قال إنها كشفت عن أزمة الشرعية التي تواجه الرئيس المصري
شابات مصريات يوقعن على استمارة حملة (تمرد)
واشنطن- القاهرة/ متابعات:قال معهد (المجلس الأطلنطي) الأمريكي، إن حملة تمرد تتسبب في صداع قوي للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ومعهم الأجهزة الأمنية.وأوضح المعهد الأمريكي البارز في تقرير لطارق رضوان، مدير قسم الأبحاث، أن نشطاء (تمرد) استطاعوا الحصول على تأثير لافت على الساحة السياسية المصرية في الأسابيع الأخيرة من خلال جمع التوقيعات من المواطنين العاديين لسحب الثقة من مرسي والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف المحكمة الدستورية العليا.وأشار التقرير إلى وجود دليل على قوة الجهود الشعبية للحملة التي ضمت التيارات والأحزاب المعارضة، مؤكداً أن (الحملة) استطاعت أن تجمع ملايين التوقيعات في غضون أسابيع قليلة منذ بدئها.ويضيف أن الحملة مدفوعة بنفس طاقة الشباب الذين أشعلوا وحشدوا التأييد لثورة 25 يناير ضد مبارك، مؤكداً أن الدوافع واحدة حيث السخط الشعبي حيال حكم مرسي والإخوان وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي.ومن جهة أخرى، أكد المركز المصري لبحوث الرأي العام التراجع الكبير في نسبة تأييد مرسي وعدم الرغبة المتزايدة لغالبية من شملهم الاستطلاع في انتخاب مرسي إذا أجريت انتخابات رئاسية في الوقت الحالي.وتحدث تقرير المعهد الأمريكي عن الزخم الذي حظيت به (تمرد) بين الأطراف السياسية الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد المصري لنقابات العمال وحزب الدستور وحركة 6 أبريل وعدد من شخصيات المعارضة البارزة بما في ذلك قادة جبهة الإنقاذ الوطني.كما أعلن سكرتير نقابة الصحفيين جمال فهمي مشاركته في الحملة، ما يعكس شعور الاستياء بين الصحفيين بسبب الاعتداء المتزايد على حرية التعبير من قبل قوات الأمن والنائب العام والإخوان المسلمين.ويقول “التقرير” إنه على الرغم من الطاقة والحماس الذي يحيط بالحملة، فإن الدستور لا يشمل مثل هذه الآلية لإسقاط الرئيس قبل إنهاء ولايته، فحتى لو استطاعت تمرد جمع 15 مليون توقيع بنهاية يونيه فليس ثمة هيئة أو مؤسسة يمكن تقديم هذه التوقيعات لها والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية جديدة، لكن هذا لا يعنى أن الحملة بلا معنى.فحتى لو لم تصل إلى 15 مليون توقيع، فإن “تمرد” سلطت الضوء على أزمة الشرعية التي تواجه مرسى على نحو متزايد، عن طريق قياس المعارضين صراحة له ولحكومته وحزبه.ويؤكد “المجلس الأطلنطي” أن هذا الزخم مما لا شك فيه يخيف أقوى الإستراتيجيين السياسيين، لاسيما بالنظر إلى الدليل الواضح على المشاعر المعادية لمرسى التي تتعارض مباشرة مع الخطاب النموذجي للحكومة الذي يدعي الدعم الشعبي.ومن الممكن أن يهدئ قمع الحركة من هذا الزخم، فإنه يمكن أن يثير هذا النوع من الاضطرابات المدنية التي يحاول مرسى تجنبها، وتوفير الذخيرة لنشطاء وجماعات المعارضة السياسية.ويتوقع “رضوان” أن تلعب حملة “تمرد” دورا كبيرا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ إنه إذا اتفقت المعارضة السياسية على إستراتيجية موحدة ومرشحين موحدين، دون استبعاد فصيل، فإن تمرد يمكنها تعزيز المكاسب الانتخابية لهم، غير أنه يظل تحدى الإطار الزمني عائقاً أمام الحركة.ويخلص “رضوان” أنه على الرغم من عدم احتمال قدرة “تمرد” على الدفع بانتخابات رئاسية جديدة، لكنها يمكن أن تثير تحولا سياسيا هاما، فبإمكان الحملة توجيه الناخبين نحو اختيار برلمان أكثر توازنا وإمكانية إجراء تغييرات دستورية ذات معنى، عبر عملية تعديلات متفق عليها، حتى أنها يمكنها إضافة حكما بشأن شروط إجراء انتخابات مبكرة، من شأنه أن يحول السلطة بعيدا عن الرئاسة.ويختم التقرير بالقول إن القياس الكمى لمعارضى مرسى يمكن أن يؤثر على حجم ما يحمله من شرعية، وبالنظر إلى القضايا المرفوعة ضد الصحفيين والنشطاء السياسيين فإن تمرد تشكل ذلك الخطر الذي بالتأكيد أن مرسى غير مستعد لمواجهته.