د. محمد يحيى شذان إلى كل روح أزهقت غدرا بفتاوى التغيير وبراءة الاختراع المفقودة ..إلى وطني الذي مزق أوصاله قساوسة الدين رهبان السياسيةفي التغيير لا شيء يبقى على حاله ، صحيح أن التغيير يغرز أظفاره أحيانا في اللحم والعظم ويأكل العظيم والوضيع بنفس الطريقة وعلى نفس المنوال وبالوحشية ذاتها، ولكن التغيير حالة لازمة للوجود الإنساني، التغيير هو الذي يسميه الشعراء الزمن الرديء، والحق إن التغيير سنة من سنن الكون، لاشيء يبقى على حاله حتى الحجر والشجر بيوتنا وأحلامنا وأوجاعنا وأورامنا كلها تتبدل ولولا التغيير لكنا حتى اللحظة نرتاد الكهوف ونعتاش على الحشائش ، ولما خطر في بال أحدنا يوما أنه سيكون بمقدورنا أن نتخطى في معرفتنا حدود القرية التي نعيش فيها. ولو أن الناس جميعا سايروا موجة التبدل والتحول لما كان هناك تغيير، فالتغيير في علمنا هو التوليفة بين الفكرة ونقيضها، والتغيير على ذلك هو وليد الأضداد، والأضداد في بلادنا صاروا أكثر من الرمل والحصى وأكثر من القمل والجراد، والسياسيون صاروا أكثر من هؤلاء وهؤلاء. ومع ذلك يبقى التغيير شيئاً مرغوباً فيه رغم الجرح النازف من أقصى حافات الرمل إلى آخر بيت سقطري على ضفة المحيط. ولكن التغيير المرغوب فيه اندثر تحت عباءة الدين وفتاوى التحريم والتحليل، فهو التغيير الذي يمكن القول انه خطير على الماء والهواء، والبشر والحجر ونتائجه أكثر خطورة على النسل والحرث ، خصوصا إذا صوحب بعصبة ادعيا الوصاية التائبين الذين اعتادوا على أن يتسللون باسم الدين ويدعون الوصاية على البشر في غرف النوم وسراويل الأولاد ومدخرات والنساء , لقد جاؤوا ليسرقوا كل شيء حتى الفرحة من أطفالنا ، ويجعلوا كل أوقاتنا تزلفا لهم ولمعتقداتهم وأفكارهم القاتلة .هناك خارج أسوار مشعل العلم والتنوير والتحرر الفكري بجامعة صنعاء المقدسة صدحت حناجر قساوسة الدين بصرخات الجهاد المستندة إلى فتاوى الضلالة والباطل ..ليندفع قطيع من البشر مكتوب على أجسادهم الشاحبة المرهقة ( مشروع شهيد ) بدلا من أن يكون مشروعاً علمياً أو صحياً أو تقدمياً .من هذا “المجاهد” الذي يتنزه في شارع الجامعة بحثا عن الديمقراطية في القبر وحوريات الجنة .. أين سيموت؟ من أعده وهيأه نفسيا وفكريا لكي يصل إلى هذا المستوى من اليأس والإحباط بمتاع الحياة ولذة العبادة .. هل فكر هذا المشروع بماذا سيلاقي ربه يوم الحشر ؟ ماهي الكلمات التي تلقاها لكي يلقي بنفسه إلى التهلكة طامعا في الجنة وجنانها الحور ؟ هل المفتاح الذي بيده (كفن) سيفتح له أبواب الجنة ؟ لم تكن منطقة الجامعة هي المذبوحة فقط فقد سبق لهم أن ذبحوا جنوب هذا الوطن منذ 1993حتى اليوم وشرقه في سبعة حروب على غير قبلة كما تأمر الشريعة الإسلامية قتلوا من قتلوا ودمروا ما دمروا ونهبوا وسلبوا باسم الدين وببعض كلمات قالها رهبان ( الدين ) فتحولت حياة البسطاء إلى جحيم فهي كما يدعون لم تلد إلا فاجرا كفارا في الجنوب وطامعا في الملك شيعيا مدارا .هم وحدهم من يؤمنون بالله وبنبيه .. الجنة لهم والنار لغيرهم .. كلامهم قرآن لا لغو فيه ولا جدال .. لا تجادل لا تجادل ياأخا الاسلام ..لكي لا تقع في الخطيئة والذنب . المنتقد كافر زنديق , الشاعر والمبدع غاوي ينشر الفسق والضلالة, المفكر والأديب والفيلسوف ملحد مستشرق يتأبط شرا بالله ودينه .. اقتلووووووه . كل شيء على غيرهم حرام .. الحب ,التفكير , الحرية والديمقراطية , الاكل والشرب, الكلام , الضحك , ...الخ لا لشيء إلا لأنهم جياع وجيوبهم مليئة، مشردين وقصورهم عامرة .. تزيغ أبصارهم الي الكراسي وحفنة من الأوراق الشيطانية الخضراء ولديهم حصانة ضد الرياء والحسد والغدر والتهجير والتفجير والاغتيال السياسي. [c1]الإسلام هو الحل والشعار [/c]يوظف الإسلام السياسي بصورته المعتدلة مفاهيم كثيرة مستقاة من فلسفة الحداثة في بنيته الايديولوجية التي تتجسد في شعار: “الإسلام هو الحل”، وغالبا ما يتم ذلك من خلال الإقحام والقصور في مفاهيم الحداثية وفي الخطاب المنتج بهدف تسويق ايديولوجيتها الشمولية التي هي منتج للحداثة ولكن بطريقة مقاومة ومتحدية للعصر وتطوراته الفكرية، فالإسلام السياسي انفعال أنتجته اكتساحات الحداثة وغايته محاصرتها عبر ايديولوجيا مستندة على الإسلام، إلا أن الاسلاموية لم تتمكن من التحرر من الحداثة وتطوراتها وتستخدم أدواتها ومفاهيمها في المواجهة وعادة مايتم ذلك بأسلوب دعائي مخادع لتمرير مشاريعها المناهضة للحداثة، إلا أن مسارات التحولات تحاصرها باستمرار فتضطر إلى تقديم التنازلات والتاريخ كفيل بتجاوز تناقضات الاسلاموية لصالح حداثة ستتخلق بفعل التغير التلقائي الذي يصنعه المجتمع. وعندئذ ليس أمام الاسلاموية إلا أن تنهار أو تبتلعها التحولات الواقعية بما يعارض غايتها، صحيح إن الأمر قد يأخذ وقتا وقد تتمكن الاسلاموية من تبني إستراتيجية حازمة في مقاومتها وهذا الأمر حسب تصوري يبدو كضرورة تاريخية لتجاوز الأزمة المركبة التي تعيشها الاسلاموية أو إصرارها وتحولات الواقع كفيلة بتجاوزها كتجربة تولدت بتلقائية في لحظة هزيمة وعجز، بمعنى أنها منتج واقعي لتجربتنا التاريخية ولن نتمكن من الانتقال إلى مرحلة أخرى ما لم نمر عبر مخاض لتحرير الواقع من إشكالياته المختلفة والاسلاموية ليست إلا الظاهرة الأكثر تعقيدا والمتحركة بحيوية في مسار تاريخي لابد أن يخلق حداثته ولو بعد حين .ومازال الفكر السياسي في المنطقة غير قادر على تجاوز اثقاله التي أنتجتها المرحلة الماضية فالإسلام السياسي الذي يطرح نفسه كبديل لم يغادر الوعي السياسي الاستبدادي، فالتحولات الديمقراطية مثلا لا يمكن بنائها بدولة ضعيفة غير قادرة على فرض وجودها، ولن يتمكن التنظيم الاسلاموي من فرض هيبتها من خلال تجذير نفسه في المجتمع المدني وفي مؤسسات الدولة، فالحركات الإسلامية تفرض سلوكا مهيمنا على الدولة من خلال مشاركة تعبوية، تعتمد على الدين والفتاوى والمواعظ تستخدم لتصفية حسابات ومطامع سياسية معينة ..وما تصفية المتأسلمين لـ (الحزب الاشتراكي) والصراع مع الحوثيين والليبراليين واقصاء الآخرين الا دليل على ذلك حتى في الاحتجاجات الأخيرة فقتلى الحوثيين والإخوان في الجوف وحجة وأماكن أخرى أكثر من قتلى الساحات الشباب الذين قتلوا بالفتوى في جمعة الكرامة وغيرها من الأيام..إن احتكار تفسير الدين من قبل أي جهة يمثل كهانة بشعة تجعل من الدين أغلال تقيد عقل الإنسان وتفكيره وإرادته وتجعل منه عبدا لكلمات ما انزل الله بها من سلطان (فتاوى ) ليست مراد الله بل رأي فرد أو أفراد وبعض الدعاة وأصحاب الفتاوى الذين جعلوا الدين ملكية خاصة بهم ففندوا الناس حسب أهوائهم ولا يمكن أن يكون الرأي الفقهي ثابتاً فهذا مستحيل فابن القيم يرى أن رأي المجتهد يتغير بحسب تغير المكان والزمان والحال والنية والعادة وهذه الأمور متغيرة لذا فالرأي يتغير تلقائيا وتجميده يعني خراباً للدنيا وتشويه الدين إن لم يؤد إلى تجميده وهذا يعني نفيه لان التغيير يخلق حاجات ومتطلبات إن لم يتمكن الدين من تلبيتها يزاح بشكل طبيعي والاجتهاد رأي في الدين ومن حق أي فرد أن يجتهد، وأجمل ما في الإسلام انك تنال نصيبك من الأجر حتى إذا أخطأت واهم شيء الإخلاص في العمل فالاجتهاد ينتج خيارات متعددة يصنعها أفراد أحرار ولكل فرد تحديد الخيار الذي يرتاح له أليست هذه ليبرالية فلماذا يكفرها الأغبياء؟؟قال احدهم لي لديهم كمية شباب مستعدون أن ينتحروا ويمارسوا الاغتيالات في كل حارة وزغط وقرية المهم فتوى ولا عليك سوف يصفون الفساد قلت له: إنهم كالقطيع ولديهم من التراكم النفسي والغضب ما يكفي لينفلتوا كالوحوش العطشى لسفك الدماء.. قال لي: لذا فإن السلطة قادمة إليهم بهذا الوجه أو الثاني ومن لم يعجبه يضرب رأسه بجبل نقم وعيبان !.؟ولذلك لا أجد فرقاً بين مافيا المخدرات والإجرام وفتاوى القتل ولا ادري أيهما أقوى فتوى المافيا أم فتوى التنظيم.فالمجرم مهنته وهدفه هو الإجرام ولذلك الفتوى هي أداة يمكن أن يستخدمها كالسكين في أي وقت .المشكلة مركبة في فتوى من يدعي انه عالم دين ففتواه في إباحة دم الناس وقتلهم تتم وكأنه يمارس عباده ربانية لذلك لا ينبهه ضميره بل تزداد لديه شهوة الدماء حتى يتقرب بها إلى الله!حسب الدين فان تفجير المسلم نفسه لقتل غير المسلمين حرام ومن ينتحر يخلد في جهنم .. فكيف يبيح البعض قتل الأدباء والمفكرين والمثقفين خاصة وأنهم مسلمون يشهدون أن لا اله إلا الله .. إنها الايديولوجيا الإرهابية لا الإسلام ، إنها جريمة مركبة يتحملها الشيخ المؤدلج إذ لا يمكن لقوى التطرف أن تحقق الفوز وتبني عروشها الجماهيرية إلا بعد عزل الفرد عن ذاته والسيطرة على عقله وتفكيره وإلغاء استقلاليته وتدمير ثقته باسم الدين والدفاع عنه .. فيتم اغتيال ممنهج لعقل الفرد ليكون تابعا مخلصا منقادا خاضعا تحكمه عاطفة جياشة متهورة تفقده قدراته المنطقية ويصبح مستعدا لتقديم كل التضحيات بما في ذلك ذاته وحتى يتم الاستيلاء على إرادة الفرد يتم إدماجه في الكيان من خلال التعبئة العاطفية وتجييشها وشحنها ضد عدو يوصف (بالشيطان ) وحتى يتمكن الأفراد من تنفيذ الأوامر والالتزام بكل القرارات (الفتاوى) يتم تشجيع احتقار الذات ونفيها وجعلها أضحية لمبدأ ما يتم التعامل معه كأنه القداسة ذاتها وكل فرد لا وجود له إلا بالجماعة وقيمها ومقولاتها وهذا يتطلب تدمير ثقة الأفراد بأنفسهم والإعلاء من شان التضحية باعتبارها الإثبات الوحيد على المصداقية وأهمية الفرد ..فهو يعتبر الحوار والتداول والنقاش خزعبلات لا قيمة لها لأنها تكشف الحجب وتفضح الزيف ويعتبر الفكر والتفكير والادب والشعر والثقافة مساً شيطانياً يتطاول على الدين والرب وهذا يجعل المتطرف يعاني كثيرا لذا فان الحوار والنقاش يزيد تطرف المتطرف الغارق في أوهام الجماعة الناجية بفتاوى الخلاص والفوز بالحور العين. فالنقاش والتداول يؤسس لعقلانية ومساومات ويقود إلى حلول بتقديم تنازلات متبادلة والمتطرف لا يؤمن بأنصاف الحلول ولا بالمساومات ويتعامل معها كعمل خياني وربما تؤسس لفكرة التسامح، والتسامح، لدى المتطرف نذالة وحقارة وضعف. ان المتأسلمين ليس لديهم فكر ثوري ولطالما اعتبروا الثورات والديمقراطية والحرية رجساً من عمل الشيطان ويخالف الشريعة الإسلامية ولكن حين حرر لهم قساوسة الدين فتاوى بذلك اعتبروا أن الثورة جهاد وان الحرية من أساسيات الدين الإسلامي وفي الحقيقة هم لا يملكون حساً عصرياً ورؤية فكرية عميقة لفكرة الثورة التي تصوروا أنها قتال وجهاد في سبيل الله ؟التوظيفات الأصولية في الصراع اليمني هي القاصمة لأنها بنية مغلقة يتم إعادة تعبئتها في الصراع السياسي والمحصلة أنها تربح ويخسر السياسي الانتهازي أما التغيير فيفقد حيويته، لانه يكون تغييرا بالتكفير صحيح انه يتم بناء مظاهر جديدة وقد يتغير الأشخاص لكنها تظل شكلية وتبتلعها القوى الفاعلة في الواقع التي تعيد إنتاج نفسها عبر مراكز ودوائر تتحكم بالأمر كله.. من التجربة الحثيثة للدولة في اليمن أن التقدم يتوه في صفقات الثروة والايديولوجيا لينتج المجتمع عبر تكويناته والدولة دورات من العنف باسم الدولة وباسم الايدولوجيا وباسم المذهب وباسم مواجهة الصهيونية العالمية وتتحول اليمن إلى مكان مشطور ومنقسم على نفسه، المعضلة يمنية والمشكلة ليست في الآخر بل في اليمني الذي لم يتمكن من تحرير نفسه من عقد التاريخ وتناقضات الصراع المتراكم عبر تاريخه وعدم قدرته في بلورة هوية مؤسسة على قيم تلائم طموحه ووجوده في عالم متغير وهو يعيد إنتاج ذاته بصورة أكثر بشاعة..يبدو لي ان اليمن كبنية مغلقة على نفسها تتآكل تكويناتها في اللامعقول، ورغم الهجمة الشرسة على القوى المتدخلة في اليمن إلا أن الخارج يعيد ترتيب اللامعقول بطريقة عاقلة قد تبدو ظالمة إلا أنها مسار لنقلة قادمة، الأمر بحاجة إلى تركيز من النخب المثقفة بالذات لإعادة إنتاج تفسير يلائم طموحاتنا خارج سياق اللامعقول وبعيدا عن البابوية ..وبناء على ما سبق يمكن استنتاج :•ان تحول الإسلام إلى أحزاب عبر التكوينات الاسلاموية من اشد المخاطر على نهوض الأمة لأنه يؤسس لنزاع على المرجعية الدينية ويشتت طاقة الأمة داخل مجالها .•المخاض الذي تعيشه المنطقة مؤلم، لحظة تاريخية مآلاتها أن الاسلاموية ستفقد هيبتها وسيتجاوزها التاريخ بعد أن يذوق مرارتها ولذلك فإن أدلجة الإسلام كارثة كبرى .•المجتمع المدني لا ينمو ولا يعيش إلا في ثقافة سلمية مؤسسة على حقوق الفرد وواجباته، وأعضائه وليس على ثقافة المواعظ والفتاوى .•أخطر قوى التمرد التي قد تنتجها الصراعات في اليمن بسبب تاثر شريحة واسعة من الناس بالجماعات الواعظة والشيوخ اصحاب الفتاوى الجدلية )وهي الحركات الدينية المتبنية للقتال لتحقيق أهدافها، فإضعاف الدولة وإنهاك أذرعها العسكرية والأمنية وانفجار حرب بين القوى المتنازعة على الحكم كفيل بتحويل اليمن إلى منطقة مفرغة من الدولة بيئتها تعمها الفوضى لتسهل للقوى الإرهابية الحركة والتعبئة والتجنيد لعقائدها. التوصيات•القضاء على الإرهاب في اليمن يبدأ بنسف الفكر الذي يؤسس له ومحاضنه أمامنا ومن لا يراها أعمى البصر والبصيرة.هل حان مواجهة المحاضن المنتجة للإرهاب؟؟؟ نحن نواجه النتائج .. هل حان وقت مواجهة الأسباب؟؟•دورنا سيكون بدفع اليمن نحو التجدد والمقدمة الأولية هي بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على أساس فئة وسطى ودعامة اقتصادية قوية مولدة للثروة وخالقة لاستثمار حقيقي وليس بناء مشروع الامارة الاسلامية وهيئات الامر بالمعروف .•اجعلوا قلوبكم مع الله خاطبوه في أنفسكم البريئة والطاهرة انه مع السلام مع الخير مع البركة مع الحب مع التسامح وليس مع الادعياء والاوصياء .•لا يمكن أن يكون التغيير منتجاً لتحول طبيعي ما لم يتم التركيز على فعل التغيير. •لابد من تفكيك التدين الشعبي لأنه مصدر انتصار من يدعون حق الفتوى واحتكار الدين .. بيد جماعة تدعي ان بقية المذاهب الصوفية والشافعية والزيدية والسلفية باطلة ويعممون إيديولوجيتهم الدينية باعتبارها الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل. وفتاواهم حق وفتاوى غيرهم باطل وزيف .. وهنا نتساءل في الفتاوى المتناقضة لرجال الدين تلك التي تبيح مقاتلة الحاكم والخروج عليه أو تلك التي تحرم الخروج عليه ومقاتلته هو أن نتائجها تساعد على علمنة الإسلام وبيدي المتطرفين.•رفض العنف رفضا باتا مهما كانت المبررات. •ان ثقافة الاستعلاء الخطابي في مساجدنا راسخة ، واستغلال سكوت المصلين في خطبة الجمعة ، وفرض مواضيع عليهم وأحاديث سياسية أو حزبية لا تمس واقعهم وحياتهم سياسة متبعة وشائعة ، كثيرا ما يتم إسقاط الآيات الكريمة والأحاديث النبوية على المخالف ، ويستدل بها على الواقع السياسي والاجتماعي المتشظي والموصوف بالخلاف والتباين . كل هذه الممارسات والخطابات تجّرد الخطيب من قدسيته ، وتقلل من مصداقية منابرنا ، وتقرّب خطباءنا وبعض علمائنا للدكتاتورية والطغيان الذي ربما كان يحذر الخطيب منه لفظا ، وهو يمارسه على المنبر وفي حياته اليومية وواقعه المعاشي . فوضى المنابر والخطب تشجع على نشر ثقافة الإقصاء والعنف ، وتحوّل الإسلام من دين معاملة وممارسة إلى دين خطاب وشعار يُردد على المنابر ، وتنتهي صلاحيات الخطبة بعد انقضائها في أكثر الأحيان من قبل الخطيب وجماعته وحزبه ومناصريه ومريديه .8 -يحذر الدين الحنيف من استغلال المنبر والإسلام قائلا الرسول الكريم “ لن يشادَّ أحد هذا الدين ، إلا غلبه “ ، وجعل الرسول مناط الحكم بالأفعال وليس بالأقوال : “ الدين المعاملة “ ، ونص الشرع باللعن والطرد لمن نفّر أو استغل المسجد لمضايقة عباد الله : “ لعن الله من أمَّ قوماً وهم له كارهون “ . كم من خطيب وإمام مسجد مغتصب للمنبر والمسجد ويفرض فكرته وأراء جماعته السياسية أو الحزبية على المصلين ؟! ، فكم شهدنا خطبا ومحاضرات تبكي القدس المحتلة، وتطالب المصلين للتبرع بأموالهم وأنفسهم لتحرير المسجد الأقصى المغتصب، وتطالبنا برفض الربا ومحاربته ، ولكنها اليوم تداهن من كانت تطلق عليهم (الفرنجة والكفار)ولكنهم اصبحوا اصدقاء بمجرد ان تربعوا على كراسي الحكم في دول الربيع العربي .[c1] ورقة مقدمة إلى ندوة (الفكر في مواجهة التكفير الدوافع- المخاطر- المعالجات)
|
تقارير
التغيير بالتكفير
أخبار متعلقة