تواصُل التحريض ضد الرئيس هادي والقيادات والكوادر الجنوبية
صار تعيين أي جنوبي في منصب قيادي يثير حفيظة بعض مراكز القوى التقليدية في صنعاء الى درجة التحسس ، حتى ولو كانوا من ذوي الكفاءة الذين يستحقون المناصب القيادية عن استحقاق واقتدار ، والسؤال هو : كيف ستكون حالة هذه القوى وأي هيجان سيصيبها لو نفذت النقاط العشرين التي اقرتها لجنة الحوار والخاصة بإعادة المسرحين الجنوبيين والمبعدين قسرا منذ انتهاء حرب صيف 1994 المشؤومة بما في ذلك قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجان لمعالجة قضايا الأراضي والمبعدين عن الخدمة المدنية والعسكرية في المحافظات الجنوبية . الأستاذ أحمد عبيد الفضلي نائب وزير المالية الذي كان وزيراً في حكومة الشطر الجنوبي قبل الوحدة ثم تم تعيينه في منصبه الحالي نائبا لوزير المالية بعد الوحدة، لم يسلم هو الآخر من الحملة الظالمة التي تتهم الرئيس هادي بتعيين قيادات جنوبية في أجهزة الدولة، على الرغم من أن الفضلي يشغل هذا المنصب منذ حوالي عشرين عاما..كما لم يسلم من هذه الحملة الرعناء د. احمد سالم القاضي الذي كان نائباً لوزير الثقافة ثم قام الرئيس هادي بتخفيض منصبه إلى مستشار لوزير الثقافة حيث لا يرى ممولو صحيفة (الأهالي) في هذا التعيين سوى ان القاضي كادر جنوبي لا يستحق هذا المنصب على الرغم من أنه كان يشغل منصباً أكبر في حكومة الدكتور علي مجور السابقة.
ومن تلك الهستيريا المحمومة، الهجوم الذي نشرته صحيفة الأهالي المقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح على الرئيس هادي بسبب إعادة توزيع 19 قياديا جنوبيا من الكفاءات التي شغلت مواقع في قيادة الدولة منذ فترة ما قبل الوحدة رغم أن فترة الرئيس هادي على قصرها شملت تعيين الكثير والكثير من أبناء المحافظات الشمالية وشمال الشمال أكثر ممن تم تعيينهم من القيادات والكوادر الجنوبية التي بعضها كان يشغل مناصب قيادية منذ قبل 21 فبراير 2012م . فهل يعقل أن تستنكر صحيفة ( الأهالي ) تعيين الدكتور علي مجور رئيس الوزراء الأسبق في منصب سفير وتعتبره جزءاً من محور ( أبين - شبوة ) بحسب زعمها، أو تعيين إبن عدن البار اللواء صادق حيد مديراً لأمن عدن رغم أنه عين بقرار من رئيس الوزراء وباقتراح من وزير الداخلية لكن صحيفة ( الأهالي ) اقحمته ضمن القيادات الجنوبية المعينة من الرئيس هادي مستنكرة قرار تعيينه هو وآخرين، لأنهم جنوبيون.واللافت للنظر أن صحيفة ( الأهالي ) لم تشر من قريب ولا من بعيد لقيادات تم تعيينها حديثا بقرارات جمهورية من نفس محافظات أبين وشبوة لكونها محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح مع أن بعض هذه القيادات عينت في مراكز عليا منها محافظو محافظات إلا أنها لم تذكرها في إشارة إلى البعد الحزبي وراء التركيز المناطقي على المحافظات الجنوبية . لمصلحة من محاولة إذكاء الصراع الجنوبي الجنوبي واستدعاء مفردات الزمرة والطغمة ومحاولة نبش الماضي الأليم من قبل بعض الصحف الصادرة في صنعاء بعد أن تسامح الجنوبيون مع الماضي وتصالحوا مع الحاضر والمستقبل . هكذا تستخف ( الأهالي ) بالقيادات والكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية .. وتستكثر عليهم قرارات جمهورية بإعادة توزيعهم في أجهزة الدولة على الرغم من أنهم يعملون فيها منذ ما قبل الوحدة .. وكأن ممولي صحيفة «الاهالي» يطالبون الرئيس هادي بإقصاء هذه القيادات الجنوبية الى الشارع الغاضب وضمهم الى حزب « خليك في البيت » الذي يعتبر من أبرز الجرائم التي ارتكبها المتنفذون بعد حرب صيف 1994 .
في الصورة اعلاه اتجاه آخر يحاول اعادة قراءة مشهد الاحتقان الذي تسببت فيه جرائم وممارسات وسياسات مراكز القوى التقليدية التي خطفت الوحدة وشوهتها وأساءت الى معانيها وقيمها، بعد إن حولتها الى غنيمة حرب منهوبة وثروات وأرصدة في البنوك الخارجية لصالح مراكز القوى التقليدية التي استفادت من حرب صيف 1994 . ولهذا ينبغي ألا يتحول الاحتقان السائد في الجنوب الى ما أسمته صحيفة الأولى « قيامة الجنوب ».!