عاشت وعايشت الإنجليز (129) عامـا، وحكم الحزب (23) عامـا، والوحدة التي ما تزال مستمرة، جيل ذهب وأتى جيل، وسوف تأتي أجيال، ولا تزال تشتكي، ولا تزال تئن، ولا تزال مقهورة.. يا ألله .. ما الذي يحدث؟.. لا تستوقف أحدا في شارع أو طريق أو مرفق عمل؛ إلا ذاكرته مليئة بالمعاناة والشكى، يسرد لك حكايات وحكايات، خصوصـا إذا كانت سنه كبيرة، قد عايش الفترات السابقة.إخواني ومن يقرأ كلامي لابد لنا من التوحد والاصطفاف في وجه المآسي، وعلينا أن نتحد من أجل رسم حياة حرة ونظيفة، فيها كل الخير، لكل ما عانيناه ونعانيه، حياة تـعالج كل المشكلات التي أصابت هذه المحافظة التي لا تزال كلها جروح منها ما استعصى شفاؤه ومنها ما تعالج علاجـا نصفيا.وهي، والله .. مدينة فيها كل مقومات الخير والسعادة والأرزاق، قد نكتب عن حلول لها ورب السماء غاضب علينا؛ لأنـها ظلمت وأهدرت فيها أنفس بريئة.قد جعلت رب السماء غاضبـا على قتلها، لذلك لابد لنا جميعـا ومن عشنا فيها وكل من جاور أخواتها، وهي محافظات معروفة، لابد أن نعترف بأخطائنا ونستغفر الله، ونتوب إليه، ونترحم على الأنفس التي أزهقت فيها، لعل رضا الله إن أتى يصلح لنا الكثير مما نحن فيه؛ لأن أمر السماء متصل بالأرض.وكل ما نعانيه قد قال الله فيه: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، لا أحد يأتي إليك ليقتلك هكذا، لكن فتن الدنيا، وما أصابنا فيها جعل الدماء رخيصة في سبيل ماذا؟ في سبيل دنيا فانية!!.لذلك لابد لنا - وأكرر - من التراص والتوحد في سبيل نسيان الجراح وخلق التسامح والتقارب حبـا في الله وسعيـا للم شمل الأمة على كلمة سواء، والخير وفعل الخير.كفانا انقسامـا وكل حزب بما لديهم فرحون، وما أقصده سوف يفهمه الكثيرون: ما زلنا في المربع القديم نفسه، الذي جلب لنا كل هذه المآسي الحاضرة، التي لاحقتنا إلى يومنا هذا، نحن وأنتم تفهمون من نحن؟ نحن أبناء هذه المحافظة التي عشنا فيها بكل ما حدث فيها، نحن قمة الصبر - قمة الوفاء - قمة الأمانة - قمة النزاهة - قمة التسامح - قمة المحبة - قمة الخير - قمة الأدب - قمة الفن - قمة في التعايش مع الآخرين يجب أن نرسل كل هذه العناوين إلى كل أرجاء المعمورة ولكل من هو حولنا لنستقبل ردا جميلا بعد أن تصل رسائلنا؛ لأنـها رسائل نظيفة سوف ترسل نظيفة، ويعود الرد عليها ممن وصلته نظيفة.أما رسائل ملوثة نرسلها نحن ماذا ننتظر أن يكون الرد؟، نريد من الجميع أن يصب لنا ولها أي عدن، وكل أخواتها كل الخير، والحب والوفاء.فكفاها وكفانا ونحن إن شاء الله كما نحن لنا عنوان هو عنوانها؛ لأنـَّها أي عدن، هي الجنة الموجودة في الدنيا على هذه الأرض، دائمـا نسأل الله كل خير ونعوذ به من كل شر آمين.
ماذا يريدون من عدن؟ .. صبوا لها الخير وكل أخواتها
أخبار متعلقة