إعداد/ زكي الذبحانيالحفاظ على الصحة وتجنيبها ضائقة الأمراض وتهديداتها، يستدعي الكثير لمحو آثار أُمية واسعة حجبت المعرفة والوعي عن الكثيرين في المجتمع.فلا جدوى من معالجة الأمراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها - لاسيما إذا كان المرض معدياً كشلل الأطفال- بمعزلٍ عن الالتزام بأسس الوقاية وقواعدها المثلى.تنفيذ- خلال هذه الأيام - حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال، في الفترة من(27-29 يناير 2013م) وهي مكون مهم للوقاية، ومن خلال مواقع يتخذها عاملو التحصين- منها الثابت ومنها المتنقل- وعبر فرق أخرى تتنقل من منزلٍ إلى منزل، تستهدف هذه الحملة مد الأطفال دون سن الخامسة بلقاح يقيهم ويحمي أجسادهم الصغيرة من الإصابة بفيروس شلل الأطفال الذي يتربص بهم الدوائر، إذ لا تكفي لوقايتهم من هذا الداء جرعة أو اثنتان ولا ثلاث، لاسيما في وضع حالة الانتشار أو الوبائية للمرض.حذر مطلوب ومع أن مرض شلل الأطفال لا وجود له على أرضنا الطيبة منذ فبراير2006م ونالت على ضوء ذلك استحقاقاً بخلوها من الفيروس المسبب له في فبراير2009م، بعدما استوفت الشروط والمعايير التي وضعتها وحددتها منظمة الصحة العالمية، إلا أن الحذر مطلوب مهما تضاءلت تهديداته من أن يعود مجدداً إلى البلاد قادماً من بلدان موبوءة في أفريقيا(كنيجيريا، الكونجو، أفريقيا الوسطى)أو آسيا مثل(أفغانستان، باكستان) أو حتى من القرن الأفريقي القريب من اليمن، وقد تبدو للناظر هذه البلدان بعيدة عن بلدنا الحبيب؛ تفصلنا عنها آلاف الكيلومترات من المساحات الواسعة وبحار أو محيطات شاسعة، لكن حركة التنقلات والسفر بين البلدان كفيلة بتمكين المرض من الاقتراب ودخول البلد أو حتى البلدان المجاورة له - لا قدر الله- ومن ثم عودة تهديده فلذات الأكباد مجددا.إذن، فالحملة ذات طبيعة احترازية تحسبا لأسوأ احتمال يمكن لفيروس شلل الأطفال من التسلل إلى أرضنا الغالية اليمن، فالحيطة واجبة والحذر مطلوب ما دام الهدف يصب في صالح الأطفال وتعزيز وقايتهم من مرض طالما أنشب مخالبه في أجسادِ صغارٍ كثيرين في الماضي وخلف الكثير من حالات الإعاقة، ولا يقل سوءًاً ولا ضراوة عما نحاذر ونخشى من الأمراض الخطيرة البشعة والقاتلة.الاستشعار بالمسؤوليةعلى المجتمع بكافة شرائحه وفئاته وأطيافه أن يستوعب الضرورة الملحة للتحصين ضد شلل الأطفال خلال أيام الحملة ليسهموا في وقاية الطفولة وصونه صحتهم من خطر فيروس الشلل؛ بتمكين الأطفال دون سن الخامسة من نيل جرعة الوقاية التي تؤمنها حملة التحصين الوطنية.علاوة على حرصه في استكمال من هم دون العام والنصف من العمر جرعات التطعيم الروتيني كاملةً بالمرافق الصحية في مواعيدها بحسب بطاقة التطعيم، لما يتيحه من وقاية ضد أمراض الطفولة العشرة القاتلة والتي من بينها فيروس شلل الأطفال: أحد أهم الأمراض البشعة المستهدفة بالتحصين في بلدان العالم، وليس في اليمن وحسب. إن الحيطة والحذر يستدعيان مزيدا من جرعات التطعيم ضد هذا الداء الوخيم لكل طفل مستهدف لم يتجاوز سن الخامسة حتى تتزايد مناعة جسمه وتقوى أكثر فأكثر، وتجسيد هذا الحرص وترجمته عمليا كسلوك دؤوب ينم عن المسلك الحضاري للآباء والأمهات الساعين إلى تهيئة حياة أفضل لأولادهم وللطفولة بأسرها. كما ينم عن استشعارهم للمسؤولية والواجب الأبوي والإنساني بل والديني في مد أسباب الحماية والوقاية للأطفال من مساوئ وعقبات الإصابة بفيروس الشلل الوخيم الذي لا تقف أعباؤه على إحداث الإعاقة وما تخلفه من مرارات أليمة، وإنما- في أسوأ الأحوال- يشكل أحد أسباب ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال.ولا داعي للخوف من تطعيم الطفل المريض بأي ٍ من الأمراض الشائعة، مثل الإسهال الطفيف أو نزلة البرد أو الحصبة أو الحمى العادية. فالطفل الذي يعاني الإسهال- وإن كان متزايداً- لا يحرم من التطعيم ولكن يعاود تحصينه مرة أخرى بعد توقف الإسهال مباشرة؛ تعويضاً له عن الجرعة السابقة التي ربما لم يستفد منها ولضمان فاعلية الجرعة الجديدة وأدائها لدورها الوقائي.فاللقاح هنا يوفر حماية لجميع الأطفال دون سن الخامسة بصرف النظر عن الإصابة بأي ٍمن الأمراض الطفيفة الشائعة.وفي حال ظهور أعراض ٍسلبية على الطفل المحصن، فإنها ليست بسبب اللقاح، بل على الأرجح نتيجة مرضٍ غير متوقع لا علاقة له باللقاح .تبدد الجهودالمهم أن يحصل الطفل على جرعات متكررة من اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال من خلال التحصين الروتيني، وأيضا عند الحملات بمعية جميع الأطفال الذين لم يتجاوزوا بعد الخامسة من العمر، ليكتسبوا جميعا مناعة كاملة ضد الفيروس المسبب للشلل، لا أن تتبدد الجهود الرامية لوقايتهم من هذا المرض وتذهب أدراج الرياح. لاشك أن زيادة الإقبال على تحصين الأطفال دون العام ليشملهم جميعاً دون استثناء هي غاية مثلى تتوج الأطفال بالعافية وديمومة الصحة، وهذا مطلوب في مرحلة التطعيم الروتيني للأطفال التي تؤمنها المرافق الصحية- على نحو ما ذكرت سلفاً- كذلك خلال حملات التحصين، كهذه الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال المزمعالمنفذة من قبل وزارة الصحة العامة والسكان والتي تستهدف - باللقاح الفموي المضاد لمرض شلل الأطفال- تطعيم كل طفل لم يتجاوز بعد سن الخامسة دون استثناء، ليضاف خط دفاعي داعم لمناعة أطفال اليمن- عموماً- فلا يجد فيروس المرض بيئة تحتضنه أو تؤويه، بل يُقطع أمامه السبيل والمجال ويُمنع تماماً من الانتشار، لتبقى البلاد بعيدةً عنه دون طائل.تهاون الآباء والأمهات ليس من المنصف في حق الطفولة تهاون الآباء والأمهات في التحصين مهما بدوا في أعينهم أصحاء منيعين، وإنما على الجميع أن يحسنوا التصرف ويبادروا إلى تطعيم أطفالهم دون سن الخامسة، ولا يحق لهم منع أطفالهم من هذه الحصانة الجسدية المقوية مناعتهم ضد فيروس الشلل، حتى لا يدفع الصغار الثمن على حساب صحتهم وسلامتهم. عليهم أن يكونوا منصفين يلتمسون بالتحصين إعطاء حقهم في نيل وقاية كاملة من المرض، ولن يكونوا مؤدين لواجبهم الأبوي بصد أبنائهم وبناتهم عنه ومنعهم من الحصول عليه. وما أعظمها من نعمة.. قد ساقها الله إلى كل منزل خلال حملات التطعيم كهذه الحملة الوطنية، فلنقابلها بالشكر والعرفان، فدون ذلك بطر وخذلان للأطفال، والله جل ثناؤه قد أمرنا بصون النعم لا هدرها، وبحسن رعايتها ننال رضاه وقبوله(جل ثناؤه).
حماية مستمرة يحققها التحصين ضد شلل الأطفال
أخبار متعلقة