تكمن الخسارة الفادحة في فقداننا لواحد من ابرز وأهم رجالات الرياضة الوطنية ليس في موت الشخص- - مع ما يحمله من الم - وانما في تلك الينابيع والعيون العلمية والابداعية التي نضبت فجأة بتلك الخسارة او المغادرة المباغتة التي تجعل الانسان مع ما اوتي من صبر وتحمل يحس ويستشعر بفداحة الفقدان والخسارة لعدم الاستطاعة على التعويض المناسب مع عدم القدرة على الانتفاع منه واستخلاص كل ما يمتلكه هذا الفقيد الغالي والعالي المقام من خبرات وتجارب وعلوم سبق فيها الكثيرين منا وزاد من ذلك انه ليس من ذلك النوع الذي يحلو له الاستعراض او السعي لتقديم عصارة ما اختزنه من علم ومعرفة وهو الضليع بها على اساس ان العلم يؤتى ولايجيء لاحد .ومغادرة الاستاذ والدكتور والعلم الرياضي البارز الصديق الغالي (عبدالملك بانافع ) المباغت لدنيانا الفانية هو راحة له من وضع واحوال وصلت لدرجة اليأس والقنوط من امكانية اصلاحها او تصحيح مسارها او ايقاف تدهورها وطعم مر وحارق لنا جميعا وطناً وناساً واهلاً واولاداً ورياضة على عين التحديد لاننا لم نستفد منه ولا واحد بالمئة من امكانياته وقدراته التي من السهولة بمكان التعرف عليها ان خدمك النصيب والحظ للجلوس معه للحظات او دقائق لاكتشاف ذلك المخزون والارث الدي يكتنزه الفقيد رياضيا وعلميا وادبيا واخلاقيا وقل ما شئت عنه ..وهذا يقودنا الى تصحيح خطأ وعيب مشترك ودائم الحدوث نحن مصرون بغباء عميق على تكراره وتعاطيه وكأنه ميزة لاعيب .. وهو لماذا نحس بفداحة الخسارة عند موت من نعز ونعترف لهم بالفضل والاولوية والسبق العلمي والقيادي وهم كانوا مهمشين ومركونين على قارعة النسيان والتجاهل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد .. وهي اشارة للحفاظ على ما تبقى لنا من رموز قبل ان يدا همهم الموت ونرفع مناديل النواح والعويل عليهم امواتا .والفقيد الدكتور والصديق عبد الملك بانافع عرفناه من الصبا حينما كان لاعبا واعدا في صفوف وحدة عدن اهلته موهبته الكروية المتفردة للالتحاق بالفرق الوطنية المدرسية كجناح انيق ورشيق لايشق له غبار الا انه اثر دراسته العلمية والاكاديمية على ما عداها ولم نكن نعلم انه كان يختصر الزمن والوقت لصناعة نجوم ومواهب كروية عديدة افضل من استمراريته كلاعب فذ ومبدع وفي دراسته في القاهرة التحق بنادي الزمالك المصري وهذا يعطينا ملمحا لايرد ولا يناقش انه - يرحمه الله - كان نجما كرويا باهرا والا لما ضمه الزمالك المصري الى عناصر فريقه الا انه اثر العلم على الكرة بسبب تلك القناعة الترسخية في وجدانه ان صناعة النجوم اهم وابقى من ان تكون نجما وهذا ملخص مقتضب لحقبته الكروية ..اما المدرب عبدالملك بانافع فان غيري وهم كثيرون هم الاقدر على صياغة جانبه المهني التدريبي مع ايضاح بعض الخصائص التي كنت ارى انه تميز بها وهي انه كان يقرن الرياضة بالعلم ويقول عندما يكون اللاعب متعلما ولديه حصيلة علمية تكون درجة الاستيعاب افضل والتطور اسرع ولاغرابة ان شاهدنا في يوم من الايام ان فريق الوحدة العدني في فترة تدريبه له كان جميع لاعبيه ..نكرر.. جميع لاعبي الوحدة العدني جامعيين وحصد معهم العديد من البطولات والالقاب (الاحمدي /الماهرين / محمودعلي عبده / لطفي / الرقيبي / العبادي /ياسين محمود /الغراب /هاني/ ايهاب ) وغيرهم لاتسعف الذاكرة تفصيلهم وقدموا للوحدة ازهى وابهى مواسمهم الكروية .آخر مهاتفة لتهنئته برئاسة اللجنة الفنية للمؤتمر الرياضي وفرحتي بايلائه مهمة قادرا على ترجمتها بشكل امثل ....ولكن .. الحمدلله الذي اعطى والذي اخذ .رحم الله رجلا خسرناه اكثر بعشرات المرات من خسارة اهله وذويه له وكلنا خاسرون بغيابه عن المشهد الرياضي .. وإنا لله وإنا اليه راجعون .. ولاحول ولا قوة إلا بالله .
|
رياضة
بانافع..النافع ..ولم ننتفع منه (!!)
أخبار متعلقة