إعاقة غفل عنها الجميع دون استثناء
تعز / نعائم خالدالتوحد إعاقة في النمو تستمر طيلة عمر الفرد و تؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الشخص و يصعب على الأطفال وعلى الراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة و قوية مع الآخرين وعادة لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات ولفهم الكيفية التي يعبر فيها الآخرون عن مشاعرهم. وفي كثير من الأحيان يمكن أن يصاب المصابون بالتوحد بإعاقات في التعلم و لكن يشترك كل المصابين بهذا المرض في صعوبة فهم معنى الحياة، إن مسبب أو مسببات مرض التوحد ما زالت غير معروفة و لكن تظهر البحوث أهمية العوامل الجينية. كما تؤكد البحوث على أن التوحد يمكن ربطه بمجموعة من الحالات التي تؤثر على نمو الدماغ و التي تحدث قبل أو أثناء أو مباشرة بعد الولادة وتظهر إعاقة التوحد بشكل نمطي خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل لكل من ( 15-20) مولودا من بين 10.000 ولادة ، وتفوق نسبة إصابة الصبية أربع مرات نسبة إصابة البنات. ويحيا الأشخاص المصابون بهذا النوع من الإعاقة حياة طبيعية وتجدها منتشرة في جميع بلدان العالم وبين كل العائلات بجميع طوائفها العرقية والاجتماعية،هذا ما أشارت إليه الأخت أمل عبدالواسع عبد الله السقاف مديرة مركز الأمل للتوحد بتعز خلال لقائنا بها ، مجيبة على الأسئلة التي طرحناها عليها قائلة: > متى بدأ عمل مركز الأمل للتوحد؟< < بدأ مركز الأمل للتوحد جزءاً من جمعية الأمل لرعاية المعاقين ذهنيا بتعز ويستوعب حاليا 226 طالبا موزعين في 27 فصلاً دراسياً وورشة عمل مهنية (نجارة) لتأهيل المعاقين ذهنيا، إضافة إلى استقبال جميع الأطفال المعاقين ذهنيا وحالات التوحد وكذا الأطفال متعددو الإعاقة وحالات الشلل الدماغي والذين وصل عدد الملتحقين والمستفيدين منهم إلى أكثر من 1100 معاق ومعاقة من مختلف مناطق ومديريات محافظة تعز. فالمركز بداً بداية بسيطة بفصل واحد وخمسة طلاب ثم بعد ذلك بدأ يكبر ويكبر إلى أن أصبح مركزا مستقلا بذاته وبالتحديد هذه السنة بالذات تم التوسع واستئجار مبنى أوسع وتم استقبال عدد كبير من الطلاب ما يقارب 42طالباًطالبه ويحتاجون لرعاية من نوع خاص. [c1]التوحد[/c]يعتبر التوحد من الإعاقات الصعبة التي تعرف علميا بأنها خلل وظيفي في الدماغ يظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل ويمتاز بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين ويلاحظ أن الطفل المصاب بالتوحد يكون طبيعياً عند الولادة وليس لديه أي إعاقة جسدية أو خلقية وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدى الطفل ثم يتجدد لاحقاً بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشاكل في اللغة إن وجدت ومحدودية في فهم الأفكار والى الآن لم يتم تحديد ومعرفة التوحد والمركز يعاني العديد من المشاكل التي تعيق العملية التربوية فالمدرسة أو الأم كما يطلق عليهن تعمل على الاهتمام بمريض واحد فقط لخصوصية حالته فالمركز الآن يوجد فيه (42) طالباً يحتاجون إلى رعاية مكثفة ومدرسات يعملن طوال الوقت بدون كلل أو ملل أو خطاء خاصة وان الحالة إذا تم تغيير من يهتم به لا يتقبلها أبدا..> ما المظاهر العامة (الأعراض) للتوحد؟< < قصور واضح في التفاعل الاجتماعي والتواصل والتفاعل غير المناسب للاصوات وأحيانا عدم التفاعل وصعوبة في التعبير عن الحاجة مع عدم الإحساس بالألم وعدم اللعب والتخيل الابتكاري ويتجنب التواصل النظري وكذا مقاومة التغيير ويفضل البقاء وحيداً والارتباط غير الطبيعي للأشياء ونوبات ضحك وبكاء من غير سبب بالإضافة إلى رفض الاحتضان من قبل الوالدين ويدير الأشياء أو يدير نفسه مع قصور واضح في اللغة.[c1]دمج الأطفال التوحديين مجتمعيا [/c]> ما هي أهداف المركز ؟< <من أهداف المركز تشخيص حالات التوحد باستخدام أدوات ملائمة للتشخيص والعمل على تقديم الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية لكل طفل ونشر الوعي الاجتماعي والصحي حول ظاهرة التوحد عبر وسائل الإعلام المختلفة والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتقديم الرعاية والتأهيل للفئة المستهدفة وتعبئة الجهود الفردية والمؤسسية للمساهمة في توفير احتياجاتهم والتخفيف م معاناتهم وعجزهم بشكل انفع مع دمج الأطفال التوحديين القابلين للتعلم في المجتمع .> ما هي أنشطة المركز؟< < أما المركز له العديد من البرامج منها برامج تعديل السلوك وتدريبية للنطق واللغة والتواصل والتآزر البصري والتنمية وتطوير القدرات العقلية والتنمية وتطوير المهارات الاجتماعية وكذا برنامج البيكس ( تبادل الاتصال عن طريق الصور ) بالإضافة إلى برنامج تنمية المهارات ( الاستقلالية ، الإدراكية ، الحركية )، وهناك برامج منزلية تعمل بمثابة المرحلة المكملة لتدعيم وتثبيت المهارات التي يتم إكسابها الطفل في المركز وبرامج الاستثارة الحسية.[c1]التجاوب بطيء[/c]تقول إحدى المدرسات في المركز ليلى كامل التي ترعي شيما وفاطمة قالت إن رعاية المصابين من أصعب الإعاقات التي تحتاج طاقة إضافية وصبر خاصة وان المريض بطئ التجاوب والتحسن ضاربه مثلا على شيما التي أتت ليها في حالة شديدة التعقيد وكانت تعاني من بعض السلوكيات منها مص الأيدي وكثرت الحركة والهز وصراخ والبكاء بدون أي مبرر الآن توقفت خلال سنوات صعبة وما نعانيه أيضا عدم تعاون الآباء مع المركز لتحسن الحالات.من جانبها قالت أم حكيم احد مرضى التوحد أن القائمين على المركز يعانين العديد من الصعوبات رغم أنهن يمارسن مهنة جليلة حتى إنهن يجلبن بعض الأطعمة التي تحبها الحالات كي يتجاوب لهن الحالات التي تعاملها مثل أمها مضيفة أن المدرسات يتقاضين راتباً زهيداً جدا من المركز ولا يوجد أي دعم يذكر متمنية من الجهات ذات العلاقة التعاون مع مثل هذه المراكز التي تؤدي خدمات جليلة.