باماكو / وكالات :طالبت الأمم المتحدة الجيش المالي بحماية كل السكان بعدما تواترت تقارير عن انتهاكات جسيمة شملت إعدامات ميدانية لعرب وطوارق في شمال البلاد، فيما بدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس زيارة خاطفة إلى مالي.وطلب أداما ديينغ المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للوقاية من الإبادة، جيشَ مالي تحمل مسؤولية جميع السكان بصرف النظر عن عرقهم، وأبدى قلقه العميق من خطر تعرض العرب والطوارق لأعمال انتقامية في المدن التي استعادتها القوات الفرنسية والمالية من المجموعات المسلحة خلال الأسبوعين الماضيين.وأشار إلى معلومات عن اقتراف الجيش المالي انتهاكات خطيرة تشمل إعدامات وإخفاء أشخاص في مدن سيفاري وموبتي ونيونو ومدن أخرى مجاورة لمناطق المواجهات، فضلا عن نهب ممتلكات لمواطنين عرب وطوارق ماليين.وكانت أولى التقارير عن الانتهاكات ظهرت قبل أيام عقب استعادة القوات الفرنسية والمالية مدنا في وسط البلاد، بينها كونا حيث عثر على جثث ملقاة في بئر.وقبل ساعات من سفر هولاند إلى مالي، تحدثت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن أدلة على أن الجيش المالي أعدم ما لا يقل عن 13 مدنيا للاشتباه في تعاونهم مع المسلحين الذين كانوا يسيطرون على مدن في وسط البلاد وشمالها، قبل بدء التدخل الفرنسي في 11 من الشهر الماضي.وقالت المنظمتان إن الإعدامات تمت في بلدتي كونا وسيفاري. وفي سيفاري تحديدا، أكد شهود أن الجنود الماليين أعدموا رجالا في وضح النهار وألقوا جثثهم في بئر بعدما اعتقلوهم في محطة للحافلات.ونفى المتحدث باسم الجيش المالي سليمان مايغا أمس تلك الاتهامات، في حين حذر مساعده من الإنصات إلى «الشائعات». ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن المسلحين من جهتهم أعدموا سبعة جنود ماليين جرحى قبل انسحابهم من كونا، كما استخدموا الأطفال جنودا.من جهتها، قالت مسؤولة ملف أفريقيا في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، حساتو با، إنهم تلقوا معلومات عن انتهاكات، وطالبت بإجراء تحقيق وملاحقة المسؤولين عنها.وفي تمبكتو التي تسيطر عليها قوات فرنسية وأفريقية فضلا عن مسلحين من حركة تحرير أزواد ومنشقين عن حركة أنصار الدين، دعا إمام المسجد الكبير أمس إلى وقف أعمال النهب، وتجنب الخلط بين السكان العرب والطوارق وبين المسلحين الذين كانوا يسيطرون على المدينة.ووصل الرئيس الفرنسي اليوم إلى مالي في وقت استعادت فيه قوات بلاده بالتعاون مع الماليين كل المدن والبلدات التي كان في قبضة المجموعات المسلحة قبل 11 يناير الماضي.ونشرت فرنسا حتى الآن في مالي 3500 جندي، في حين نشرت دول غرب أفريقيا بضعة آلاف من الجنود ضمن قوة سيقارب عديدها حين تكتمل الثمانية آلاف جندي.وكانت فرنسا قالت أول أمس إنها تؤيد تحويل القوة الأفريقية التي أجازها مجلس الأمن في ديسمبر إلى بعثة أممية لحفظ السلام، فيما ذكر دبلوماسيون ومسؤولون أمميون قبل ذلك أن المنظمة الدولية قد تسرّع وتيرة تشكيل قوة لحفظ السلام في مالي.وقال هولاند -الذي سيزور تمبكتو صحبة الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري- أمس إنه يزور مالي من أجل حوار يعيد الاستقرار إلى هذا البلد الذي كانت تحتله فرنسا. وكان تراوري عرض إجراء محادثات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بشرط تخليها عن فكرة الانفصال.وبخصوص العمليات العسكرية، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن تقدم القوات الفرنسية على الأرض في الأسبوعين الماضيين كان أسرع مما هو متوقع.
الرئيس الفرنسي يصل إلى مالي ويدعو لحماية المدنيين
أخبار متعلقة