الدكتور صالح العقيلي في حديث ضاف عن عيوب البصر لصحيفة ( 14أكتوبر ) :
لقاء/ زكي الذبحانيطول النظر.. قصر النظر، وما يسمى خطأً بالانحراف وعلمياً (اللانقطية) أو (الاستجمتزم) مشاكل يمكن علاجها، فما أحرزه التقدم العلمي والتكنولوجي في طب وجراحة العيون فتح آفاقاً رحبة لعلاج كثيرٍ من أمراض وإصابات العيون التي لطالما استحال أو صعب علاج البعض منها بالوسائل التقليدية المتبعة.وما عاد الحل الوحيد لتصحيح النظر حكراً على النظارات، فهناك العدسات الطبية اللاصقة قد أتاحت خياراً آخر لهذه المشكلة.وفي اللقاء التالي مع الدكتور/ صالح العقيلي - استشاري أمراض وجراحة العيون، دار نقاش حول عيوب النظر الشائعة ومكمن المشكلة وأساسها وما يلزم للوقاية تصحيح مفاهيم وسلوكيات درج أغلب الناس على الأخذ بها عن جهلٍ بأدنى أبجديات حفظ صحة العينين ووقايتهما من أية اختلالات.وإليكم ما جاء في هذا اللقاء..[c1]ضعف النظرشيوع ضعف النظر-حتماً- له أسبابه.. فهل لي بذكرها ؟ وما أهمية لبس النظارة في تصحيح الرؤية ؟* أسباب ضعف النظر تنقسم إلى ثلاث أقسام:[/c]- النوع لالأول : قصر النظر ويبدو فيه صعوبة رؤية المريض للأشياء البعيدة. - النوع الثاني : طول النظر الذي يبدو معه صعوبة في رؤية الأشياء القريبة، وأحياناً صعوبة في رؤية القريب من الأشياء مع البعيد.- النوع الثالث : ما يسمى خطأ بالانحراف وهو ليس كذلك. فالانحراف يعني الحول. أما هذا النوع فيسمى طبياً (الاستجمتزم)، وعندما ترجم إلى اللغة العربية ُسمي (اللانقطية) أو(اللابؤرية)، وكون الكلمة صعبة التلفظ استعمل الانحراف خطأً عوضاً عنها.وفي هذه الحالة يجد المريض صعوبة في رؤية خطين قريبين من بعضهما البعض أو نقطتين قريبتين. باختصار هذه الأنواع الثلاثة من أكثر الأسباب التي تستدعي من طبيب العيون القيام بوصف نظارة طبية لتساعد المريض على الرؤية بطريقة أفضل.ففي حالات الإصابة بقصر النظر يحاول المريض إغلاق عينيه بشدة ليساعده الضغط الواقع من الجفون على العينين على رؤية الأشياء البعيدة، وعندما يلبس النظارة الطبية التي وصفت له من الطبيب المختص لا يضطر للضغط والتحديق بقوة، حيث النظارة تساعده على تصحيح هذه العيوب المسماة بعيوب الانكسار.فليس النظارات - عادة ً - إحدى الوسائل الطبية لتحسين الإبصار وليست وسيلة علاج.ومن أكثر الأسباب التي تستدعي لبس النظارة هي ضعف النظر. مثال على ذلك أن الشخص الذي يعاني ضعف الإبصار ويرى بنسبة (70 % ) وعنده ضعف يصل إلى (30 % ) لتكون العين قادرة على أن تستغل الثلاثين في المائة مع السبعين في المائة حتى تصل الرؤية إلى (100 %)..عندها يكون لبس النظارة كي تساعد العين في التغلب على العيب الموجود لتبصر في هذه الحالة بنسبة( 100%).هذه هي أكثر الأسباب التي تستدعي لبس النظارة.[c1]مرحلة حرجةمهما كانت الأسباب سواءً طول النظر أو قصره أو (اللانقطية).. هل من الممكن أن تتدهور حالة العين من دون نظارة أو عدسة لاصقة ؟[/c]* بالطبع هذا صحيح بالنسبة للأطفال تحت سن (10 أعوام) ولا ينطبق على الكبار. فالمرحلة الحرجة لنمو العين مرحلة تبدأ من عمر ( 18 شهراً ) حتى (8 سنوات)، وأحياناً تمتد إلى (10 سنوات)، وعند حدوث أي تأثير سلبي على العين ولم يعالج خلال المرحلة الحرجة، كأن يكون هناك ضعف في النظر أو يكون عند الطفل حول أو لوجود سبب يمنع دخول الضوء إلى العين، مثل المياه البيضاء أو وجود عتامة على القرنية، فقد يصاب الطفل على إثر ذلك بكسل بصري نطلق عليه طبياً (إمبيليوبي). والكسل البصري أسبابه دائماً، إما لعيب من عيوب الإبصار أو لعيب آخر، كالحول أو حدوث عتامة تمنع وصول الضوء إلى شبكية العين .[c1]تلافي المشكلة كيف نحمي عيون أطفالنا ونجنبهم المشاكل التي ذكرت؟[/c]* يجب على الوالدين أن يفحصوا أطفالهم ؛ ويبدأ الاهتمام بعين الطفل في فترة الحمل ويستمر إلى الولادة بتفادي أخذ الأم الحامل أية أدوية من شأنها إلحاق أضرار بعيني الجنين، وسواءً أكانت الولادة في مستشفى أو في منطقة ريفية نائية تقوم بها إحدى القابلات.. يجب على الأطباء الزملاء الاختصاصين في النساء والولادة وأطباء العموم والقابلات مراقبة وملاحظة عيني المولود عقب الولادة، فقد يكون هناك عيب أو مرض في العين أو عتامة على القرنية.هذا ما يجب ملاحظته من الساعات الأولى للولادة، لأن أي تغيرات على العين في هذه الحالة يمكن أن ينتج عنها بعض الالتهابات البسيطة في العينين لعدوى جرثومية، يعطى على إثرها الطفل بعض المضادات الحيوية وتنتهي .ويفضل عند نهاية العام الأول من العمر إذا لاحظ الوالدان أي تغيرات على عيني الطفل أو إحدهما إلى سن (3 أعوام) وقبل دخوله المدرسة، عرضه على طبيب العيون، لأنه ومن خلال الأبحاث والدراسات الطبية تبين أن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال بحاجة إلى لبس نظارة طبية. وعلى المدرسين في المدارس والمدرسات إذا لاحظوا وجود صعوبة في قراءة الطالب أو الطالبة للحروف على السبورة لعدم اتضاح الرؤية، تنبيه الوالدين بأن طفلهما يعاني من مشكلة أو صعوبة في الرؤية ليعرضوه على طبيب العيون لكي يمنع حدوث كسل بصري، وهو ما لا يمكن علاجه بعد سن العاشرة.[c1]العدسات اللاصقة بعض المرضى لا يبدون ارتياحاً للنظارات وخاصةً الفتيات والسيدات، لاسيما وأنها تعطي إيحاءات لكبر السن؟ فما جدوى استخدام العدسات اللاصقة؟ وهل هي جيدة أم سيئة للعينين؟[/c]* العدسة الطبية اللاصقة بديل آخر للبس النظارة.. نسميها أحياناً نظارة مخفية، ويستطيع بها الشخص أن يرى الأشياء بوضوح، بينما الآخرون لا يلاحظونها ولا يرونها عليه. لذا نعتبرها نظارة مخفية.قد يكون هناك التباس أو اعتقاد خاطئ أن العدسة الطبية اللاصقة تضر بصحة العين، ونحن دائماً نعالج الماء الأبيض بزرع عدسة وما من مشكلة.بالتالي تنقسم العدسات إلى ثلاث أنواع :- عدسة النظارة.- عدسة لاصقة تلتصق بسطح العين مباشرة .- عدسة مزروعة داخل العين، ونستخدمها- عادة ً- لمعالجة المرضى الذين تجرى لهم عمليات الماء الأبيض أو في بعض الحالات لمعالجة بعض المصابين بقصر نظرٍ شديد، وهي من الجراحات الحديثة.والعدسات الطبية اللاصقة التي تلتصق بسطح العين - كما ذكرت- نعتبرها ببساطة نظارة مخفية بديلة للنظارة بالإطار وذلك للأشخاص الذين ينزعجون نفسياً ولا يبدون ارتياحاً للبس النظارة. [c1]عيوب العدسات[/c] متى تتحدد القدرة وعدم القدرة على تركيب عدسة لاصقة على العين ؟* درجة تحمل لبس العدسة الطبية اللاصقة مرتبط ليس بالشخص، بل بطبيعة عينه. فإذا كانت العين تتحمل العدسة اللاصقة والشخص على درجة كبيرة من الوعي والإلمام الكامل بطريقة تنظيفها بمحاليل العدسة ولم تحدث أي مشاكل بالعين، فمن الممكن أن تلبس العدسة اللاصقة، وهي عبارة عن جسم هلامي بسيط جداً يتأثر بأي ملوثات وما شابه أو إذا لم يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي وبكيفية لصقها بالشكل الصحيح وإزالتها وتنظيفها والحفاظ عليها.والعدسة اللاصقة ليست شيئاً جديداً، فأول عدسة لاصقة صنعها العالم والرسام الإيطالي الشهير صاحب لوحة الموناليزا (ليوناردو دافنشي) عام (1508م ).. ثم تطورت وأصبح الآن يوجد قسمان منها، قسم يسمى العدسات اللاصقة اللينة، تمثل ما يقرب من (80%) من العدسات التي تلبس ؛ وقسم آخر وهو العدسات اللاصقة الصلبة.والعدسات اللاصقة اللينة على عدة أنواع، منها أنواع مرتبطة بمحتواها للماء، فيها نسبة الماء تصل إلى(30%)؛ والنوع الآخر تحتوي على الماء بنسبة(80%)؛ وكلما كانت نسبة وتركيز الماء أكثر، كلما بقيت لفترة أطول.ما يهمنا في الموضوع أن بإمكان السيدات والأشخاص الآخرين تركيب عدسات طبية لاصقة شرط أن تكون هذه العدسات ليست مسببة لأي احمرار أو ألم أو شعور بجسم غريب داخل العين، وإذا قبلتها العين نكون بذلك قد انتهينا من الجزء الأول للمشكلة، ويظل الجزء الثاني للمشكلة وهو المحافظة على العين من حدوث أي مشاكل تحدثها العدسة.[c1]ما المشاكل التي تترتب على سوء استخدام العدسات الطبية اللاصقة ؟ وبما تنصح في هذه الحالة؟[/c]* لا سمح الله، قد تحدث تقرحات جرثومية في القرنية وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى فقدان البصر. وبعض الدراسات أكدت أن حدوث التقرحات الجرثومية في قرنية العين بسبب العدسة اللاصقة، بمعدل أربع حالات في كل عشرة آلاف شخص يلبس العدسات اللاصقة ؛ وهذه نسبة بسيطة، إلا أنها تفرض توخي الحذر، فحدوث هذه التقرحات قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة جداً.وبالتالي أنصح تلافياً لهذه المشكلة بإزالة العدسة اللاصقة عن العين :- عند وجود احمرار في العين.- عند الشعور بوجود جسم غريب.- عند الشعور بحرقة في العين.- أثناء النوم، فوقتها نسبة الأوكسجين تقل على القرنية؛ وهذا في حد ذاته فيه مشكلة على العين.- عند استعمال المحاليل المناسبة لتنظيف العدسات اللاصقة.سابقاً كانت توجد ثلاثة محاليل لتنظيف العدسات اللاصقة، ثم مع التطور التكنولوجيا في الطب أصبح هناك محلول واحد. ويبقى على من يلبس العدسة أن يكون ملماً بطريقة تنظيفها وغسل اليد بالماء والصابون قبل تركيبها داخل العين، وألا تركب العدسة مقلوبة.كما يجب أن يعرف الشخص أن العدسة اللاصقة للعين اليمنى والأخرى للعين اليسرى بحيث لا يتم الخلط بين العدستين بوضع اليمنى لليسرى أو العكس. [c1]الجراحة بالليزر من كلامك أن النظارة لا تتسبب بمشاكل خطيرة كالعدسة اللاصقة.. فماذا عن التصحيحات للإبصار ؟[/c]* لبس العدسة اللاصقة أو النظارة يعتمد على الحالة النفسية للشخص، فإن كان يتقبل النظارة ولا تسبب له إزعاجاً بإمكانه مواصلة ارتدائها، وإن كان الشخص وخاصة الفتاة أو السيدة منزعجة من لبس النظارة وكان لديها خيار لتركيب عدسة لاصقة، ثم جربتها دون جدوى، بسبب احمرار العين وعدم تقبل العين لها، فعندها هناك خيارات أخرى متعددة، من ضمنها إجراء بعض الجراحات الحديثة لتصحيح البصر بواسطة الليزر، وهذه الجراحات أصبحت منتشرة في جميع بلدان العالم. وفي السنوات الثلاث الأخيرة - والحمد لله - دخلت اليمن وأصبحت ُتجرى على نطاق واسع للكثير من الناس.[c1] هل لعمليات الجراحة بالليزر لتصحيح النظر آثار جانبية ؟ وهل من مشاكل تسببها في المستقبل؟[/c]* المشاكل التي قد تحدث جراء تصحيح وتقويم البصر بواسطة الليزر تتم عندما لا يقوم الطبيب المختص بإجراء الفحوصات الضرورية اللازمة والمهمة قبل شروعه بإجراء العملية. وهذه الفحوصات التي تجرى- عادة ً- مهمة جداً لمعرفة مدى قابلية وجاهزية الشخص لعملية تقويم البصر بالليزر. وأهم شيء هنا التأكد من سماكة القرنية ما إذا كانت تسمح أو لا تسمح لإجراء هذه العملية.والقرنية هي الجزء الشفاف الذي ُيغطي سواد العين في الوسط ، سماكتها تصل إلى (نصف ملي).. أي تقريباً (600 ميكرو)، وفي الأطراف تصل سماكتها إلى(900 ميكرو). بيد أن بعض الناس تكون سماكة القرنية لديهم خفيفة أدنى من (500 ميكرو) أو أدنى من (450 ميكرو)، وفي مثل هذه الحالات قد لا تناسب عملية الليزر.وقد يكون في القرنية مرض من الأمراض يسمى بالقرنية المخروطية وحينئذٍ لا يتم إجراء الجراحة بالليزر لهؤلاء، وعوضاً عن ذلك ثمة طرق أخرى لتصحيح الإبصار.أما إذا تبين بالفحوصات أن الشخص مناسب لإجراء مثل هذا النوع من العمليات، فإن نسبة نجاحها في أغلب مراكز تقويم الإبصار بالليزر تتراوح بين (90 - 95 %)، ولا يستطيع أي طبيب عيون في العالم أن يبلّغ مريضه بأن نسبة النجاح تصل إلى (100 %). كما أجريت هذه العملية لملايين البشر حول العالم، ومضاعفاتها التي قد تحدث لبعض الناس، كحدوث جفاف في العين بدرجة تتفاوت بين بعض الناس، يستمر لشهرين. بعض الناس قد تحدث لديهم عتامات بسيطة بعد العملية، لكنها مع الأدوية وبمرور الوقت تختفي.بالتالي هذه العملية - ما لم تظهر الفحوصات وجود مشكلة - إجراء مناسب لمن يتضايق من النظارة وغير مقتنع بتركيب العدسة الطبية اللاصقة.ولا يسعني في الأخير إلا أن أشير إلى عظمة نعمة البصر، وما أعظمها من هبة ربانية غالية! فلنحافظ عليها، ونبدي الاهتمام بإجراء الفحوصات على العين متى دعت الحاجة لذلك أواقتضت الظروف .