مؤتمر الحوار الوطني يواصل جلسته العامة الأولى برئاسة نائب رئيس المؤتمر د . ياسين سعيد نعمان
صنعاء / سبأ:واصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل صباح أمس عقد اجتماعات جلسته العامة الأولى برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار الدكتور ياسين سعيد نعمان.وقد استهل الدكتور ياسين سعيد نعمان الجلسة بكلمة حث فيها أعضاء المؤتمر على الالتزام بضوابط النظام الداخلي لمؤتمر الحوار، والتقيد بكافة الإجراءات والترتيبات المتصلة بانتقال أعضاء المؤتمر من وإلى مقر المؤتمر والتي قال إنها ستطبق على الجميع دون استثناء.بعد ذلك استـأنف ممثلو المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني إلقاء كلماتهم، ضمن الجلسة العامة الأولى للمؤتمر.. وعقب إلقاء الكلمات من قبل ممثلي المكونات في مؤتمر الحوار، بدأت مداخلات أعضاء وعضوات المؤتمر، التي تضمنت آراءهم وتصوراتهم بشأن ما يتعين على المؤتمر الوقوف عليه من قضايا وأولويات، كما تضمنت مقترحات ورؤى عامة حول اليمن الجديد و الحوار والسبل الكفيلة بإنجاحه بما يحقق الأهداف المنشودة منه .
وفي هذا السياق ركز المتحدثون على أهمية ان يحرص الجميع في كلماتهم ومداخلاتهم على تجسيد روح الوفاق والتسامح وتعزيز قيم المحبة والإخاء وتجنب المزايدات والمناكفات التي تعكر صفو اجواء الحوار .. مؤكدين أن نجاح مؤتمر الحوار مرهون باستشعار الجميع لمسؤوليتهم الوطنية وان يحرصوا على تغليب مصالح اليمن العليا على ما دونها من مصالح حزبية ومناطقية وذاتية .وتناول المتحدثون جملة من القضايا المرتبطة بجوانب القصور والاخطاء التي ارتكبت في الماضي وضرورة معالجتها وتجنب تكرار حدوثها في الحاضر والمستقبل بما في ذلك المظالم والممارسات الخارجة على القانون، التي شهدتها عدد من المحافظات وفي مقدمة ذلك نهب الاراضي والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة سواء كانت اراضي عامة أو خاصة. مؤكدين في الوقت ذاته أهمية تنفيذ النقاط العشرين التي كانت اقترحتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني بما يعكس الحرص على معالجة اخطاء الماضي وتهيئة كافة الأجواء والمناخات لانجاح الحوار الوطني الشامل.وأجمع المشاركون على أن أغلب مشاكل اليمن ترجع الى ما رافق العقود الخمسة الماضية من غياب للدولة الوطنية دولة النظام والقانون القائمة على العمل المؤسسي والديمقراطية والشفافية .. مشددين على ضرورة ان يخرج هذا المؤتمر برؤية وطنية استراتيجية تؤسس للدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدالة والمساواة بين جميع المواطنين وترسي النظام والقانون فوق الجميع دون محسوبية او مناطقية او قبلية أو مذهبية .وتناول المتحدثون طبيعة العوامل التي ولدت المظالم في المحافظات الجنوبية والشرقية وكذا اسباب الحروب في صعدة ومانتج عن ذلك من شعور بالغبن والظلم لدى المواطنين .. مشيرين الى اهمية المعالجة الجذرية لهاتين القضيتين باعتبارهما مفتاحاً لمعالجة مختلف قضايا الوطن.وتطرق المتحدثون الى مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين والمكفوفين والصم والبكم التي تمثل نسبة كبيرة من سكان اليمن تتجاوز 10 بالمائة ، الأمر الذي يستوجب ايلاء اهمية خاصة لمعالجة أوضاعهم عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبما يكفل تقديم الرعاية الكاملة لهم وتأهيلهم وتدريبهم لإكسابهم مهن تمكنهم من العيش الكريم واعالة انفسهم واسرهم والاسهام بفاعلية في خدمة التنمية في الوطن بدلا من ان يظلوا عالة على اسرهم وعلى المجتمع.وأكد المشاركون اهمية تعزيز مشاركة المرأة وتمكينها سياسياً وتعزيز تواجدها في مراكز صنع القرار باعتبارها تشكل نصف المجتمع .. لافتين الى اهمية تكاتف الجهود لإزالة النظرة المجتمعية القاصرة تجاه المرأة والعوامل المعيقة لتعزيز مشاركتها في صنع يمن الحاضر والمستقبل.وشددوا على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للاستغلال الأمثل للموارد الوطنية وتجنب إهدارها وإعطاء أولوية لتنمية قطاعي الزراعة والثروة السمكية. وقد تواصلت بعد ظهر أمس أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة نائب رئيس المؤتمر الدكتور ياسين سعيد نعمان، للاستماع إلى مداخلات أعضاء وعضوات المؤتمر، ورؤاهم لليمن الجديد وتوقعاتهم وآمالهم من مؤتمر الحوار والسبل الكفيلة بإنجاحه.وأكد المشاركون في مداخلاتهم المسؤولية التي تقع على كل مشارك في الحوار لرسم مستقبل اليمن المشرق وطي صفحة الماضي، مشددين على ضرورة تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والتعامل بروح الاسرة الواحدة، وأن تكون هناك نظرة شمولية للقضايا التي تهم الشعب وفي مقدمتها العمل على تحقيق الامن والاستقرار وتحسين معيشة المواطنين خاصة أن أغلبية المحافظات تعاني من اوضاع معيشية وتنموية سيئة.ولفتوا إلى أهمية إيلاء اهتمام خاص لمشاركة الشباب باعتبارهم جيل الحاضر وقادة المستقبل فضلا عن كونهم قدموا تضحيات كبيرة من اجل الوصول بشعبنا الى مرحلة التغيير التي نعيشها حاليا.ودعوا إلى الإفراج عن المعتقلين والمخفيين سواء كانوا من الحراك الجنوبي السلمي او من شباب الثورة الشعبية السلمية، فضلا عن تطبيق النقاط العشرين لما لذلك من اهمية في تهيئة المناخات لانجاح الحوار.و أكدوا ضرورة التطبيق الفعلي لمخرجات الحوار وأن لا يكون الحوار ظاهرة صوتية فقط.وقد حث نائب رئيس المؤتمر الدكتور ياسين سعيد نعمان المكونات المشاركة في الحوار من ممثلي الاحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلين من الشباب والنساء وممثلي منظمات المجتمع وقائمة رئيس الجمهورية، على توزيع اعضائهم على فرق العمل التسع المزمع انبثاقها عن مؤتمر الحوار على أن يتم تسليم تلك القوائم يوم السبت القادم إلى هيئة رئاسة المؤتمر، موضحا ان هيئة رئاسة المؤتمر سيكون عملها اجراءات تصحيحية في حالة عدم الالتزام بالنسب المحددة.ولفت إلى أن الأمانة العامة للمؤتمر ستتولى إنزال الإرشادات الخاصة بتشكيل فرق العمل لتكون واضحة للجميع عند إعداد القوائم.