يتشعب الحديث ويطول عن المياه ومشاكل الماء، وعدد من الصعوبات التي يطول شرحها وتزيد المتابع إحساساً بخطورة مستقبل المياه بالنسبة للمواطن العادي، باعتبار أن هذا العـنصر الهام جداً للحياة هو من أولويات المهام التي تضعها الحكومات في قائمة أعمالها، ليكون في متناول الجميع بسهولة ويسر ، مع الأخذ بعين الاعتبار المقاييس الدقيقة لنسب الأملاح والعناصر الحيوية الداخلة في تركيبة المياه، وبعد أن يخضع لبعض المعالجات والتنقية وغيرها من الضوابط قبل أن يصل إلى صنبور الشرب في كل منزل .. فالحفاظ على نقاوة المياه وجودتها يعني قبل كل شيء مجتمعاً يخلو من الأمراض ويخفف التكاليف الباهظة للعلاجات الطبية التي تترتب جراء تلك المياه الملوثة مهما كانت النسب الضئيلة فيها لذلك التلوث ..ورغم الإمكانيات المتواضعة لدى الجهات المعنية لدينا في عدن ، فأن ما يزيد من صعوبة الأمور هي تلك الطرق القديمة المتوارثة لخزانات المياه في المحافظة والتي تم تشييدها منذ دهر طويل ولم تمتد لها يد الصيانة أو الرقابة أو تتسلل إليها أعين ومجاهر وزارة الصحة مطلقاً خلال سنوات طوال .. وأتمنى أن لا يلومني القارئ الكريم على الإشارة للحال المتردي لتلك الخزانات أو يتقزز منها ، فلم أعد أحتمل التحسر والصمت في انتظار أن تحرك الجهات المسئولة والمعنية ساكناً بعد أن أخذ الوضع يتدهور نحو الأسوأ .. فلقد صدمت فعلاً حينما أخبرني صديق عزيز بذلك الحال عندما صعد بمعية بعض الزملاء إلى ذلك الخزان الكبير المتواجد فوق ( جبل حديد ) والذي يغطي تموينات عدد من المديريات ، حين وجده في حالة لا يمكن تخيلها !!أرضية الخزان قد امتلأتْ بكميات كبيرة من المخلفات والأتربة المترسبة في الأسفل ، وقد غطت تلك الأتربة رفات حيوانات كالقطط والكلاب - والتي لا نعرف كيف دخلتْ - وقضت نحبها داخل ذلك الخزان .. أما سطح الماء داخل الخزان فقد غطاه رفات أعداد كبيرة من طيور الحمام وقد أخذت الديدان تجوب في أجسادها وتطفو على ريشها الذي لم تغرقه المياه وقبل أن ينزل لقاع الخزان بجانب تلك المحتويات الممتدة على طول القاع .. ولم أستوعب ما سمعت ، بل أنني لا أريد تصديق ذلك .. وإذا كان الحال فعلاً كذلك ، فهل هذه هي أمانة المسئولية التي يحملها على عاتقهم أولئك المختصون في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ؟ أولم يكن من الواجب والأهم أن يحكم إغلاق الفجوات والخروقات الموجودة في سطح الخزان حتى لا تؤدي لمثل هذه النتيجة المؤسفة حقاً ؟ أليس من المهم جداً التدخل العاجل للجهات المختصة ووضع الحلول الناجعة للحفاظ على مياه الشرب - أساس الحياة - نظيفة ونقية بكل المعايير المتعارف عليها ؟؟ ولعله من الواجب أيضاً القيام بحملة تنظيف عاجلة من كل ما يعكر صفو تلك المياه المخزونة للاستعمال الآدمي ، في حين تخلى العديد من المسئولين في هذه المحافظة عن آدميتهم بعد أن تخلوا عن أخلاقياتهم منذ أن تراكمتْ الميزانيات والنثريات في منازلهم والتي يسحبونها من مكاتبهم أمام مرأى ومسمع الجميع دون حسيب ولا رقيب.
خزانات مياه عدن ..كارثة بيئية وصحية !
أخبار متعلقة