كيف تمت النكبةجرى طرد الفلسطينيين من أرضهم عام 1948م دون إنذار مسبق، وتم إخلاء البلدات والمدن بشكل سريع، وشرد أكثر من ثلاثة أرباع مليون لاجئ فلسطيني أكثر من نصفهم من سكان القرى، وبنهاية الحرب أصبحت هذه القرى خراباً حيث نسفت منازلها وحرقت وسويت بالأرض، وهناك من الفلسطينيين من حاول العودة بعد انتهاء الحرب، ولكن بن غوريون زعيم إسرائيل في ذلك الوقت أمر بطردهم ثانية، وهكذا كانت نقطة النهاية للأغلبية من اللاجئين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وهناك من عبر إلى أقطار عربية مجاورة، إلى لبنان حيث ظلوا قريبين من الحدود مع فلسطين ظناً منهم أن العودة وشيكة، وإلى سوريا وشرق الأردن.تم في سبتمبر 1949م تصنيف 726 ألف فلسطيني من اللاجئين وقامت الأقطار العربية المضيفة بالبداية بمساعدتهم، ولكن سرعان ما توقفت هذه المساعدات نظراً للإمكانيات الضعيفة والمحدودة عندهم، وفي عام 1949م أيضاً أصدرت الأمم المتحدة قراراً يؤكد على حق اللاجئين بالعودة والتعويض، ولكن إسرائيل رفضت هذا القرار ومازالت ترفضه حتى اليوم.بعد عامين من النكبة تولت وكالة الغوث (الانروا) عمليات الإغاثة لتوفير الخيام والطعام في قطاع غزة والضفة الغربية وشرق الأردن، وسوريا، ولبنان، وأقيمت المخيمات نتيجة اتفاق بين الأمم المتحدة والقطر المضيف للاجئين.اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة، أرى من الضرورة التأكيد على الحقائق التالية حتى نعرف لماذا حصلت النكبة عام 1948م وشرد الشعب الفلسطيني.أولاً:عشية تصويت الأمم المتحدة على قرار التقسيم 1947م، رفعت استخبارات الهاغاناة للوكالة اليهودية تقريرها التقييمي عن الميزان العسكري.جاء فيه: بأنه في حالة اختار العرب الحرب، فإن الدول العربية أبعد ما تكون عن التوحد وعرب فلسطين أبعد ما يكونون عن الاستعداد للحرب كونهم يفتقرون للمال والسلاح والإمكانيات العسكرية، مقابل مصادر مالية مفتوحة تحت إمرة اليهود.ثانياً: يقول بني موريس وهو مؤرخ يهودي بأن طنوس الجبارة قام في يونيو 1947م بحملة لجمع الأموال لدعم المقاومة الفلسطينية وبعد خمسة أشهر تمكنت من جمع 25 ألف جنيه فلسطيني، وفي نفس الوقت كان اليهود قادرين للوصول إلى جيوب الأثرياء من أمريكا في حملة تبرعات إلى الهاغاناه، وكانت التقديرات بأنه سيتم جمع (20مليون دولار) ولكن ما تم جمعه وصل إلى (50 مليون دولار) خلال شهرين ثم عادت وجمعت نفس المبلغ بعد شهرين آخرين.ثالثاً:استعداداً للحرب قامت الوكالة اليهودية بصناعات عسكرية سرية في المستوطنات، وكانت تحت إدارة الهاغاناه، وخلال فترة (أكتوبر1947 - 31 مايو 1948م) صنعت 15468 بندقية رشاش نوع ستين، 200 ألف قنبلة يدوية، 125 مدفع مورتر عيار 1إنش مع ألف قذيفة إلى جانب كميات كبيرة من الرصاص.رابعاً:مع نهاية ديسمبر 1947م بلغ عدد من هم تحت السلاح في إسرائيل 7500 عنصر، وفي أبريل 1948م وصل العدد إلى 24 ألف جندي ومنتصف مايو وصل إلى 30000 وفي يوليو تحولت الهاغاناة إلى جيش نظامي ووصل العدد إلى 64000 ألف جندي.خامساً:قبل يومين من الحرب تم إعفاء القائد العام للقوات النظامية العربية وعين بدلاً منه اللواء نور الدين محمود، مع وجود الملك عبدالله قائداً أعلى.في اللحظة الأخيرة 14 مايو 1948م قرر الرئيس اللبناني بشارة الخوري أن يبقى بعيداً عن الحرب. ج - قائد الجيش الأردني كان غلوب باشا بريطاني الجنسية. د- سوريا حققت استقلالها في عام 1946م، ولم تتمكن من تكوين جيش قوي يشارك مشاركة فاعلة.هـ - افتقار لدى القوات العربية شديد للسلاح والذخيرة.سادساً:لم تكن هزيمة العرب وضياع فلسطين بالمفاجأة ويلخص عبدالناصر الذي شارك بالقتال في فلسطين استعدادات ونوايا الجيش المصري لاحقاً بالقول: (لم يكن هناك حشد فعلي للقوات، ولا تكديس للذخيرة أو المعدات العسكرية، لم يكن هناك استطلاعات أو نشاط استخباري ولا حتى خطة عسكرية..) كان يراد منها أن تكون حرباً سياسية ليس إلا؟سابعاً:إن سياسة الانحياز الأمريكية الصهيونية والتآمر كان لهما الأثر الكبير بل والحاسم في قيام دولة الكيان الصهيوني، وتشريد الشعب الفلسطيني/ هم من خدعوا العرب وتخلوا عنهم رغم وقوف العرب إلى جانبهم وخانوا العهود.. هكذا ضاعت فلسطين.
ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني 1948م
أخبار متعلقة