أصدقاء اليمن.. المساعدات والمساءلة في حلقة نقاش حول اليمن في لندن
لندن / سبأ:عقدت أمس في لندن حلقة نقاش حول تطورات الأوضاع في اليمن تحت عنوان «أصدقاء اليمن.. المساعدات والمساءلة»، نظمها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (تشاتم هاوس) على هامش اجتماع أصدقاء اليمن المقرر انعقاده صباح غد في العاصمة البريطانية.وفي الحلقة التي حضرها وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ووزير المالية صخر الوجيه ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر.. تحدث وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي بكلمة استعرض فيها تطورات الاوضاع في اليمن والخطوات المنجزة على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذا الجهود المبذولة لاستكمال تنفيذ خطوات المرحلة الثانية رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه اليمن.. مبينا أن اليمن على مشارف انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بعد استكمال كافة التحضيرات لانعقاده.وأكد أن الحوار هو الخيار الحضاري والسبيل الأمثل لمعالجة كافة القضايا الوطنية بما يحقق الآمال المنشودة التي تصب في خدمة حاضر ومستقبل اليمن، مشيرا إلى أهمية ان يحرص الجميع على المشاركة بفاعلية وطرح كافة القضايا والمطالب على طاولة الحوار لبلورة الحلول الناجحة لها.وشدد وزير الخارجية على أهمية استمرار الدعم من المجتمع الدولي لليمن خلال هذه المرحلة ومساندة جهود الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني في سبيل إنجاح الخطوات المتبقية من المبادرة الخليجية وتعزيز قدرات اليمن وإمكانياته للتغلب على التحديات الراهنة .بينما تحدث وزير التخطيط والتعاون الدولي حول تطورات الأوضاع في اليمن وعلى وجه خاص التطورات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها وكذا جهود الحكومة لمواجهة تلك التحديات وتعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة وتطوير الإدارة وبيئة الاستثمار ومكافحة الفساد, مبينا أن تلك التحديات تعمل بجانب تعقيد الوضع التنموي والإنساني على تقليص فرص تثبيت الاستقرار السياسي والأمني.وقال الدكتور السعدي : «ولمواجهة تلك التحديات وضعت الحكومة بالتعاون مع شركاء التنمية برنامجاً للاستقرار والتنمية 2012 - 2014»، موضحا أن مؤتمر المانحين في الرياض واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك واللذين عقدا العام الماضي توجا بإعلان تعهدات لليمن بنحو 8 مليارات دولار تساهم في تغطية 67 % من حجم الفجوة التمويلية للبرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية البالغة 11.9 مليار دولار.وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت، جدد من جانبه موقف بلاده الداعم لأمن اليمن واستقراره ووحدته ومساندتها للتسوية السياسية السليمة التي شهدها اليمن بغية الخروج من الأزمة التي واجهها خلال العام 2011.. مؤكدا على الأهمية التي يكتسبها مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في 18 مارس المقبل.وأكد الوزير بيرت أن بريطانيا تشجع وتدعو مختلف الاطراف الى المشاركة بفاعلية في مؤتمر الحوار وطرح قضاياهم دون شروط مسبقة .. منبها إلى أن من يحاولون استعراض القوة بقصد إفشال المرحلة الإنتقالية لن يكتب لهم النجاح وأن المجتمع الدولي لن يقف متفرجاً إزاء من يسعون الى تقويض العملية السياسية في اليمن.من جانبه أكد المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، أن المجتمع الدولي سيواصل دعمه ومساندته لليمن من أجل إنجاح العملية الانتقالية الجارية في هذا البلد باعتبارها تجربة فريدة من نوعها في المنطقة العربية، وتتميز على بقية التجارب التي شهدتها دول الربيع العربي.وشدد بنعمر على أن الحوار الوطني المزمع تدشينه في مارس القادم هو الفرصة الذهبية والوحيدة لإخراج اليمنيين من واقع التحديات والأزمات والخيار الأمثل لمعالجة مختلف قضاياهم بالطرق السلمية وفقا لما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن، مجددا دعوته إلى كافة الأطراف إلى نبذ العنف وتبني مبدأ الحوار لحل جميع القضايا الخلافية.كما تحدث في حلقة النقاش التي شارك فيها سفير اليمن لدى المملكة المتحدة عبدالله على الرضي، كل من الخبيرة الوطنية جميلة على رجاء ورأفت الأكحلي من مؤسسي منظمة رنين و محمد مراد مطهر من منظمة همة شباب للتنمية ومديرة برامج الشرق الأوسط في معهد «تشاتم هاوس» الدكتورة كلير سبنسرز، حيث تناولوا في كلماتهم تطورات الاوضاع في اليمن والنجاحات المحققة على صعيد تنفيذ التسوية السياسية وكذا دور منظمات المجتمع المدني في الاسهام بفاعلية في إنجاحها، فضلا عن الامال المعقودة على المجتمع الدولي لتقديم الدعم والمساندة لليمن بمايمكنه من التغلب على التحديات الراهنة.وأثريت الكلمات بنقاش مستفيض من قبل الحاضرين من الباحثين والمهتمين بشؤون اليمن ومنطقة الشرق الأوسط.