انكسار القلب وانفطاره لدى النساء بالذات، بسبب تعرضهن للضغوط النفسية، هي حالة مرضية حقيقة وليست وصفا اخترعه خيال الشعراء أو الأدباء. وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ أطباء القلب يتحدثون صراحة بأن ثمة مرض يدعى «متلازمة القلب المفطور» أو المكسور، وهي حالة مرضية تصف إصابة عضلة القلب النابضة بالضعف المفاجئ نتيجة للتعرض لأزمات نفسية حادة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى حصول فشل (عجز) القلب عن ضخ الدم بالقوة المعهودة له قبل التعرض لتلك الضغوطات النفسية.وكانت دراسات طبية سابقة للباحثين من اليابان والولايات المتحدة، تم عرضها في مجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط» قبل بضع سنوات، قد تحدثت عن حصول هذا الضعف في عضلة القلب لدى السيدات بمرافقة تغيرات واضحة في رسم تخطيط كهرباء القلب ECG تعكس نقص تروية عضلة القلب بالدم، ولكن دونما وجود تضيقات حقيقية في الشرايين التاجية القلبية!. كما تؤدي الحالة إلى حصول اضطرابات في الإيقاع الطبيعي المنتظم لنبضات القلب، وإلى حصول تراكم المياه في الرئة كنتيجة لضعف القلب عن ضخ الدم الوارد إليه.وقد مرت مسألة رصد الأوساط الطبية لهذه الحالة المرضية الجديدة نسبيا من أنواع أمراض القلب، والتعرف عليها، بفترة تشكيك في مدى وجودها بالفعل، وتطلب الأمر من الباحثين الطبيين إجراء دراسات عدة على حالات النسوة اللائي يُصبن بضعف فعلي في قوة عضلة القلب بُعيد التعرض للأزمات النفسية الحادة، وذلك بقسطرة القلب لتصوير الشرايين التاجية، للتأكد من سلامتها، وإجراء التصوير للقلب بجهاز الرنين المغناطيسي، وغيرها من الفحوص المتقدمة لإثبات عدموجود تغيرات عضوية مرضية تبرر ذلك الضعف الطارئ في قوة عضلة القلب.وخلال السنوات القليلة الماضية تم الاعتراف بوجود هذه الحالة المرضية بين النسوة اللواتي تجاوزن سن اليأس، وتم وصفها إما بـ« متلازمة القلب المفطور» أو «مرض القلب الناجم عن التوتر النفسي» stress cardiomyopathy.والجديد حول هذه الحالة القلبية المهمة هو ما طرحته نتائج دراسة الباحثين الطبيين من مركز القلب التابع لجامعة ليبزنغ University of Leipzig بألمانيا حول مدى انتشار هذه الحالة.ووفق ما تم نشره عن الرابطة الأميركية للطب الباطني، تبين للباحثين أن الحالة منتشرة لدى السيدات بصفة تفوق التوقعات الحالية السائدة لدى الأوساط الطبية، لاسيما بين النساء الشابات واللواتي لم يبلغن بعد سن اليأس. وقال الباحثون في مقدمة الدراسة إن «حالة ضعف القلب هذه هي نوع من الضعف الحاد والمؤقت الذي يعتري قوة انقباض عضلة القلب، وتنتج عن التعرض لأحداث نفسية شديدة. ولا يزال من الصعب حتى اليوم تشخيص الإصابة بهذه الحالة بسرعة عند حضور المرضى للمستشفيات. وتم سابقا عرض نتائج دراسات طبية محدودة، ولكن لا توجد دراسات واسعة تشمل عدة مراكز طبية».
انكسار قلب المرأة
أخبار متعلقة