أدى الأمانة وسيبقى خالداً فينا
قليلون هم الذين يتركون أثراً عند رحيلهم، ويجبرون دموعك على أن تنهمر حزناً لفراقهم.. إنهم الذين يعملون بجدٍ الى آخر لحظة من حياتهم.. من يسهمون في بناء الإنسان، فيوجدون جيلاً متعلماً يخدم وطنه وأمته.. منهم أستاذي القدير - المرحوم بإذن الله- الأستاذ الدكتور عبد الملك بانافع رئيس قسم التربية الرياضية بجامعة عدن ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأول للرياضة اليمنية المزمع انعقاده في تعز خلال الفترة من 7 - 9 أبريل الجاري ، وأول حاصل على الدكتوراه في اليمن -الذي اسلم روحه لخالقه يوم الجمعة 30 مارس.إنه بحق فقيد المؤتمر الرياضي، فمنذ عينت معه في اللجنة الاستشارية للمؤتمر، وهو يحمل هم النجاح ويجتهد لتلافي أي قصور، وبعد أن تشكلت اللجنة العلمية برئاسته، تشرفت بأن أكون أحد أعضائها والناطق باسمها.. وخلال الشهرين المنصرمين لم يكن يفارقنا، كان مشاركاً في كل الاجتماعات، رغم بعد المسافة بين عدن وصنعاء، إلا أنه كان أولنا وصولاً ليقينه بقيمة العمل الذي يؤديه.لم يمنعه عن اتمام مهامه أي شيء- حتى زواج ابنته يرحمه الله- ولولا تأجيل المؤتمر في المرة السابقة لكان حُرم حضور زفافها لتصادفه مع فعاليات المؤتمر.. فقد كان يقدس العمل ويضحي من أجله بكل شيء، حتى براحته ونومه فكنت أبقى معه حتى الرابعة فجراً طيلة الاسابيع الماضية لننجز ما تبقى من أعمال.. والحمد لله رحل عنا وقد أكمل مهامه على أفضل ما يكون، وختمها بزيارة استطلاعية لمقر المؤتمر بمدينة تعز يومي 26 - 27 مارس الماضي ، ليعود الى عدن مطمئناً أنه انجز ما عليه، ليلقى وجه ربه متقناً لعمله يرحمه الله.سيظل الوطن يتذكر أنه أول من أدخل برنامج الماجستير في التربية الرياضية للجامعات اليمنية، ولم يكن يعلم أن أول دفعة ستتخرج بعد أشهر، ستكون بدون وجوده -جسداً- أما روحه الطاهرة فستظل تسكن قلوب طلابه ومحبيه، وستكون هذه الدفعة الأولى دفعة بانافع.. وأتمنى أن تفرحه الجامعة -في قبره- باستكمال الدكتوراه، كما كان يتمنى رحمة الله عليه.نيابة عن نفسي وأصالة عن بقية زملائي في اللجنة العلمية، واللجنة الإشرافية بقيادة الاخوين معمر الإرياني وشوقي أحمد هائل، ومدير المؤتمر -زيد النهاري- وجميع أعضاء اللجنة التحضيرية، نتقدم بأصدق عبارات العزاء والمواساة لأسرته الكريمة و جميع محبيه، سائلين الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمهم -ونحن معهم- الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.رحمك الله يا دكتورنا بانافع ستبقى خالداً فينا بما قدمته لوطنك في مجالك.. ولن ننسى أنك أسلمت نفسك لبارئها وقد أديت الأمانة من خلال ترؤسك للجنة العلمية، وأديت مهامك على أتم ما يكون، وستبقى روحك الطاهرة ترفرف حولنا في مؤتمرنا الذي فقدك وفقدناك فيه.. فهل مثل فقيدنا فقيد؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.. الفاتحة لروحه الطاهرة يرحمه الله.د. محمد حسين النظاريأستاذ مساعد بجامعة البيضاء