على المقاطعين للحوار أن لا يشككوا في وطنية وإخلاص ومصداقية المشاركين الجنوبيين فيه فهؤلاء ليسوا أقل تمسكا بالقضية ولا أقل نصرة لها، وقد لاحظنا مستوى نضج وجرأة وعمق ما طرحه الكثيرون من المشاركين والمشاركات في الحوار سواء من خلال الجلسات المعلنة أو اللقاءات الحوارية على الفضائيات اليمنية، وسواء اتفقنا مع طرحهم أم اختلفنا معه فإننا لا يمكن أن نتصور أن المقاطعين كانوا سيختلفون مع هذا الطرح والتناول فيما لو شاركوا في جلسات الحوار. ــــــــــــــــــــــــــــــأعتقد أن هناك أزمة ثقة عميقة لدى الجنوبيين تجاه كل الوعود التي تُقطع لهم، ومرد ذلك الى التجربة الطويلة لهم مع الوعود المتكررة الصادرة عن السلطة المركزية في صنعاء، والتي تتبخر بالتدريج الى أن تتلاشى.ــــــــــــــــــــــــــــــلن أنسى ما حييت أول يوم لي في المدرسة، كنت ذاهبة أنا وأمي لإحدى المدارس الحكومية القريبة من بيتنا ، وأنا كلي سعادة بأنني أصبحت فتاة كبيرة تذهب للمدرسة ، لكن السعادة هذه لم تستمر طويلاً، فبمجرد أن وصلت أنا وأمي لبوابة المدرسة رأيت عالماً من البكائيات، اطفالاً يُضربون بالعصا لأنهم متأخرون عن موعد المدرسة..ولسوء الحظ كنت أنا أيضا متأخرة في أول يوم لي.. تذكرت طفولتي عندما حكت لي أم أحد الأطفال تشكو لي من المدرس الذي ضرب ابنها بشكل عنيف لدرجة أن جسمه أصبح مليئاً بالكدمات، كل ما أرادته هذه الأم هو أن أكتب تقريراً صحفياً لعل صوتها يصل بعد أن خذلها المسؤولون. ــــــــــــــــــــــــــــــ نؤكد أن النقاط التي ذكرها الصريمة هي مطالب أبناء الجنوب وقد تليت في الجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني وفي رسالة بناء الثقة التي تلتها الأستاذة رضية شمشير، و نتحفظ على اعتراضه ضد تقسيم المناطق العسكرية .ــــــــــــــــــــــــــــــمن الصعب في زمن التقاسم والتكالب الحزبي على السلطة والثروة ،وفي زمن النهب الثوري ، وفي زمن القبائل التعزية المسلحة الصاعدة من قلب ومن صلب الثورة الشبابية السلمية - أن يقبل أبناء تعز بمحافظ من طراز شوقي احمد هايل.شوقي مستقل ،وهم يريدون محافظاً حزبياً وعقائدياً.شوقي مدني ،وهم تعودوا على محافظ إما عسكري شارك في الحرب ، او قبلي شارك في النهب.شوقي منفتح ،وهم يريدون محافظاً منغلقاً يُغلِّق عليهم.شوقي عملي وحمار شغل ، وهم يريدون محافظاً مهرجاً ومزايدا يزايد عليهم.شوقي غني، وشابع وهم يريدون محافظاً جائعاً ينهبهم نهباً مبينا.
للتأمل
أخبار متعلقة