تصدر خطاب الرئيس باراك أوباما بجامعة الدفاع الوطني الأميركية أمس الصحف الأميركية حيث كرست العديد منها افتتاحياتها وتقاريرها لتناول الخطاب بالتقييم والانتقاد وإضاءة جوانبه المختلفة. وقالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن الخطاب كان تصحيحا للمسار وتفسيرا قيما لبعض أعمال الإدارة الأميركية، كما فتح الباب لنقاش بناء مع الكونغرس، بينما ترك بعض الأسئلة الرئيسية بغير إجابة. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما، الذي فشل في تعهده بإغلاق سجن غوانتانامو، أكد مرة أخرى أنه سيعمل على إغلاقه دون أن يعطي إجابة واضحة حول الكيفية، مشيرة إلى أن أوباما كان بإمكانه إعادة توطين 166 سجينا هناك دون الحصول على موافقة الكونغرس. ووافقت الصحيفة أوباما في وصفه غارات الطائرات دون طيار، إذا قُيدت بشكل صحيح، بأنها تمثل وسيلة أهم من القوة العسكرية التقليدية للدفاع الذاتي، وفي استبدال وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي أي» بـ(البنتاغون) في تنفيذ الغارات، وفي أن أحد أهم عناصر الأمن الأميركي هو المساندة الصبورة للتحولات الديمقراطية في أماكن مثل مصر وتونس وليبيا، وتعزيز المعارضة في سوريا وعزل «العناصر المتطرفة». ووصفت كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها أيضا الخطاب بأنه يوظف العامل الأخلاقي في دفاعه عن تكتيكاته لمكافحة «الإرهاب» ويدعو إلىإجماع وطني وحتى عالمي لمجابهة أفكار تنظيم القاعدة وغيرها. وأوضحت الصحيفة أن أوباما حاول مرة أخرى أمس تحديد الأسس الأخلاقية لاستخدامه الطائرات دون طيار، حتى لو قتلت المدنيين، ولمحاولته إغلاق غوانتانامو، حتى لو عاد المحتجزون الذين سيفرج عنهم إلى ممارسة «الإرهاب» ولاستهداف المدنيين الأميركيين في الخارج، حتى إذا حرمهم ذلك من حقوقهم الدستورية. وعلقت الصحيفة بأن الدفاع ذا الطابع الأخلاقي يساعد في كسب الحروب في كثير من الأحيان مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية التي اعتمد فيها الحلفاء على لغة «التحرير والمقاومة» ضد المحور، وفي بيرل هاربر، وأشارت إلى أن ذلك يبرز «الإفلاس الأخلاقي للعدو». واستمرت تقول إن المستمعين المستهدفين بخطاب أوباما هم: المحاكم والكونغرس والشعب الأميركي، والحلفاء اللصيقون مثل بريطانيا، والمسلمون الذين يمكن أن تقنعهم حجج القاعدة بأن أعمال أميركا ليست أخلاقية. أما صحيفة واشنطن تايمز فقد استغلت الخطاب لتنتقد سياسة أوباما بشأن الهجرة إلى أميركا بقولها إن جورج دبليو بوش استخدم إستراتيجية لمكافحة «الإرهاب» تنقل المعركة إلى الخارج، بينما غير أوباما إستراتيجية بوش إلى ترحيبه بدخول «العدو» أميركا ومنحه المواطنة الأميركية. وقالت إن فتح أبواب الهجرة يزيد من خطر «الإرهاب». وذكرت أن أميركا تتعامل حاليا مع «إرهابيين» أميركيين مولودين بالخارج، ومقيمين دائمين بشكل قانوني، ومهاجرين من الجيل الثاني ومعظمهم «تطرف» داخل الولايات المتحدة «لأننا بدأنا مؤخرا في استيراد الإسلام الراديكالي» آخذين أعدادا أكبر وأكبر من المهاجرين من دول الشرق الأوسط. وأوردت الصحيفة إحصائيات تقول إنه من عام 2003 إلى 2012 استوعبت أميركا 1.3 مليون مهاجر قانوني من بلدان أغلبية سكانها مسلمون، وأصبح 850 ألفا من هؤلاء مواطنين، وأن هذا الرقم انعكس في صعود الإسلام بالولايات المتحدة «الذي يعززه معدل المواليد العالي لدى المسلمين». ورغم أنها اتفقت مع الدراسات التي تقول إن أغلبية المسلمين بأميركا ليسوا «متطرفين» فإنها قالت إن «الفوضى والإرهاب» لا يحتاجان إلا لعدد قليل من الناس. ودعت إلى تشديد إجراءات الهجرة لأميركا.
خطاب أوباما يتصدر الصحف الأميركية
أخبار متعلقة