبداد/الفساد مشخصاً فقط في المتسلطين الحاكمين، ذلك أن معين الغذاء الذي تنهل منه الردّة أخطرَ مشاريعها هو هذا المركب نفسه، متغلغلاً في خبايا كل نفس بشرية أمّارة بالسوء قبل أن تتبين ما هو الخير الحقيقي. من الزيف (العقائدي) المسلّح بالعناوين القداسية.ــــــــــــــــــــــــــــــ قادة الأحزاب يستثمرون الجهل المتراكم والمكدس في أوساط قواعدهم وأنصارهم ويقومون بتوظيفه لصالح بقائهم كقادة مُلهَمين ومحبوبين وقريبين من السلطة والثروة.رجال الدين وغيرهم من العلماء الربانيين يستثمرون جهل عامة الناس بتعاليم دينهم ويوظفون هذا الجهل المريع في تحقيق مزيدٍ من المكاسب المادية والمزيد من السيطرة الروحية.التنظيمات الجهادية وغير الجهادية وتلك التي نشأت على أساس مذهبي وطائفي تدين للجهل بوجودها وانتشارها، فلولا الجهل ولولا اتساع رقعة الأمية في اليمن لما قامت لها قائمة.. ــــــــــــــــــــــــــــــ كل فئة تأتي في أعقاب الفئة السابقة تكرر الأسلوب ذاته وتحرص على أن تسير وفق نهجها المرفوض غير مستفيدة من التجارب ولا ملقية أدنى اهتمام للمتغيرات والتطورات الفكرية والاجتماعية. وأحلم بأنه صار على بلادنا الآن أن تبدأ من الموقف الصحيح ومن الاعتراف بأنه ليس في إمكان حزب أو جماعة أو فئة التحكم بمصائر الغالبية أو مواصلة عمليات الاستحواذ والإقصاء، وأن يتذكر الذين يحكمون أن السلطة لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم، وأن التبادل السلمي للسلطة هو نهج إيماني خالد حددت معانيه الكبيرة الآية الكريمة (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
للتأمل
أخبار متعلقة