المشاركون في ورشة (نبذ العنف ونشر ثقافة الوئام الاجتماعي) :
تقرير / ابتسام العسيري نبذ العنف ونشر ثقافة الوئام الاجتماعي بمحافظة عدن أهم المفاهيم والطموحات التي تسعى إلى تحقيقها جمعية عدن للسلم الاجتماعي في واقع المجتمع وأفراده وذلك من خلال عدد من الورش والدورات التدريبية وحلقات النقاش التي تسعى إلى تنفيذها ضمن برنامج «مهارات التعامل مع النزاعات ». وفي ورشة العمل (نبذ العنف ونشر ثقافة الوئام الاجتماعي) التي نظمتها الجمعية على مدى 5 أيام في مديرية المنصورة في محافظة عدن بمشاركة عدد من أعضاء المجلس المحلي وخطباء مساجد ومدراء مدارس في مديرية الشيخ عثمان، أكد المشاركون أهمية إصلاح الوضع الأمني الذي يعد الركيزة الأهم في القضاء على ظاهرة العنف وانتشار الأسلحة في المجتمع ، ولعبت الورشة دورا مهما في رفد المشاركين والمشاركات بمفاهيم وآليات تمكنهم من إدارة الأزمات والنزاعات وكيفية وضع الحلول المناسبة لها والإسهام في حل النزاعات ومكافحة الظواهر والمظاهر المسيئة والدخيلة على المجتمع والتقليل منها ، على طريق تحقيق السلم الاجتماعي وبناء مجتمع مدني حضاري متطور..صحيفة 14 أكتوبر تواجدت في أعمال الورشة وخرجت بالحصيلة التالية : تقنيات التعامل مع النزاعاتبروح صادقة وحماس منقطع النظير استهلت رئيسة جمعية عدن للسلم الاجتماعي الأخت إيمان محمد عبد الله عبيد الحديث قائلة “ إن هدفنا الرئيسي من البرنامج التدريبي الذي نسعى إلى تعميمه على كل مديريات المحافظة، هونشر عملية التوعية بقضايا النزاعات والسلام والتنمية المستدامة خاصة وان محافظة عدن تمر مؤخرا بظروف خاصة ، وإكساب المشاركين والمشاركات مهارات وتقنيات معرفية في مجال التعامل مع النزاعات.. كما نسعى لتنفيذ عدد من الأنشطة المختلفة التي تسهم في تأهيل المجتمع حتى يكون أكثر قدرة على حل مشكلاته.وقالت “ إن بناء السلم الاجتماعي هدف أسمى وغاية عظمى ووسيلة كل محبي التقدم والتطور والرقي بالإنسانية إلى آفاق الابتكار والإبداع والتعايش السلمي الآمن وللانطلاق نحو البناء والتنمية المستدامة في كافة الجوانب والمجالات” مضيفة “ إن العدول عن العنف مؤشر يدل على الرقي الإنساني لدى أفراد المجتمع و من شأنه أن يولد الاستقرار والطمأنينة في أوساط المجتمع ، وجمعيتنا ستسهم من خلال أهدافها وبرامجها وأنشطتها المختلفة في بناء قواعد السلم الاجتماعي وأركانه في عموم مديريات محافظة عدن الباسلة. تعميم البرنامج يعمم الفائدة وذكرت رئيسة جمعية عدن للسلم الاجتماعي في سياق حديثها أن أهم أهداف الجمعية تتمثل بخلق مجتمع محلي مدني وإحداث تنمية مستدامة، والإسهام في مكافحة الظواهر والمظاهر السلبية الدخيلة على مدينة عدن و مكافحة العنف ضد المرأة، وتنفيذ البرامج والأنشطة والفعاليات الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال في حل النزاعات بالطرق السلمية ، والتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية في مجال التعامل مع النزاعات.وقالت “ إن هذه الورشة هي الأولى في برامجنا وأنشطتنا نفذناها مستهدفين مديرية المنصورة لتفاعل الجميع فيها فقد حضر في الورشة مدير عام المنصورة ومكتب التربية وأعضاء المجالس المحلية وشاركوا بتفاعل فيها وهذا يدل على تفاعلهم مع الجمعية وصدقهم في المشاركة المجتمعية و في وضع حلول لمشكلاته وبدونهم لن تصل الرسالة ولن يصل الهدف ، ومن هنا أدعو جميع قيادات المديريات الأخرى في المحافظة والسلطة المحلية إلى الاقتداء بهم والمشاركة في هذه الورش حتى تعمم الفائدة والهدف. وطالبت كاْفة الجهات والمسؤولين والقيادات بتعميم هذا البرنامج في جميع المديريات، مشيرة إلى انه بعد هذه الورشة سيتم عقد حلقات نقاش في المدارس ومكتب التربية والمساجد ومكاتب الصحة والمجالس المحلية.إنشاء مركز معلومات متخصص في النزاعات من جانبه أوضح العقيد ركن خالد عبده زيد أمين عام الجمعية قائلا “ إن جمعية عدن للسلم الاجتماعي طوعية وليس لها أي توجه سياسي تهدف إلى نشر الوعي المجتمعي ورفع القدرات لدى أفراد المجتمع وإكسابهم مهارات حل النزاعات ومكافحة الظواهر والمظاهر المسيئة والدخيلة على المجتمع والتقليل منها ، كما نسعى من خلال الجمعية إلى تقديم الرؤى والأفكار للقيادات المحلية وذلك للاسهام معها في إرساء وإحلال السلام في محافظة عدن . وأضاف “ إن طموحاتنا المستقبلية تقديم خدمات أفضل وأكثر تميزا للمجتمع فنحن نسعى إلى عقد المزيد من الورش التدريبية في مجال التعامل مع النزاعات وبناء السلم الاجتماعي بهدف تأهيل القيادات المجتمعية في المحافظة ، كما نسعى إلى استقطاب أعضاء جدد من المشاركين في الدورات التي ننظمها لضمان تجدد العمل واستمراريته، مشيرا إلى أهمية التواصل والتنسيق مع النظراء في المحافظات الأخرى والتشبيك معهم.وأوضح الأمين العام للجمعية خالد عبده زيد أن التعايش الآمن لفئات المجتمع الإنساني لا يأتي بمجرد لأمنيات لكنه يتحقق تدريجيا كثمرات لجهود فكرية عملية مضنية وشاقة، لافتا إلى أن ابرز طموحات الجمعية إنشاء مركز معلومات متخصص في النزاعات للرصد والتحليل بطريقة عملية متطورة، متمنيا أن تجد الجمعية الدعم المالي الذي يناسب برامجها وأنشطتها واحتياجاتها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها. وأردف الأخ أحمد صالح الحيدري أمين عام المجلس المحلي لمديرية المنصورة قائلا “ إن أهم سمات ديننا الإسلامي الحنيف نشر السلام ونبذ الخلافات بين بني البشر، ونشر عملية السلم والتصالح سيمكن المجتمع من وضع لبنة على طريق البناء والتنمية البشرية و نشر السلم والمساواة وإعطاء الحقوق..لافتاً إلى أن ما يحدث من مهاترات وصراعات في بلادنا لهو ناتج عن تعدد الأطراف والجهات التي تطالب بحقوقها وهذا حق مشروع لكل جهة بشرط أن لا يكون طلب الحق بالباطل وان نصحح الأخطاء ليس بأخطاء أخرى، فالوضع الذي تعيشه البلد حاليا وضع طبيعي ويعتبر نموذجاً في الوطن العربي بأكمله لكن ليس هناك طريق لوضع الحلول وإعادة الحقوق إلا عبر الطاولة المستديرة التي يجب ان يتحاور عليها الجميع، خاصة ان الحوار الوطني يتم تحت رعاية دولية كضامن لنتائجه.وأشاد بدور جمعية عدن للسلم الاجتماعي التي سعت من خلال برنامجها التدريبي إلى وضع النقاط على الحروف، وساعدت كثيرا المتدربين على كيفية حل النزاعات خاصة الصغيرة منها التي ستكون بذرة لحل المشاكل الكبرى ، ما أفاد المتدربين في احتواء أي نزاع أو خوف بين أي أطراف وكيف نضع وثائق التحكيم والوساطة لحل النزاعات.وأشار إلى أن أهم ما تواجهه مديرية المنصورة من مشكلات هو انتشار البناء العشوائي ، بسبب السطو العشوائي على كل المتنفسات و أراضي الخدمات العامة كالتربية والملاعب وذلك من قبل أشخاص لا يعرفون قيمة ما تعنيه هذه المنشآت للأطفال والشباب والمجتمع عامة، وساعد هؤلاء المخربين في ممارساتهم الوضع الأمني غير الكافي في المديرية. معالجة الوضع الأمني أما الأخ محمد عمر صالح البري أمين عام مجلس تنسيق جمعيات أبناء يافع وأمين عام جمعية لبعوس فتحدث عن أهمية مثل هذه البرامج التدريبية في معالجة القضايا الاجتماعية وقضايا النزاع حول الأرض ومعالجات كثير من الاختلافات الناجمة عن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به بلادنا، مواصلا حديثه “ وبالتوعية المستمرة على مستوى المجتمع والجهود التي يفترض أن تبذلها السلطة المحلية يمكن معالجة الكثير من الاختلافات والنزاعات والوضع الأمني وتحسين الخدمات المجتمعية».وفي سياق حديثه أشار إلى مشكلة انتشار القمامة التي تؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة بين المواطنين ، كما أشار إلى ظاهرة الفوضى بين الشباب التي تتسبب في قطع الطرقات والشوارع الداخلية وإحراق الإطارات وهذا سلوك غريب عن مجتمعنا ، وحري بكل المواطنين أن تتكاتف جهودهم في الحد من هذه الظواهر حتى يتحقق الوئام الاجتماعي.وقال “أضافت هذه الورشة لي علميا كيفية معالجة مثل هذه الظواهر وكيفية وضع الحلول والخطوات العلمية”شاكرا الجمعية وكل المشاركين والميسرين للورشة متمنيا من قيادة الجمعية والمسؤولين عنها وكذا من السلطة المحلية تعميم هذه الورشة على كافة محافظة عدن ، لأهميتها وتكرار مثل هذه الدورات للاستفادة منها في حل قضايا المجتمع. آلية حل النزاع من جانبها قالت الأخت إحسان محمد علي مديرة مدرسة «مجمل ما أطلعنا عليه هذا البرنامج هو كيفية تحليل النزاعات وكيفية لعب الوسيط في حل النزاع وما هي آلية حل النزاع عبر الحوار والتفاوض وغيره من الطرق السليمة ، مهما كان نوع النزاع أو المشكلة” مستطردة انه في ظل الأوضاع الراهنة والأوضاع التي تعيشها المحافظات الجنوبية والإقصاء والتهميش فإن ما يحدث في الشارع الجنوبي هي ردود أفعال طبيعية ، فما أدى إلى هذه الأفعال هي ردود لعدة أسباب سطحية متراكمة ، مؤكدة أهمية الحوار الجاد الذي تسبقه نية صادقة في وضع حلول مرضية لجميع الأطراف..وقالت «نحن بحاجة إلى مثل هذه الدورات التوعوية لأنها تساعد في معالجة الكثير من النزاعات على المستوى العام»، داعية كافة الجهات إلى الصدق وحسن النية في وضع حلول سلمية بعيدا عن العنف واستخدام الأسلحة وغيرها لان العنف يجر إلى العنف. أما الأخت نور صالح عبد القادر محمد مديرة مدرسة فعبرت عن شكرها للبرنامج التدريبي الذي أضاف لها الكثير من المعلومات والمهارات التي تسهم في تسيير مهام عملها وحياتها ومعيشتها في المجتمع وكيفية التعايش مع كافة النزاعات التي تواجهها، مشيرة إلى انتشار ظاهرة عدم احتمال الناس بعضهم البعض والتعصب والتوترات التي برزت مؤخرا في المجتمع ونفاد الصبر لدى البعض ما خلق عدداً من المشكلات والنزاعات فيما بينهم ولهذا ساهم هذا البرنامج في تزويد المتدربين بطرق إدارة وحل هذه المشكلات والتعامل معها بما يحتوي أي خلافات سواء كانت في العمل أو في المجتمع. ودعت وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على مشكلات المجتمع والعمل على إيجاد الحلول لها مع الجهات المعنية حتى نخفف من تراكماتها وحلها أولا بأول ، قائلة “ لنعمل معا بعيدا عن أي توتر من اجل بناء وطن آمن”