رأيتُ، فيما يرى النائم، أنَّ المحافظ شوقي أحمد هائل سعيد قدم استقالته من منصبه، كمحافظٍ لتعز، وعاد إلى وظيفته في مجموعة هائل سعيد أنعم. وبعد يوم من استقالته أرسل الرئيس هادي لتعز محافظـاً إصلاحيـاً، وبدلاً من أنْ يزور المحافظ الخلف مديرية المخاء، للوقوف على المرحلة التي انتهى إليها المحافظ السلف، في مشروع تحلية مياه البحر، ذهب إلى مكتب التربية والتعليم ليقلع عبدالكريم محمود، ثم ذهب إلى الكهرباء وإلى جامعة تعز، وإلى كافة المكاتب والمؤسسات ليغرس (إصلاحيين) في الزوايا والأركان. وقد رأيتُ عمليات قلع وغرس ما أنزل الله بها من سلطان!.رأيتُ إضرابـاً للمهمشين استمر شهرًا كاملاً، فتحوَّلت تعز إلى برميل قمامة. وبدلاً من أنْ يُسارع المحافظ الجديد إلى حل المشكلة راح يردد أن شوقي هائل يعمل ضده لغرض إفشاله، انتقاماً من حزب استنفد جل طاقته في محاربته، وأن المؤتمريين يساندونه روحـاً وجسداً في عرقلة تحويل تعز إلى (جنة) عرضها السموات والأرض.هههههههه جنة من حق الجن لا يدخلها إلا الثائرون الذين هم على محبة علي محسن وحميد الأحمر دائمون.رأيتُ وكلاء جدداً ومدراء عموم يسهرون على راحة الفقيه عبدالحافظ، رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح بتعز، حيث أصبح مرشدهم العام وقائدهم إلى الجنة.رأيتُ أنهاراً من خمرٍ وعسل، أقصد من مجار ودماء. ورأيتُ يوم الجمعة ولدانـاً ملثمين يطوفون الشوارع بمنشورات تؤكد أنَّ المحافظ الجديد يواجه حربـاً من بقايا النظام، ومن شوقي هائل ومن المرحومة منى علي يوم كانت تغني (شادعي عليك دعوة تسابق الطير، لا عوضك بعدي ولا ألحقك خير)، وأيضـًا (من شار على هادي بهذه المشورة شا يجعله يابس ساع العجورة). رأيتُ في النصف الأخير من الليل ثواراً اشتراكيين وناصريين أمام أبواب الجوامع يرددون (محروم من حقي ومن نصيبي، من با يرجع لي علي حبيبي)، أظنهم يقصدون علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه.رأيتُ مباخر ونشرات وصورًا وإعلاماً غبياً يؤيد فكرة أن العسل البلدي والحبة السوداء سبيلان للخروج من أزمات تعز! وكأننا في جلسة زار، وليس في محافظة تحتاجُ إلى عقل يحدد ماذا تريد تعز في الفترة المقبلة؟ رأيتُ أخيرًا أن ثلاثة أرباع أبناء الحالمة خرجوا يحملون جنازة، وكان بداخلها وجه مألوف. أظنها تعز، جثة ممرغة بأفكار بالية وبمشاريع بدأت بالقلع وانتهت بالغرس!في تعز، نحتاجُ إلى محافظ ينفذ رغبات حزب التجمع اليمني للإصلاح، في الحصول على حصتهم من «الكعكة»، وهي مناسبة أن أقسم اليمين على أنَّ المحافظ شوقي أحمد هائل كان يستطيع أن يكسب ود الإصلاح لو وافق على صرف حصتهم من المناصب، وبالذات مكتب التربية والتعليم، وما دون ذلك فلتذهب تعز إلى الجحيم.
|
المجتمع
جنة الإخوان!
أخبار متعلقة