المشاركة المجتمعية دور محوري وأساسي في مكافحة السل في اليمن
استطلاع/ بشير الحزميتعد المشاركة المجتمعية واحدة من أهم الأسباب والعوامل التي ساهمت إلى حد كبير في إنجاح جهود مكافحة السل في اليمن ، فالدور الذي لعبه القطاع الخاص مع منظمات المجتمع المدني والمتطوعين من الأفراد و أيضا الإعلام إلى جانب الجهد الرسمي المتمثل بما يقوم به البرنامج الوطني لمكافحة السل قد كان له الأثر الكبير في تحقيق التقدم المحرز في مؤشرات مكافحة السل في بلادنا . ومن هذا المنطلق حرصت صحيفة (14 أكتوبر) على تسليط الضوء على هذا الدور التشاركي من خلال هذا الاستطلاع الميداني الذي أجرته مع مختلف الشركاء في هذا العمل. ولتكون هذه التجربة بمثابة حافز لبقية البرامج الصحية وغير الصحية لتحذو حذوها وتستفيد منها على اعتبار أن العمل التكاملي المشترك هو مفتاح النجاح في أي عمل ينفذ .. والى التفاصيل:- الدكتور ماجد الجنيد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية قال ان الشراكة بين وزارة الصحة وبرامجها مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ركيزة أساسية ومهمة من ركائز التنمية الصحية حيث بدأنا خلال الأعوام الماضية بالعديد من الأنشطة لإشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ليس فقط في تنفيذ الأنشطة بل أيضا في التخطيط والمساهمة في مختلف عمليات التنمية الصحية بدءاً بعملية التخطيط مرورا بالتنفيذ والمراقبة وصولا إلى التقييم ، هناك الكثير من الآليات التي تم تأسيسها على مستوى الوزارة من لجان تنسيقية يتم فيها التشاور والتعاون والتنسيق بين الوزارة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ، على سبيل المثال برنامج مكافحة السل قام بالعديد من الأنشطة في إطار تدريب العاملين في القطاع الخاص وتدريب الكثير من منظمات المجتمع المدني على تقديم الخدمات الصحية وعلى الشراكة في تقديم تلك الخدمات ولابد من توسيع نطاق الشراكة ولا يمكن للقطاع العام لوحده أن يضطلع بتلك المهمة . فكما تعلمون أن معدل التغطية بالمرافق الصحية الثابتة لا يتجاوز 68 % ولابد من الاستعانة بوسائل وطرق مبتكرة أخرى نركز فيها على توسيع نطاق التغطية من خلال استخدام وسائل جديدة ومن خلال الاعتماد أيضا على وسائل غير تقليدية كالفرق المتحركة والأنشطة الايصالية ومنظمات المجتمع المدني والمتطوعات المجتمعيات ، وهناك العديد من الأنشطة والتي يمثل فيها القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ركيزة أساسية . ونعمل إن شاء الله على تطويرها خلال الفترة القادمة . ونأمل مزيداً من التعاون والشراكة مع الجميع.[c1]شراكة في التوعية المجتمعية[/c]الأستاذ عبد السلام سلام مدير عام المركز الوطني للتثقيف و الإعلام الصحي والسكاني قال: التثقيف الصحي مهم جدا و يعول عليه في التعريف بأي مرض سواء كان السل أو غيره من الأمراض لان التوعية بالمرض هي الطريق للوقاية منه وكذلك للمعالجة فمثلا مرض السل من أكثر الأمور التي تؤدي إلى تفاقم الحالة عند المريض . وعندما لا يكون لدى المريض إدراك بأهمية الانتظام على العلاج تحت الإشراف المباشر سيؤدي إلى ظهور السل المقاوم للأدوية وفي حالة حدوث المقاومة العلاجية تكون المشكلة حيث انه يصعب معاودة المعالجة بطرق المعالجة الأولى نفسها و قد تسوء الحالة وتنتهي بالوفاة ,بالتأكيد ما من أحد يرضى لنفسه أو لأحد من أقاربه أن يكون على حافة الخطر ولكن أحيانا عدم إدراك الخطورة وتدني الوعي المجتمعي بالمخاطر و العواقب وربما أيضا الخوف الشديد من هذا المرض و من استحالة الشفاء منه كل تلك عوامل تؤدي إلى ازدياد الحالات المرضية ومن هذا المنطلق يكون الدور الايجابي الذي يلعبه التثقيف الصحي بالشراكة والتعاون مع وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في نشر التوعية المجتمعية بكافة الوسائل بحيث تصل كافة المعلومات و التوضيحات للجمهور المستهدف و تكون نتائج التوعية دائما نتائج ايجابية و مشجعة .وأضاف سلام : نحن في التثقيف الصحي لدينا أنشطة توعوية متعددة من خلال الشراكة والتعاون مع الإذاعة والتلفزيون والصحافة و أيضا من خلال المطبوعات والتثقيف الصحي عبر اللوحات الإعلانية العملاقة والسينما المتنقلة .[c1]دور مؤثر[/c]من جانبه يقول الدكتور فارس الوعيل منسق مشروع مكافحة السل بجمعية رعاية الأسرة اليمنية أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا أساسيا ومؤثرا في المجتمع بشكل عام ،وخصوصا خلال السنوات العشر الأخيرة تزامنا مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة ، وقد أصبح لها تأثير كبير وكان ذلك الدور جليا خلال الأوضاع الإنسانية نتيجة الصراعات حيث أثبتت منظمات المجتمع المدني قدرتها على العمل في ظروف صعبة والوصول إلى جميع فئات المجتمع ، كذلك هو الحال في الجانب الصحي حيث تساهم منظمات المجتمع المدني في تنفيذ سياسات واستراتيجيات الصحة وذلك بتنفيذ برامج تقديم الخدمات الصحية وبرامج رفع الوعي المجتمعي في مختلف القضايا الصحية ، وفيما يخص مكافحة السل تعتبر منظمات المجتمع المدني شريكاً أساسياً ويتمثل ذلك من خلال عضويتها في الآلية الوطنية لمكافحة السل والايدز والملاريا حيث تشرف على تنفيذ المشاريع والبرامج الممولة من الصندوق العالمي لمكافحة السل والايدز والملاريا.وتعتبر جمعية رعاية الأسرة اليمنية ، من أهم منظمات المجتمع المدني التي تلعب دورا أساسيا في مكافحة السل..ويتمثل دور منظمات المجتمع المدني في رفع الوعي المجتمعي بمرض السل وتوعوية المجتمع بطبيعة المرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه ، و تدريب متطوعين من المجتمع للإشراف على مرضى السل خلال فترة العلاج خصوصا أن فترة العلاج طويلة وقد تمتد إلى سنة. كما تساهم المراكز الصحية أو العيادات المتنقلة التابعة لمنظمات المجتمع المدني في زيادة معدل اكتشاف الحالات المصابة بالسل . ودور منظمات المجتمع المدني هو مكمل لدور وزارة الصحة العامة للسكان والبرامج التابعة لها وليس رديفاً أو بديلاً ، لذلك ومن اجل نتائج أكثر ايجابية على صناع القرار وراسمي السياسات الصحية ينبغي تفعيل دور منظمات المجتمع المدني بشكل أكثر فعالية وعلى نطاق جغرافي أوسع .[c1]إستراتيجية لدحر السل[/c]من جهته يقول الدكتور عبد الرحيم الحطامي منسق السل في أمانة العاصمة لقد طورت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية جديدة لدحر السل مكونة من 6 نقاط ، هذه الإستراتيجية بنيت على نجاحات تطبيق نظام الدوتس ( تناول العلاج تحت الإشراف اليومي المباشر ) ، حيث بينت الإحصاءات أن أكثر من 22 مليون مريض سل عولج بواسطة الدوتس منذ عام 1995 م . وهدف هذه الإستراتيجية تخفيض مشكلة السل بحلول 2015 م بواسطة العناية بكل مرضى السل بما فيهم مرضى السل المصابون بـ(HIV ) وكذلك مرضى السل المقاومون للعلاج (MDR-TB ) . ونظرا لأهمية تضافر كل الجهود في سبيل القضاء على هذا المرض ، فقد تضمنت هـــــــــذه الإستراتيجية الجديدة بندا ينص على إشراك كل مزودي الخدمات الصحية في مكافحة السل ، بما فيهم القطاع الخاص والمختلط ومنظمات المجتمع المدني والمتطوعون. ولأن القطاع الخاص يمثل حجر الزاوية في الجهاز الصحي في اليمن ، ودوره لا يمكن إغفاله ، وبالتالي العمل مع القطاع الصحي الخاص من الأهمية بمكان لإيجاد واستمرار تعاون مثمر في مجال نوعية تطبيق الدوتس . كما أن القطاع الخاص والمختلط وسيلة مثمرة وفعالة اقتصاديا فيما يتعلق باكتـــشاف الحالات ونجاح المعالجة بين المشتبهين بالسل والحالات المترددة على مقدمي الخدمات الصحية مــــن القطاع الخاص ، حيث أن الإشراف على تطبيق الدوتس من قبل القطاع الخاص خفض الكلفة المالية بشكل واضح على مرضى السل وبالتالي سهل الوصول لخدمة نوعية في مجال السل ، وساعد على تخفيف مشكلة السل. ويتوقع من هذه الشراكة ليس فقط زيادة تسجيل الحالات ولكن أيضا تخفيف المعاناة على مرضى السل.[c1]تنسيق وشراكة[/c]واوضح أن البرنامج الوطني لمكافحة السل استشعر مسئوليته في حشد الجهود المختلفة لمكافحة مرض السل وبدأ بإشراك القطاع الخاص والمختلط في عام 2005 ضمن السجون المركزية ، والمستشفيات الرئيسية العسكرية في صنعاء .ثم عمد البرنامج إلى إنشاء إدارة لتنسيق وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص والمختلط (Public-Private Mix “ PPM” ) ، لضمان مــشاركة هذه القطــــاعات في مكافحة مرض الســـل ، وتحقيق الهدفين الأساسيين المرحليين للبرنامج الوطني لمكافحة الســـل وهما : اكتشاف 70 % من حالات السل الرئوي الإيجابي ، نجاح معالجة 85 % من حالات السل الرئوي الإيجابي .وقد وضع البرنامج - ممثلا بإدارة القطاع الخاص في البرنامج وبالتعاون مع مختلف مقدمي الخدمة ، وباستشارة ممثليهم - دليلاً يحدد آليةً للتعاون والمشاركة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.وعلى الشركاء في القطاع الخاص والمختلط ، في حال الاشتباه بحالات السل تشخيصها أو تحويلها ليتم تشخيصها ، والإشراف على تطبيق الدوتس في علاجها ، طبـــقا للنظام العلاجي في البرنامج الوطني لمكافحة السل ، وتزويد البرنامج الوطني لمكافحة السل بتقارير ربعية حسب نظام البرنامج .[c1]تدريب كوادر[/c]وأضاف الحطامي بالقول : يقوم البرنامج الوطني لمكافحة السل بتدريب كوادر من القطاع الخاص والمختلط على كيفية الاشتباه بحالات السل ، وتشخيصها والإشراف على تطبيق الدوتس في علاجها ، طبـــقا للنظام العلاجي في البرنامج الوطني لمكافحة السل ، كما يقوم البرنامج بتزويد مرافق القطاع الخاص والمختلط بالأدوية المضادة للسل والمستلزمات المخبرية ، ونماذج السجلات والتقارير مجانا للشركاء من القطاع الخاص الذين يقدمون خدمة الدوتس للمرضى.. موضحا أن اليمن شبكة كثيفة تمتلك من مقدمي الخدمات الصحية الخاصة (القطاع الخاص ) ، حوالي 167 مستشفى ، 321 مركزاً صحياً ، 420 وحدة صحية ، 1336 طبيباً وعيادة ، 1190 مختبراً ، 224 مركز للأشعة السينية ، 2681 صيدلية يقدمون الخدمات لكل الشرائح المجتمعية ، الأغنياء والفقراء . وقال : بسبب التفاعل الإيجابي للقطاع الخاص والمختلط في تطبيق الدوتس فقد توسع نطاق التعاون معه ليشمل 19 محافظة من إجمالي عدد محافظات الجمهورية البالغ 22 محافظة حيث خصص البرنامج الوطني لمكافحة السل منسقاً للقطاع الخاص على مستوى كل محافظة ليتولى التنسيق والإشراف على الشراكة مع القطاع الخاص والمختلط ومنظمات المجتمع المدني كل في محافظته . ولأهمية هذه الشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة السل ، فقد ضُمنت منظمتان أهليتان هما جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وجمعية رعاية الأسرة كمتلقِّين فرعيين لمنحة الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا في الجولة التاسعة التي بدأت عام 2011 م وتنتهي عام 2015 م .[c1]دور المجتمع المدني والمتطوعين[/c]واستعرض الحطامي نموذجاً للتعاون والشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة مرض السل ، وقال لقد تولّت جمعيتا رعاية الأسرة والإصلاح الخيرية تنفيذ الفعاليات الخاصة بمكافحة السل بمناسبة اليوم العالمي لمرض السل 24 مارس هذا العام 2013 ، حيث نُفذت العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية في أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية ، منها إقامة محاضرات توعية عن مرض السل في عدد من المدارس ، وتنفيذ احتفال توعوي في مقر جمعية رعاية الأسرة للتوعية حول مرض السل وتكريم عدد من المبرزين العاملين في مجال مكافحة السل . كما تم خلال الفترة السابقة تدريب متطوعين من منظمات المجتمع المدني للمساهمة في جهود مكافحة السل ، بحيث يتولَّى المتطوع تثقيف المجتمع حول مرض السل ، وكيفية الاشتباه بمرض السل من خلال أعراض المرض ، وتحويل المشتبهين بالإصابة بالسل إلى أقرب مركز صحي ليتولى تشخيصهم ، وكذلك تم تدريبهم للإشراف على تطبيق نظام الدوتس على مرضى السل ، أي تناول مريض السل للعلاج تحت الإشراف اليومي المباشر . [c1]نموذج للتعاون[/c]وأضاف : نظرا لوجود العدد الأكبر من مرافق القطاع الخاص في أمانة العاصمة ، حيث تحوي ما يقارب 1200 من المرافق الصحية الخاصة ، فقد تم الاتفاق مع عدد من هذه المرافق الصحية الخاصة في أمانة العاصمة على التعاون في مكافحة مرض السل ، وتقديم الخدمات الطبية لمريض السل ، حسب ما يحدده دليل الشراكة مع القطاع الخاص ، وقد كان هذا التعاون مثمرا ، حيث يقوم القطاع الخاص بالاشتباه وتحويل ما يقارب 50% من حالات السل إلى المعهد الوطني لمكافحة السل ( مستشفى الدرن) ، ويشرف على تطبيق نظام الدوتس لحوالي 30% من حالات السل المكتشفة في أمانة العاصمة .. لافتا إلى أن البرنامج الوطني لمكافحة السل يقوم بالتعاون مع المراكز الصحية للاجئين في الجمهورية اليمنية ، فيما يتعلق بمكافحة مرض السل في صفوف الإخوة اللاجئين ، ويقدم خدمة التدريب ، والتشخيص ، والعلاج المجاني للاجئين المقيمين في بلادنا ، وهم كما هو معلوم من الفئات العالية الخطورة في الإصابة بمرض السل .وأختتم الحطامي حديثه بالقول : لخطورة هذا المرض الفتاك الذي يقتل في كل 10 ثوان إنسانا على وجه هذه البسيطة ، ينبغي تضافر الجهود من قبل المؤسسات الحكومية ، والأهلية ، ومنظمات المجتمع المدني ، ووسائل الإعلام المختلفة ، والأفراد ، في سبيل مكافحة هذا المرض ، لا سيما وقد أصبح علاجه متوفراً ومجانياً ، والشفاء منه في متناول الجميع.[c1]دور تشاركي وتكاملي[/c]وتقول سمر صالح البشيري مسئولة القطاع الخاص لمكافحة السل في مركز الملكة سبأ الصحي بأمانة العاصمة علاقتنا مع برنامج مكافحة السل علاقة وثيقة حيث يتم التعاون من قبل المسئولين ومنسقي برنامج السل من حيث توفير الأدوية والسجلات والملصقات التوعوية وكذا تدريب العاملين الصحيين والمتطوعين بدورات تدريبية حول مكافحة السل ، وأحيانا يتم إعطاء مرضي السل شديدي الخطورة تغذية من قبل برنامج مكافحة السل وهنا يأتي الدور التشاركي والتكاملي بين البرنامج والقطاع الخاص في رعاية المرضي وعلاجهم ونشر وتعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة المرض وكيفية الوقاية منه وأهمية التزام المريض بتناول العلاج خلال الفترة المحددة .وأضافت أن علاقة العامل الصحي بمريض السل مهمة لأنها إذا تحسنت هذه العلاقة سيستجيب المريض للعلاج وبالتالي نحد ونسيطر من عدوى وانتشار السل في مجتمعنا .موضحة أن الإجراءات المتبعة لديهم في المركز حينما يأتي إليهم مريض السل يتم التعرف على حالته المرضية ويتم طمأنته أولا قبل الدخول بتفاصيل المعالجة والتوضيح له ما هو مرض السل وكيف ينتقل وكيفية الوقاية منه وكيفية علاجه وبالتالي يتم إبعاد القلق والخوف عنه وعن أهلة تجاه مرض السل. وقالت نقوم بعد ذلك بأخذ بيانات المريض وسيرته المرضية منذ بداية المرض إلى حين وصوله إلينا ثم نقوم بأخذ وزنه لتحديد جرعة العلاج ولا ننسى أن نعطيه كرت المتابعة ويتم التحقق من بيانات سكنه ورقم هاتفه للتواصل معه في حين تخلف عن الحضور لأخذ العلاج.. لافتة إلى أن المجتمع لا يعي معنى التدرن وأعراضه ومدته ولا يفرق بينه وبين الأمراض الأخرى ولذا يبرز دور التوعية والتثقيف الصحي سواء من خلال الإعلام الرسمي أو الحزبي أو الخاص أو من خلال التثقيف الصحي في المرافق الصحية الحكومية أو الخاصة أو التابعة للمجتمع المدني أو من قبل المتطوعين وغيرها من وسائل وأدوات التوعية المختلفة التي يمكن من خلالها تنبيه المجتمع وتوعيته حول مرض السل وأعراضه وطرق انتقاله وكيفية الوقاية والعلاج منه. [c1]تنسيق وتعاون[/c]أما الدكتور فهد عثمان البصير رئيس قسم الطب الوقائي بمستشفى الشرطة العام بأمانة العاصمة فقد تحدث بالقول : إلى أين ؟ ومن المسئول ؟ وما العمل؟ هي أسئلة كثيرة يجب التوقف عندها والتمعن فيها عند الحديث عن مرض السل لما في الموضوع من أهمية ، فالفزع والرعب قد ينتاب أي شخص حينما يسمع بهذا المصطلح والخوف الذي يدب في أعماق الأسرة والذي يؤدي إلى الكتمان والسرية للانطباع السائد في معظم أبناء المجتمع من أن هذا المرض عبارة عن وصمة عار للأسرة والقبيلة لذا يعملونا على إخفاء السر وعدم البوح به والاكتفاء بالقول (عنده التهاب رئوي ) ومن هنا تكمن الخطورة في انتشار المرض وانتقاله دون العلم بذلك لان الأعراض لا تظهر على المريض إلا في مراحل متقدمة وذلك لعوامل عدة تكمن في البنية الجسمية والتغذية الجيدة التي تعمل على إبطاء ظهور المرض ،ولا نشعر إلا والمنطقة موبوءة بهذا المرض ،وعليه وجب دق ناقوس الخطر والعمل على تكاتف الجهود من قبل كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص بما فيها السلطة التشريعية والتنفيذية والمجالس المحلية وقطاع المجتمع المدني والمنظمات المدنية لغرض التعريف ونشر التوعية بين أفراد المجتمع والإسهام الفعال للحد من انتشار المرض وذلك من خلال التنسيق بين الجميع لوضع الخطط والبرامج التوعوية بحيث تشمل كافة أفراد المجتمع والعمل على تقديمها من خلال البرامج الصحية الإذاعية والمرئية عبر الفلاشات والفقرات الصحية للتعريف به وأسباب الانتشار وطرق الوقاية منه وسهولة المعالجة ولو بشكل أسبوعي وخاصة في هذه الفترة نتيجة للظروف الاقتصادية والتي فاجأتنا بانتشار المرض من خلال مركزنا في مستشفى الشرطة العام بصنعاء حيث سجلت خلال الربع الأول لهذا العام عدد خمسة وعشرين حالة بينما كانت السنوات الأولى لا تتعدى هذا الرقم خلال العام والمستشفى يعمل على المساهمة الفعالة في تقديم الخدمة للمصابين والمخالطين من عمل فحوصات وأشعة ومتابعة خلال فترة المعالجة والمتمثلة بستة أشهر وتقديم العلاج ومتابعة المرضى تلفونيا في حين التخلف أو الانقطاع عن العلاج ومن هنا يجب أن نتقدم بالشكر لإدارة المستشفى التي تعمل على تسهيل المعاملة للمرضى سواء العسكريين أوالمدنين وأسرهم وكذا نخص بالشكر البرنامج اليمني لمكافحة السل في الجمهورية اليمنية نظرا للجهود المبذولة منهم لمكافحة هذا الداء .[c1]عمل طوعي[/c]وللحديث عن العمل الطوعي في موجهة خطر مرض السل تقول المتطوعة نوال طه ان من مهام المتطوعين ومثقفي المجتمع وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني إقامة الندوات التوعوية لتعريف المجتمع بمرض السل الخطير (أسبابه و اعرضه وطرق الوقاية و العلاج منه ) وكذلك في المرفق الصحية المعنية بتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للمصابين ,حيث يلعب المتطوعون دورا في متابعة المرضى المصابين بالسل والتأكد من تلقيهم العلاج وبصورة منتظمة وإذا كان هناك مريض لا يستطيع الذهاب إلى المرفق الصحي بشكل يومي لأخذ العلاج فإن المتطوع يقوم بإيصال العلاج له حيث يتواجد ويشرف على إعطائه المريض العلاجية اللازمة حتى يصبح قادرا على الذهاب بنفسه للمرفق الصحي لأخذ العلاج .وأضافت نوال طه بالقول : مرض السل يؤثر في الغالب على الفئات العمرية الأكثر إنتاجا من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، (70-80 % ) من حالات السل هم في الفئة العمرية (15- 54 سنة ) وذلك نتيجة غياب التوعية الصحيحة عن انتقال المرض وطرق الوقاية وأيضا الإهمال والاستخفاف في اخذ الجرعات العلاجية . وهنا يأتي واجب المتطوعين أن يكونوا كحلقة وصل بين المصاب والمرفق الصحي المعني بعلاجه من خلال متابعة المصاب وإقناعه والتأكيد عليه بضرورة اخذ الجرعات العلاجية بانتظام تام وتحت إشراف المرفق الصحي المعني حتى يتم التأكد من استيفاء جميع الجرعات العلاجية الكاملة وان المصاب لم يعد يمثل بؤرة عدوى مرضية للمجتمع .وقالت ان المتطوع يشعر بمسئوليته تجاه مجتمعه فيقوم بواجبه عن طريق نشر المعلومات الصحية السليمة الخاصة بمرض السل للمساهمة في نمو أجيال صحيحة بدنيا ونفسيا وتصحيح مفاهيم أفراد المجتمع ونظرتهم إلى مريض السل و المساهمة في القضاء على الوصمة التي يوصم بها مريض السل.[c1]دور تكاملي[/c]وتقول سبأ يحيى متطوعة في متابعة حالات السل وعلاجها : دورنا تجاه مرضى السل لا يقل أهمية عن دور المرفق الصحي الذي يقوم بتشخيص المرض وتقديم الخدمات الصحية فدورنا كمتطوعين صحيين تكميلي وهو مهم كوننا نقوم بنشر الوعي الصحي عن المرض وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية وكيفية العلاج منه ونؤكد ضرورة مواصلة تلقي المريض للعلاج طوال الفترة المحددة حتى وان شعر بتحسن واختفت أعراض المرض ينبغي الاستمرار في تلقي العلاج وبانتظام .وأضافت : المريض دائما لا يعي أهمية اخذ العلاج بانتظام وقد يتهاون في ذلك غير مدرك خطورة الوضع عليه وهنا يأتي دور المتطوع في توعية المريض بما يتطلب منه القيام به وأيضا توعية الأسرة والمحيطين بالمريض لان تعامل المحيطين بالمريض مع مريض السل بشكل سليم وصحيح له دور في عدم انتشار المرض وفي مساعدة المريض على استعادة الثقة بالنفس والتعافي السريع والعناية به.. موضحة أن المتطوع يلعب دورا مهماً كحلقة وصل بين المرفق الصحي والمريض ويبرز دوره في متابعة المريض والتأكد من تلقيه العلاج بانتظام ويظل يتابع حالته حتى يشفى من المرض تماما.[c1]مسؤولية مشتركة[/c]وختاما يقول المواطن محمد علي نعمان احد اقرباء مريض بالسل : المريض بالسل وخاصة إن كانت حالته الصحية قد تدهورت بحاجة إلى رعاية واهتمام من قبل الجميع لأنه في هذه الحالة يكون محبطا وبانتظار الموت وقد يجهل الكثير عن المرض وبالتالي فإن واجبنا نحن المحيطين به هو أن لا نترك المريض فريسة الأوهام والإحباط واليأس وان نزرع الأمل فيه وان نطمئنه ونتابع حالته ونساعده على تلقي العلاج بانتظام وبشكل متواصل حتى يتعافى تماما وعلينا أن لا ندعه يذهب إلى المرفق الصحي وحده وان نحرص على مرافقته حتى وان كان قادرا على الاعتماد على نفسه كما ينبغي أن نوفر له التغذية المناسبة وان نعزز الوعي لديه حول هذا المرض وان الشفاء منه مرهون بمدى الالتزام بالعلاج وان التعافي التام منه بحاجة إلى وقت . وفي هذه الحالة لن يشعر المريض بالوحدة وسيستعيد الثقة بالنفس ويتعافي سريعا. وأضاف : الجميع مطالب بالتعامل مع مريض السل بإنسانية وعدم ازدراء وعلى المرفق الصحي تقع المسئولية الأولى في تقديم الخدمات العلاجية للمريض والتعامل معه بنوع من الاهتمام والصبر ، وعلى المجتمع أن يساهم في مكافحة هذا المرض من خلال العديد من الأدوار التي تقع على كاهل كل فرد فيه فالمسئولية تجاه مرض السل ومكافحته مشتركة، وينبغي أن يشارك المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد على حد سواء في مكافحة هذا المرض القاتل بنشر الوعي وتقديم كل ما يلزم من رعاية واهتمام بالمريض .