وفد أنقرة يضم وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات ويبحث دمج "قوات سوريا الديمقراطية" في الأجهزة السورية

دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
زار وزيرا الخارجية والدفاع التركيان سوريا اليوم الإثنين للبحث في العلاقات بين البلدين والاتفاق بين السلطات في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، بحسب ما أعلنت أنقرة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الإثنين عقب محادثات في دمشق إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بقيادة الأكراد ليس لديها نية فيما يبدو لدفع عملية اندماجها ضمن هياكل الدولة السورية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال فيدان إنه من المهم أن تتوقف هذه القوات عن كونها عقبة أمام وحدة سوريا، مضيفاً أن التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية وإسرائيل يشكل عقبة أمام تنفيذ اتفاق الاندماج.
وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن وفداً تركياً رفيع المستوى سيزور دمشق اليوم الإثنين لبحث العلاقات الثنائية وتنفيذ اتفاق دمج "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد في أجهزة الدولة السورية.
تأتي زيارة وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات الأتراك وسط جهود يبذلها مسؤولون سوريون وأكراد وأميركيون لتحقيق بعض التقدم في الاتفاق، ومع ذلك، تتهم أنقرة قوات "قسد" بالمماطلة قبل انتهاء مهلة لذلك بنهاية العام.
وأوضحت الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر سيجريان خلال الزيارة التي يتخللها لقاء الرئيس أحمد الشرع، "تقييماً عاماً" للعلاقات منذ إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024.
كذلك سيبحث الجانبان "التقدّم في تنفيذ اتفاق 10 مارس " بين دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي البلاد، الذي "يمسّ عن قرب أولويات الأمن القومي لتركيا"، وفق الوزارة.
وذكر مصدر في وزارة الخارجية أن فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين سيشاركون في المحادثات بدمشق، وذلك بعد عام من سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.
وكان فيدان حذّر "قسد" الأسبوع الماضي من أي إرجاء جديد للاندماج في الجيش السوري. معتبراً أن ذلك "يهدّد الوحدة الوطنية" للبلاد، ومنبهاً إلى أن شركاء الاتفاق "ينفد صبرهم".
وتعتزم أنقرة أيضاً طرح "الأخطار الأمنية الناشئة في جنوب سوريا بسبب العدوان الإسرائيلي"، و"انضمام سوريا أخيراً إلى التحالف الدولي" ضد تنظيم "داعش"، بحسب الوزارة.
تتهم واشنطن التنظيم المتطرف بهجوم وقع في الـ 13 من ديسمبر الجاري، وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي في تدمر بوسط سوريا.
وأكدت الخارجية التركية أن التعاون بين دمشق وأنقرة "يهدف إلى منع عودة ظهور ’داعش‘ الذي يسعى لاستغلال هشاشة محتملة على الساحة السورية".
شنّت تركيا بين عامي 2016 و2019 ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش"، وتعتبر أنقرة بقاء عناصر "قسد" عند حدودها تهديداً لأمنها.
ووقع الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي اتفاقاً في الـ 10 من مارس الماضي، تضمّن بنوداً عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام، إلا أن تبايناً في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه.
وخلال سنوات النزاع في سوريا، بنى الأكراد إدارة ذاتية تتبع لها مؤسسات عسكرية واقتصادية وخدمية، وسيطروا على مساحات واسعة في الشمال الشرقي بعد طرد تنظيم "داعش" منها، تضم أبرز حقول النفط والغاز.
