مكافحة السل في اليمن بين الإنجاز والطموح
استطلاع / بشير الحزمييمثل مرض السل في بلادنا واحداً من أهم المشكلات الصحية وأخطرها ، ولدحر هذا المرض والقضاء عليه من أجل يمن خال من السل تقوم وزارة الصحة العامة والسكان من خلال البرنامج الوطني لمكافحة السل بالشراكة والتعاون مع المانحين الدوليين والمجتمع المدني المحلي بجهود متواصلة ساهمت إلى حد ما في خفض معدلات انتشار المرض والوفيات الناتجة عنه وفق المؤشرات الصحية المعلنة .صحيفة 14أكتوبر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل الذي يصادف الـ24 من شهر مارس من كل عام تسلط الضوء من خلال هذا الاستطلاع على جهود وانشطة البرنامج الوطني لمكافحة السل والوضع العام لوباء السل في اليمن والنجاحات المحققة .. فإلى التفاصيل:وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي قال أن مرض السل هو احد أهم المشاكل الصحية العامة و يمثل مشكلة صحية - اجتماعية - اقتصادية حيث لا يزال من بين أكثر الأمراض فتكاً بأرواح الملايين سنوياً حول العالم بينما تقدر حالات الإصابة الجديدة بالمرض وفقا لإحصائيات عام 2011م بحوالي (8,7 ) مليون حالة سل جديدة .وأضاف أنه وعلى المستوى الوطني لليمن ووفقاً للتقرير الدولي للسل 2009م قدر حدوث (25 حالة سل رئوي إيجابي اللطخة لكل 100,000 نسمة من السكان) و9 وفيات بسبب السل لكل 100,000 نسمه من السكان سنوياً.مرض خطير ومعدوأكد أن مرض السل خطير ومعد إلا انه قابل للشفاء تماماً عند الاستخدام الأمثل للعلاج طيلة فترته المحددة بستة أشهر ..موضحا أن هناك العديد من الجهود الجادة بذلت ولا تزال تبذل حول العالم وعلى المستوى الوطني لدحر السل وقد أثبتت تأثيراتها الملموسة على المستوى الوطني في اليمن حيث تحقق الكثير من الإنجازات وتشهد مؤشرات حدوث هذا الوباء حالياً تدنياً متواصلاً ولكن وتيرة هذا التدني لا تزال بطيئة إذ لا يزال هذا المرض يودي بحياة شخص كل عشرين ثانية حول العالم، كما أن (5,7 مليون حالة سل مسجلة تحت المعالجة لعام 2008م) . مشيرا إلى أن نحو 20 مليون شخص اليوم عدد من هم على قيد الحياة بفضل الخدمات المقدمة مباشرة في مجال رعاية مرضى السل ومكافحته .معدل نجاح المعالجةوقال وزير الصحة ان معدل نجاح المعالجة بلغ (87 %) متجاوزا أحد أهداف الألفية (85 %) للمرة الأولى منذ تحديده في العام 1991م.وأن 35 بلداً تجاوزت هذا الهدف من ضمنها بلادنا، ولا يزال أمامنا الكثير لإنجازه ومنها رفع معدل تغطية اكتشاف الحالات (للسل الرئوي النشط) التي وصلت حتى الآن إلى (61 %) باتجاه بلوغ الهدف الثاني للألفية وهو (70 %). ولن يتسنى لنا ذلك إلا من خلال إتباع إستراتيجية دحر السل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية في العام 2006م والتي تبنتها وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل والمتمثلة بستة نقاط هي : مواصلة التوسع في المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف اليومي المباشر ذات الجودة العالية وتعزيزها، معالجة مشاكل السل المصاحب لفيروس العوز المناعي البشري والسل المقاوم للأدوية المتعددة وغير ذلك من المشاكل ، الإسهام في تعزيز النظم الصحية ، إشراك كل مقدمي خدمات الرعاية الصحية ، تمكين المصابين بالسل والمجتمعات المحلية ، التمكين من إجراء البحوث وتعزيزها.وأكد مجانية الدواء والتشخيص والمتابعة لمرضى السل .مقدرا كافة الجهود المبذولة سواء في البرنامج أو من قبل الشركاء المانحين كالصندوق العالمي لمحاربة السل والإيدز والملاريا ومنظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي للدواء . داعيا إلى بناء شراكات وطنية لمواجهة هذا الداء.مهام البرنامج وفروعهمن جانبه قال مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل الدكتور نجيب عبدالعزيز عبدالله أن البرنامج يتكون من عدة أقسام بالإضافة إلى المختبر المرجعي . ويقوم البرنامج بعدة مهام أهمها الإشراف ، التدريب ، التخطيط ،المتابعة، التقييم ، رسم سياسات مكافحة السل في اليمن ، تأمين إمداد منتظم بالأدوية والمحاليل التشخيصية ولدى البرنامج ثلاثة فروع رئيسية هي فرع في عدن ويسمى المركز الإقليمي للسل وهو مرجعي يقدم خدمات فنية لبرامج السل في المحافظات الجنوبية والشرقية، وهناك مركزان آخران مهمان مركز الدرن في تعز و مركز الدرن في الحديدة وهما يحتويان على عيادات ومختبر وصيدلية ويقدمان خدمات علاجية إضافة إلى الخدمات الفنية. وفي بقية المحافظات يوجد فرع للبرنامج الوطني لمكافحة السل ويمثل هذا الفرع منسق السل في المحافظة وأخر في المديرية إلى جانبه مشرف مختبرات السل . إستراتيجية المعالجةوأضاف أن السياسات الوطنية التقنية للبرنامج تعتمد على تبني إستراتيجية منظمة الصحة العالمية (المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف اليومي المباشر) ، اكتشاف الحالات ، الفحص ألمجهري المباشر للطخة: ثلاث عينات عند التشخيص وأثناء متابعة المعالجة ، أشعة للصدر في المعهد الوطني ومراكز السل وحيثما توفرت ، المعالجة وتتكون المقررات العلاجية على النحو التالي: (حالات السل الجديدة: تعطى مقرر الفئة الأولى من العلاج شريطة أن يكون تناول الأدوية تحت الإشراف اليومي المباشر وعلى النحو التالي: 2HRZE / 4 RH ويسمى هذا المقرر بالفئة (1) )، (حالات الانتكاسة: تعطى مقرر الفئة الثانية من العلاج وتحت الإشراف أيضا وعلى النحو التالي: (2 HRZES / 1HRZE / 5 HRE ونسمي هذا المقرر بالفئة(2)).التسجيل والتبليغ : ويتم التسجيل وفق نظام منظمة الصحة العالمية والإتحاد الدولي لمكافحة السل وأمرض الرئة من خلال كرت المعالجة وسجل المختبر وسجل مكافحة السل في المديرية وسجل الحالات المشتبهة وسجل المخالطين . أما التبليغ فيتم من خلال التقارير ألربعية لاكتشاف الحالات,نتائج المعالجة وتحول اللطخة وتقرير المخالطين وتقرير المشتبهين. ، نظام ضبط جودة المختبرات ، تحليل تقييمي للمحصلات والمؤشرات ومقارنتها بالأهداف المرسومة.الوضع الوبائيوعن الوضع الوبائي للسل في اليمن حاليا قال مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل انه وبحسب نتائج آخر مسح وبائي للسل أجراه البرنامج الوطني لمكافحة السل في اليمن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في العام 2010 و2011 تبين أن معدل الحدوث السنوي لجميع أشكال السل هو 50 حالة لكل 100,000 نسمة من السكان أي إذا كان سكان اليمن 25 مليون نسمة فان الحالات التي تحدث سنويا في اليمن هي 12500 حالة . من هذه الحالات 6250 حالة سل رئوي معد . وبقية الحالات هي سل رئوي سلبي وسل خارج الرئتين. وأن معدل الوفيات بسبب السل هي 9 وفيات لكل 100,000 نسمة من السكان.أهداف البرنامجوعن أهداف البرنامج قال مدير عام البرنامج أن الهدف المرحلي للبرنامج حتى العام 2015. هو تحقيق معدل اكتشاف 70 % من حالات السل الرئوي المعدي ووضعها تحت العلاج. والمعالجة بنجاح حوالي 87 % من الحالات المكتشفة.شراكة وتعاونوعن الشراكة والتعاون المحلية والدولية لمكافحة السل في بلادنا يقول الدكتور نجيب عبدالعزيز أن الداعمين الرئيسيين في المرحلة الحالية لبرنامج مكافحة السل على مستوى الجمهورية اليمنية هو الصندوق العالمي لمكافحة السل والملاريا والايدز وهو الداعم الأكبر ومنحة الصندوق الحالية بدأت من أغسطس 2011ومدتها خمس سنوات وهي مقسمة علي مرحلتين الأولى سنتان بـ 9 ملايين دولار والثانية ثلاث سنوات ونتوقع أن يكون الدعم فيها من 9 - 11مليون دولار . ومختلف أنواع الأنشطة المنفذة يقدم لها الدعم من خلال هذه المنحة . وبالإضافة إلى الصندوق العالمي هناك داعمون آخرون وهم منظمة الصحة العالمية والتي تدعم أنشطة التدريب وخاصة تدريب منسقي السل في القطاع الخاص وأيضا تقدم دعماً فنياً ذا أهمية كبيرة يتمثل في إرسال خبراء المنظمة في مهمات قصيرة وفق ما يطلبه البرنامج .وأضاف نجيب عبدالرزاق بقوله يجب أن لا ننسى الدور الكبير لوكالة جايكا اليابانية والتي كانت أول من أسس برنامج السل على مستوى واسع النطاق وعلى مستوى البنية التحتية لمبنى البرنامج والمعهد الوطني والمركز الإقليمي في عدن ومركزي الدرن في تعز و الحديدة . وقد ظل دعم الوكالة اليابانية مستمراً منذ عام 1986 وحتى 2004 بعد ما شعرت الوكالة بأن البرنامج أصبح واقفاً على قدميه ولديه البنية التحتية اللازمة والكادر البشري المؤهل من الوحدة المركزية إلى مستوى المحافظة إلى المديرية انتهاء بالوحدة الصحية.وقال أن الشراكة مع المجتمع المحلي موجودة لكنها ليست على المستوى المأمول . حيث توجد مشاركة لأنشطة البرنامج من قبل بعض منظمات المجتمع المدني وهي جمعية رعاية الأسرة وجمعية الإصلاح الخيرية واللتان تشاركان في تنفيذ أنشطة البرنامج ضمن المنحة الحالية المقدمة من الصندوق العالمي. وفي إطار التعاون والشراكة مع المجتمع المدني يقوم البرنامج بتدريب بعض المنظمات مثل اتحاد نساء اليمن وبعض الجمعيات الأهلية لغرض ضمان مشاركة أوسع من المجتمع لتحقيق أهداف كثيرة منها نشر الوعي في أوساط المجتمع وأيضا التطوع في تقديم العلاج تحت المراقبة المستمرة. ونأمل في المرحلة القادمة أن تكون هناك مشاركة أوسع لان السل ومشاكل السل ليست قضية مرتبطة فقط أو مسئولية تختص بها وزارة الصحة لكنها مسئولية مشتركة .مصاعب وتحدياتوقال مدير عام برنامج مكافحة السل أن البرنامج يواجه جملة من المصاعب والتحديات أبرزها اعتماد البرنامج على الدعم الخارجي وغياب الدعم الحكومي المناسب باستثناء ما تقدمه الدولة من دعم لشراء أدوية السل التي توزع مجانا على المرضى ، ويظل التحدي ان خدمات السل لا تقتصر على تقديم الأدوية بل تشمل تأهيل الكادر والإشراف على أنشطة السل والمتابعة والتقييم والتدريب في مجال المختبرات وتأهيل المختبرات وبناء بنية تحتية جديدة والمحافظة على ما هو موجود لان كل ما تم بناؤه من مراكز لم يتم صيانته حتى اللحظة .وهناك مشكلة أخرى تمثل تحدياً لنا وهي تتعلق بمرضى السل المقاوم للأدوية حيث يحاول البرنامج حثيثا البدء بمعالجة المرضى لكن هناك مشكله هي أن الموازنة الحكومية تدعم شراء الأدوية الاعتيادية لمرضى السل الصف الأول لكن أدوية الصف الثاني التي تستخدم لمرضى السل المقاوم للأدوية لا تندرج ضمن الميزانية الحكومية ولذلك يمول شراؤها من المنحة المقدمة من الصندوق العالمي ومشكلة هؤلاء المرضى أن علاجهم طويل وقد يصل إلى عامين مع ما يشكله من تبعات وأعباء على المريض والنظام الصحي ويظل الخوف من انتشار هذا النوع من السل المقاوم بين الآخرين من الأصحاء وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال حيث تم على مستوى التخطيط إعداد دليل المعالجة وتم اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية وتم إعداد المسودة الأولى من الإستراتيجية الوطنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية كما تم ابتعاث عدد من الفنيين والأطباء من البرنامج والمحافظات للتدريب في مصر على التعامل مع حالات السل المقاوم ، وتم إرسال مهندسين إلى مركزي تعز والحديدة لتقييم متطلبات الترميم لان الأدوية يمكن أن تتوفر في القريب العاجل أي خلال 3 - 6 اشهر كحد أقصى ، لكن مرضى السل المقاوم يحتاجون وخاصة في بداية العلاج إلى الرقود على اعتبار أن هذه الأدوية لها أحيانا أثار جانبية غير اعتيادية ولذلك عندما نقدم الخدمة العلاجية علينا أن نستعد في الوقت نفسه لمعالجة أي آثار جانبية متوقعة . ونظرا لتأخر الترميم في قسمي الرقود في مركزي تعز والحديدة نعتبر ذلك واحداً من التحديات التي تواجهنا ونسعى مع قيادة الوزارة لوضع حلول مؤقتة لحين استكمال أعمال الترميم .خطة مستقبليةولفت إلى أن لدى البرنامج خطة مستقبلية تشمل تنفيذ مشروع مكافحة السل المقاوم للأدوية وسيشمل : توفير الخدمات التشخيصية المجانية - توفير العلاج المجاني وهو مكلف جدا- توفير الدعم الغذائي للمرضى مجانا طول فترة العلاج. - تحسين مكافحة العدوى في المرافق الصحية وزيادة أنشطة التوعية الصحية بمكافحة العدوى من منازل المرضى) ، تنفيذ مشروع منهجية صحة الرئة من خلال توفير الأدوية للمرضى الذين يعانون من الأمراض الصدرية المزمنة مثل: ضيق التنفس- الحساسية-الالتهابات الرئوية الأخرى حيث سيتم فحص هؤلاء المرضى للسل وأيضا صرف أدوية مجانية لهم للأعراض الصدرية الذين يعانون منها. (أدوية السعال -أدوية الحساسية -أدوية ضيق النفس......الخ).اليوم العالمي لمكافحة السلوقال إن البرنامج بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل الذي يصادف الـ24 من شهر مارس من كل عام سينفذ العديد من الفعاليات والأنشطة على المستوى المركزي وعلى مستوى المحافظات بما في ذلك مشاركة منظمات المجتمع المدني في المناطق التي لا يغطيها البرنامج ، فعلى المستوى المركزي سيتم تدشين أنشطة التثقيف الصحي الخاصة بمكافحة السل. وعلى مستوى المحافظات ستكون هناك العديد من الأنشطة على مستوى المدارس حيث سيتم عمل مسابقات رسوم ومسابقات ثقافية وهناك نشاط تثقيفي . نجاحات محققةمن جهته يقول مسئول الترصد في البرنامج الدكتور عبدالباري الحمادي أن البرنامج الوطني لمكافحة السل استطاع أن يحقق خلال السنوات الماضية العديد من النجاحات أهمها: علاج حوالي 86 % من إجمالي الحالات المكتشفة حتى العام 2011 بنجاح ، اكتشاف 54 % من حالات السل الرئوي المعدي المتوقع حدوثها في البلاد حتى العام 2012 ، تخفيض معدل انتشار السل من 132 حالة لكل 100,000 من السكان في العام 1990 إلى 78 حالة في العام 2012 ، تخفيض معدل الحدوث السنوي للسل من 90 حالة لكل 100,000 من السكان في العام 1990 إلى 50 حالة في العام 2012، تخفيض معدل الوفيات بسبب السل من 15 وفاة لكل 100,000 من السكان في العام 1990 إلى 9 وفيات في العام 2012.تدخلات البرنامجوأوضح أن البرنامج يسعى إلى تحقيق أهدافه من خلال تنفيذ مجموعة من التدخلات أبرزها توفير الخدمات التشخيصية المجانية للسل الرئوي بالفحص المجهري للبصاق وبجودة عالية في 265 مديرية حتى يتمكن المرضى من الوصول لهذا الخدمات بسهولة وتقليل كلفة طلب الخدمة عليهم وتخضع هذه المختبرات لضبط الجودة بانتظام من المختبر المرجعي للبرنامج ، توفير الخدمات العلاجية للمرضى في جميع المديريات حيث يمتلك البرنامج شبكة من منسقي السل في المديريات تعمل على معالجة حالات السل وتسجيلها ورفع تقارير ربعيه بنتائج المعالجة ، توفير الأدوية المضادة للسل وتوزيعها مجانا لجميع المرضى وهذا من الموازنة الحكومية بحوالي مبلغ 57 مليون ريال سنويا ، توفير المحاليل والمعدات التشخيصية لمختبرات السل وبانتظام ، توفير خدمات زراعة البصاق واختبار الحساسية العلاجية في 4 مراكز درن في المحافظات الرئيسية والكبيرة في البلاد ، تفعيل الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص والقطاعات الصحية الحكومية وغير الحكومية حيث تم التنسيق مع حوالي أكثر من 400 مرفق صحي خاص في البلاد بهدف الوصول لمرضى السل الذين يقصدون هذا القطاع للعلاج وبالتالي توفير الأدوية المجانية لهم لضمان استمرارهم بالعلاج حتى الشفاء ، إضافة إلى تقوية تعزيز نظام الترصد في البرنامج حيث يتم تسجيل حالات السل في جميع مديريات البلاد ويتم رفع تقارير ربعية بذلك ، رفع الوعي الصحي عن مرض السل لدى المواطنين من خلال عمل وبث البرامج التلفزيونية والإذاعية .المقاومة العلاجية لأدوية السلويقول الدكتور عبدالعزيز الأغبري نائب مدير المعهد الوطني لمكافحة السل- مسئول وحدة المقاومة العلاجية لأدوية السل بالبرنامج أن المقاومة العلاجية لأدوية السل (Drug-resistant tuberculosis ) هي حالة سل تكون فيها العصيات المسببة للسل لديها مقاومة لعلاج واحد أو أكثر من الأدوية المضادة للسل، والمقاومة الطبيعية للعصيات لبعض أدوية السل على انفراد تحدث بسبب الطفرات الجينية لـ DNA للعصيات .وأضاف أن متطلبات البدء بعلاج حالات المقاومة على المستوى المركزي هي تجهيز أقسام الرقود ، توفير أدوية الخط الثاني المضادة للسل، وأدوية لتخفيف التأثيرات الجانبية ،إعداد دليل وطني حول المقاومة العلاجية ، تجهيز مختبرات الخدمات الاكلينكية (السريرية) خاصة في مراكز السل الرئيسية (الحديدة ، صنعاء ، عدن ، تعز ) ، إضافة إلى التدريب والإشراف .أما على المستوى الوسطي والطرفي فأن متطلبات البدء بعلاج هذه الحالات هي إعداد كشوفات بأسماء الحالات المقاومة والحالات المشتبه (فشل معالجة خطة 1و2و غيرهم) مع العنوان وأرقام الهاتف ، إعداد كشوفات بأسماء مؤيدي المعالجة لحالات المقاومة لكل مركز (ممرض/ عامل صحي/ متطوع وغيرهم ).شراكة مع القطاع الخاصأما الدكتور وضاح هزاع العبسي مسئول قسم القطاع الخاص بالبرنامج فقد تحدث عن الشراكة مع القطاع الخاص وقال: لقد تبنى البرنامج الوطني لمكافحة السل العمل بالإستراتيجية العالمية لدحر السل كاستراتيجيه وطنية لمكافحة السل في اليمن حيث أن انضمام جميع مقدمي الخدمات الصحية في تقديم الرعاية المتعلقة بالسل من خلال الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص والذي تمثل احد المكونات الجوهرية في إستراتيجية دحر السل , وقد بدأت مبادرة الشراكة في عام 2005م وشملت السجون المركزية والمستشفيات العسكرية في معظم محافظات الجمهورية وتم انضمام الجمعيات الخيرية منها جمعية الإصلاح الخيرية وجمعية رعاية الأسرة اليمنية وجمعية البر في جزيرة سقطرى حيث يقوم معظم الشركاء حاليا بتطبيق الحزمة الكاملة للدوتس في المناطق المخصصة التابعة لهم من خلال رفع التقارير الربعية بحسب إرشادات البرنامج الوطني لمكافحة السل كما يتولى البرنامج الوطني لمكافحة السل دعم الإمدادات المتعلقة بأدوية السل ومستلزمات المختبر والنماذج المتعلقة بالتسجيل والتبليغ مجانا إلى الشركاء في القطاع الخاص .وأوضح أن الهدف الرئيسي للشراكة مع القطاع الخاص هو إدخال وتشغيل كل مقدمي الرعاية الصحية الخاصة بنظام استخدام المعالجة اليومية تحت الأشراف المباشر وفق معايير البرنامج الوطني لمكافحة السل . مشيرا إلى أن جملة من الانجازات التي تحققت في هذا الجانب أهمها تدريب مدربين في مجال مكافحة السل، تدريب كادر صحي من مقدمي الخدمة الصحية في المرافق الخاصة على إستراتيجية معالجة مرضى السل تحت الإشراف اليومي المباشر، عمل خطة وآلية جديدة على الإشراف للقطاع الخاص منفصلة ولكنها متزامنة مع إشراف القطاع العام، عمل دليل الشراكة مع القطاع العام والخاص والمختلط في مكافحة السل، طباعة وتوزيع الدليل على جميع المنسقين في القطاع العام والقطاع الخاص من أجل تعزيز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص ورفع معدل اكتشاف الحالات .التثقيف الصحيوعن أنشطة التثقيف الصحي في البرنامج تحدث مسئول التثقيف الصحي بالبرنامج عثمان عبد الله الحسوسة وقال: هناك أنشطة للتوعية والتثقيف الصحي تتم على مستوى المركز من خلال أنشطة الإذاعة والتلفزيون والصحافة ، وأيضا من خلال المطبوعات من نشرات (بروشورات) وقلابات توعوية وبوسترات ومواد دعائية توعوية أخرى إضافة إلى التوعية والتثقيف الصحي عبر اللوحات الإعلانية العملاقة والسينما المتنقلة .وأوضح أن البرنامج بصدد تنفيذ فعالية التدشين لأنشطة التوعية والتثقيف الصحي لمكافحة السل برعاية معالي وزير الصحة تحت شعار(لا يأس بعد اليوم... الوقاية من السل وعلاجه في متناولنا جميعاً) ، متابعة التنفيذ لفعاليات اليوم العالمي للسل في المحافظات ، استكمال تدريب المثقفين الصحيين ومنسقي التثقيف الصحي في المديريات في بقية المحافظات (المكلاء، المهرة ، سيئون، شبوة ، صعدة ، الجوف ) ، استكمال تدريب المتطوعين في مجال مكافحة السل من منظمات المجتمع المدني ومتطوعين للإشراف على معالجة حالات السل المقاوم للأدوية ، البدء بتنفيذ تدريب المتطوعين لمعالجة السل المقاوم للأدوية بنظام الإشراف المجتمعي ، وكذا تنفيذ أنشطة التثقيف الصحي في المديرية من خلال المحاضرات التوعوية من قبل منسقي السل والتثقيف الصحي في المديرية وتستهدف المدارس فيها التوعية والتثقيف الصحي لمرض السل بمناسبة اليوم العالمي للسل وعمل محاضرات بهذه المناسبة ، بالإضافة إلى متابعة ورصد اللوحات الإعلانية التوعوية الخاصة بالبرنامج المملوكة للبرنامج في مداخل أمانة العاصمة والمستأجرة في نطاق مديرياتهم من محافظات (عدن ، الحديدة ، أمانة العاصمة ) بما في ذلك التنسيق لأنشطة التوعية والتثقيف الصحي في الإذاعات المحلية بالاشتراك مع منسق التثقيف في المحافظة والتنسيق مع أئمة وخطباء المساجد في مراكز المحافظات و مع مكتب التربية والتعليم في المحافظات والتعميم لمراكز التربية بالمديرية والتنسيق مع مكاتب الصحة في المديريات .ومع جمعيتي رعاية الأسرة والإصلاح الاجتماعي الخيرية لتنفيذ فعاليات اليوم العالمي للسل في المحافظات التي تعمل فيها هاتان الجمعيتان . إضافة إلى التنسيق والمشاركة في تدريب المتطوعين والمثقفين الصحيين للبرنامج في المحافظات وكذلك المتطوعون الذين ستدربهم الجمعيتان واتحاد نساء اليمن.