إزاء هذه المعضلة التي باتت تهدد مستقبل شبابنا يتوجب علينا أن لا نقف موقف المتفرج , بل علينا أن نشارك بكل ثقلنا و بكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات مادية أو معنوية، فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته , فعلى الآباء و المربيين متابعة أبنائهم واحتضانهم واحتواؤهم، وفي الوقت نفسه أن يكونوا القدوة والمثل لهم , و العين مفتوحة عليهم وعلى أصدقائهم و الأماكن التي يرتادوها الأبناء. ومشكلة المخدرات من أخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع، ومما لا شك فيه أن مشكلة انتشار المخدرات وتعاطيها خاصة بين الشباب بمن فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات تعد من أكبر المشكلات في وقتنا الحاضر، والتي تستهدف الدين والإضرار بعقول الأبناء بجميع فئاتهم العمرية.ومن أسباب تعاطي المخدرات رفقاء السوء، وعلى الإنسان أن يبحث عن أشخاص أسوياء يثق بهم، وهنا نعول على دور الأسرة في إخراج أجيال صالحين وغير صالحين.فالبيئة الأسرية تقع عليها مسؤولية كبيرة قبل المدرسة والشارع في عملية تقديم النصح والإرشاد لأبنائها تجنباً لوقوعهم في تعاطي هذه الآفة المجتمعية.ومن الأسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي هذه الآفة التي تطيح بشبابنا في هذه الأيام مما ينتج عن ذلك عدد من التصرفات السلوكية غير السوية، والتي من شأنها تهديد مستقبل هؤلاء الشباب إما بارتكابهم جرائم غير أخلاقية ضد المجتمع الذي يعيش فيه.والمخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد، سواء بالنسبة لمحيطه أو وضعه الاجتماعي، وثقة الناس به، ومن الآثار التي تظهر على الشخص المتعاطي للمخدرات بأنواعها أنه يصبح إنساناً ناقماً يتميز بالتصرفات والميول السطحية، ما يدفعه إلى الإهمال وعدم المبالاة بما يدور حوله، فهو منفعل بسرعة لأتفه سبب قد يصادفه، كما أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمسؤولياته تجاه نفسه وتجاه الآخرين.وتأثير هذه المواد يبدأ عندما تصل إلى المخ وتذوب في الألياف العصبية للمخ. ما يؤدي إلى التسبب بخلل في مسار التيارات العصبية الكهربائية التي تسري بداخلها ويترتب على ذلك نشوة مميزة للمتعاطي كالشعور بالدوار والاسترخاء والمتعة المؤقتة يعود ذلك إلى كمية الجرعة التي يتعاطاها المدمن على المخدرات. وقد أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات حيث تؤدي إلى الأضرار في دين المرء وعقله وطبعه، حتى جعلت أناساً كثيرين لايعيشون الواقع.و علينا أن نحمي أبناءنا و مستقبلنا الحضاري من هذا الخطر بل أخطر المعارك التي تهدد المسلمين بالتخلف و التمزق و ضياع الأمل في التنمية . إنها مؤامرة تستهدف و تستدرج المسلمين إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتهم كلها . مؤامرة لإغراق المسلمين في دوامة المخدرات .فبتضافر الجهود و بمزيد من الإيمان بالله سيتم القضاء على مشكلة المخدرات.
|
المجتمع
المخدرات وأضرارها
أخبار متعلقة