في كلمته أمام ممثلي مجلس الأمن في صنعاء طالب الأخ الرئيس وسائل الإعلام المختلفة في بلادنا بعدم انتهاج أسلوب الإثارة والتحريض والتهييج والتعبئة وتأزيم الأمور وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية وطلب منهم تحري الدقة والحرص على الوطن وأمنه واستقراره .. إنك حين تطلع على بعض ما تنشره أو تذيعه بعض وسائل الإعلام الحزبي والمستقل تشعر وكأن هذا الإعلام لم يرق إلى مستوى الخطاب السياسي الملتزم بقضايا الأمة وتطلعاتها في الوقت الراهن وكأن هذا الإعلام الشعبي والمستقل لا يستشعر خطورة الرسالة الإعلامية التي يؤديها وكأن هذا الإعلام يلهو ويلعب ولكن بقضايا الوطن المصيرية دون أن يشعر بأهمية رسالة السلطة الرابعة المؤثرة كسلطة تعمل على صنع رأي عام فوضوي مأزوم واستنفاري ومفكك ومضطرب ويبث في المجتمع مزيداً من سموم الكراهية والحقد والضغينة بين شرائح المجتمع وفئاته وأحزابه وطوائفه وبين الأخ وأخيه. إنك حين تقرأ أو تشاهد أو تسمع بعض وسائل الإعلام الحزبي أو المستقل أو الجهوي أو المناطقي تشعر وكأن البلاد على حافة الهاوية أو على شفير جهنم وهذا يدل على أن بعض وسائل الإعلام هذه إما أنها لا تعرف شيئاً عن قانون الصحافة أو لا تملك ميثاق شرف للمهنة أو كأنها متحررة من أي وازع اخلاقي أو مسؤولية وطنية أو انها لا تفقه بأمور الواقع الراهن الذي هو واقع توافقي يستلزم رص الصفوف والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وحض الناس على التوجه إلى طاولة الحوار الوطني الشامل المزمع تدشينه في القريب العاجل والابتعاد عن إثارة الفتن وتهييج ودغدغة مشاعر الناس والعداء لبعضهم البعض. وكان يفترض بهذه الوسائل الإعلامية الشعبية الحزبية والمستقلة ان تستفيد من وسائل الإعلام الرسمية المسؤولة الحريصة على نقل الحقيقة كما هي دون رتوش أو فبركة أو زيادة أو نقصان بموضوعية وبمهنية عالية ومصداقية وبمراعاة مشاعر الناس , وان تنظر وسائل الإعلام المستقلة هذه إلى المستقبل بعقلية جديدة لا عقد فيها ولا مقيدة برواسب الماضي ولا بمكايدات ومناكفات الأحزاب والطوائف والجماعات ولا مشغولة باقتناص زلات وهنات هذا ولا بتصيد أخطاء فلان ولا بجمع مثالب علان وان تتحاشى هذه الوسائل المتحررة من كل شيء أساليب التجريح التي لا تحل مشكلة ولا تربط قضية أو تخدمها لأن السخرية والتهريج والفكاهة والتندر من أساليب صحف التسلية والترويح عن النفس والتعويض عن الافتقار لمشروع إعلامي نهضوي يستشرف المستقبل ويحلم بدولة مدنية حديثة يسودها العدل والحرية والمساواة والأمن والاستقرار.
مراوحة الإعلام الشعبي بين الإثارة والمسؤولية
أخبار متعلقة