نعشه تحول إلى مشكلة ..فدفن في القاهرة ..
معاذ الخميسي مات حسين يوسف .. الاستاذ ..والمعلم ..والكاتب ..والمحلل.. والرياضي الذي عشق اخلاقيات الرياضة وروحها وظل مخلصاً محباً لها حتى اغمض عينيه إلى الأبد .. وهو الذي استمر طوال عمره يمنح الرياضة وقته وجهده وحبه ولم تمنحه سوى الجحود والنكران حتى وهو على سرير المرض .. وفي آخر لحظات العمر.> مات حسين يوسف ..ونعترف أننا أول المقصرين معه ..لا لشيء إلا لأن هموم الدنيا أخذتنا ..ومتاعب الكر والفر شغلتنا.. ولأن حسين غير كثيرين .. يعشق الهدوء .. ويفضل الابتعاد..> وجدته لدى الشيخ أحمد صالح العيسي قبل أن يغادر إلى القاهرة مرهقاً ..متعباً..مثقلاًً لا بوجع المرض..وألم النكران .. وهو لا يجد أمامه إلا الرضى بالأقدار والصبر على ما نزل به وما أصابه من مرض.. حينها ورغم ما ألم به من مرض افقده صحته وتوازنه إلا أنه ظل مبتسماً .. يحاول أن يقاوم ويتعامل مع القدر بما يستطيع من قدرة على تجاوز محنته ومرضه.. لا يخفي فاجعته بما لمسه..وشعر به.. في واقع مخيف لا يعترف بقيم الأخوة ولا بروح الزمالة ولا بنبل المواقف الإنسانية !> ماهي إلا أيام .. وإذا به يغادر دنياه ..ليتخلص من الألم ..والمرض ..والنكران ..والجحود ..ويرتاح من عناء الترحال ..وتعب الحياة ..وقسوة العيش.. وجور فرجة القريب والصديق والزميل..> لم يأخذ إلا ماكتبه الله له .. ونحن عندما نودعه نشعر بحزن .. وبألم أكثر لان الموت سيغيبه ..ولأنه وبعد أن أصبح جثة هامدة ..وبعد أن صعدت الروح لخالقها ..وبعد أن مات .. منحنا حسرة أكثر.. ووجعاً أكبر ..ووجعاً أعمق .. وجثته (الهامدة) لم تجد من ينقلها إلى اليمن .. تخيلوا ..فرجة .. جحود ..نكران ..وأخيراً وقد دخل اسمه قائمة المتوفين .. يدفن هناك في القاهرة ..فمن يتحمل أجور نقل النعش ..ومن ..ومن ..ومن ..ومن يستوعب ويدرك هول وفاجعة ما حدث ؟.. رحمك الله يا استاذ حسين .. وغفر الله لك ..؟؟