من أبشع الجرائم لهذه السنة وربما لعدة سنين مضت وسنين ستأتي ،طفلة في السابعة من عمرها يتم اغتصابها وقتلها خنقاً من قبل أربعة وحوش بشرية ،الطفلة لم تكن قد بدأت حياة التمييز وفهم ما يجري حولها لكي تكون أكثر حذرا على نفسها وليس لديها القدرة بعد على التفريق بين وحوش البشر من ناسها ،ولا قوية البنية لكي تدافع عن نفسها ،كل ذنبها أنها طفلة أَنثى في بلد أصبحت فيه القيم شيئاً يُتغنى به في وسائل الاعلام ونقرؤها في كتب المقررات ومقالات مثقفيها ،ولا يوجد لها أي أثر في حياة الناس.ناشطة يتم تكريمها وآخر هناك يذَم ويشتم من كرمها ،مسلسلات يومية بين من يدعون أنفسهم ناشطين ،ومن يدًعَون الدفاع عن حقوق الناس المظلومين ،سب و ذم ، خروج عن القيم والأخلاق، أحدهم يهجو والآخر يرد،حتى اني كلما كتبت الباسوورد على الفيس بوك أًفاجأ ببوست من أحدهم يتهكم على احداهن أو العكس ، أقلب الصفحة فأجد رد ألآخر على الأول ،والمحزن في الأمر أنهم وجدوا من الناس من يقول أحسنت القول ،وياريتهُ أحسنَ ،والمظلومون الذين ينتظرون هؤلاء لنصرتهم وليخرجوا لهم حقوقهم كما فهمًوهم بأنا نحنُ من نخرج الحقوق لاصحابها، لا ينامون الليل منتظرين تلك الحقوق أن تعود على أيدي هؤلاء، وهُم لا يعلمون أنهم ليسوا فاضين ،فهم على الفيس بوك يتشاجرون ويلعن بعضهم بعضا . مرام تنتظر منهم ان يقتصوا من مغتصبيها وقتلتها ،أليست هي احق بتلك البوستات التي حولت الفيس بوك الي حلبة مصارعة لهم حيث كل واحد يحاول أن يتغلب على الآخر بقوة كلماته واستعراض كل ما لديه من أحرف ،ألا يوجد لديهم أطفال لكي يشعروا بما يشعر به أبو وأم هذه الطفلة وأسرتها ،ألا يخجلون منها حين تلقاهم لتسألهم أمام رب العالمين ،ماذا فعلتم بمن انتهكوا الطفولة يامن أدعيتم حمايتي وصون حقوقي؟!.في الهند التي تُعتبر أم الجرائم، تقريبا نفس القضية حدثت فخرج المواطنون وأشتغل الناشطون وقامت الدنيا ولم تقعُد ،في تلك البلاد التي أغلب سكانها لا يعرفون عن الإسلام شيئاً ،كل ما حركهم هو الضمير و انتهاك الطفولة التي ليس هناك جريمة أبشع منها، لست بحاجة لأن تكون تابعاً لحزب أو مذهب لكي تدافع عن قضية كهذه فهي قضية كل شخص لديه ضمير حيَ ،بينما في بلد الايمان والحكمة تمر الأيام ومرام لم تلق من يقول لماذا فعلوا ،أنا معك ويرفع صوتهُ عاليا ،تأتي وتقول لي انظر هناك ،قتلتي يمشون على الأرض التي اغتصبوا طفولتي عليها ،نعم أتت في نفس اليوم حيث كان هناك احتفال وجوائز لاحدى ناشطات بلادنا التي تُدافع عن الحرًيات ،حيث الابتسامات العريضة تُرسم على وجوههم فقط للكاميرا ،ولمن يتفق معم ،بينما يقول في قلبه أنا أحق بها منها ،كان من الأحرى بهم أن يعطوني إياها ،انها الشهرة التي يسعون خلفها ،ويكتبون للشيء الذي سيظهرهم في المجتمع وللمنظمات لكي يحظوا بمزيد من الجوائز والميداليات بالإضافة إلى تلك التي حصلوا عليها بالصعود على جُثث الشُهداء.أخاف أن يكون اغتصاب وقتل مرام بالنسبة لهن هي حرية ،ويتحولن للدفاع عن القتلة جزءاً من دفاعهن عن الحرًيات.
عفوا مرام.. لا تفسدي ابتسامتنا للكاميرا
أخبار متعلقة