بكل تأكيد سيكون مؤتمر الحوار مفصلياً في حياة اليمنيين، كبشر وكجغرافيا؛ إذ سيجري فيه إعادة النظر في شكل الدولة، وإنجاز دستور جديد. حتى الآن لم تتمكن، كما يبدو، القوى التقليدية من السيطرة على المؤتمر؛ غير أنها مازالت صاحبة التأثير الحاسم والقوي في الميدان، وهذا يجعل من أعضاء المؤتمر أمام تحد حقيقي لتحويل جلساتهم العامة إلى سلطة للحشد والتأثير، بما يخلق اصطفافاً وطنياً يجمع القوى والفئات الوطنية، صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير. ــــــــــــــــــــــــــــــ لابد للمتحاورين أن يكونوا على استعداد للاستماع للرأي والرأي الآخر، استماع يليه كلام في حركة ديالكتيكية جدلية باحثة عن قواسم مشتركة تمثل ما نحن بحاجة إليه من المرجعيات والمنظومات الدستورية والقانونية المنظمة للعلاقات والمنافسات التي تجري على قاعدة الاستعداد للأخذ بالأفضل واحتكام الأقلية لرأي الأغلبية، لأن الحوار هو الأسلوب الذي نعالج به الأخطاء وما تراكم عنها من السلبيات القاتلة للحياة وللحرية وللديمقراطية وللعدالة وللتقدم وللرضا وللسعادة. نحن على موعد مع مخرجات حوارية تضعنا في بداية الطريق الصحيح لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام وسيادة القانون والعدالة الاقتصادية والاجتماعية.ــــــــــــــــــــــــــــــ مؤتمر الحوار هو فرصة اليمنيين الأخيرة لحل قضاياهم ومشاكلهم المتراكمة ، واليمن أمانة على عاتق المتحاورين جميعا وينظر كل اليمنيين الى مؤتمر الحوار بترقب شديد، لهذا فإن أعضاء الحوار يتحملون مسئولية وطنية كبيرة وعلى هذا يفرض عليهم الواجب ان يتجردوا من كثير من الحسابات المتعلقة بالفئة التي يمثلها البعض لانه لو تعاملوا مع المشكلة او القضية بموجب العدد الذي يمثلها قد تتعثر كثير من المشاكل. عليهم ان يتعاملوا مع القضايا بشكل كامل وان يعتبر كل عضو يمثل فئة او قضية ان كل القضايا تهمه .ــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلتنا باختصار تمثل أسباب ونتائج كل المفاسد المتراكمة هنا وهناك للفقر وللجهل وللسلاح كما لعقلية الغلبة والارتهان الخارجي والاستغلال السياسي للدين، بل إنها ستستمر كامتياز غير مشرف على الاطلاق ما دمنا نتوجه في كفاحاتنا وصراعاتنا للوجهة الخطأ ولا نقر قبل كل شيء - كأفراد أو كجماعات - بأن مشكلتنا الجوهرية تكمن فينا بالأصل وأننا كيمنيين من نعمل على تنميتها بحماقاتنا الذاتية والجمعية - بوعي او بدون وعي - لنكون بالضرورة نحن ضحايانا بينما يكللنا الوهم والمكابرة والعبث، إضافة إلى الأنانية وعدم المسؤولية والقياسات غير الصائبة على الدوام.ــــــــــــــــــــــــــــــ الجنوبييون الذين شاركوا في الحوار هذا حق لهم ولا يمكن لاحد ان يعترض على مشاركتهم او تخوينهم، بالمقابل لا احد يستطيع ان يوقع نيابة عن شعب الجنوب وكله بسقفه .. الشارع الجنوبي باعتقادنا خرج ولن يعود الا بشيء وما تلك الدماء الا دليل على مطالب ذلك الشارع الملتهب الذي لا يعرف بنعمر او السفير الامريكي ويشاهد عبر التلفزيون الحوار للمشاهدة فقط وليس لشيء آخر.
للتأمل
أخبار متعلقة