كم هو عظيم ان تسعى الدولة جاهدة في سبيل الحفاظ على اموال الشعب ومقدراته ومكتسباته من السلب والنهب ومن الفساد والمفسدين الا انه ومنذ انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد حتى اليوم لم نر اي انجازات ولم نلمس اي خطوات جادة وجريئة في سبيل مكافحة الفساد باستثنى بعض قضايا الفساد الصغيرة التي لاترتقي الى الحد الادنى من متطلبات الحفاظ على المال العام من الفساد والنهب الذي يتعرض له كما انها لاترتقي الى مستوى الفساد المستشري الحاصل في البلد وكل ما قدمته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وما تقدمه اليوم ليس اكثر من مجرد خطط واستراتيجيات وشعارات و ندوات ومؤتمرات .كان الشعب اليمني ومازل كذلك يأمل من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان تقوم بخطوات جرئية من شأنها ان تزلزل عروش الفساد والمفسدين اذا لم تدمرها وتقضي عليها بما من شأنه الحفاظ على المال العام وثروات الوطن ومكتسباته من الفساد والمفسدين الا ان الانجازات التي حققتها الهيئة العامة لمكافحة الفساد جاءت مخيبة لآمال وطموحات الشعب اليمني كونها انجازات متواضعة جدا مقارنة مع الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية ومقارنة مع الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به الهيئة من الدولة كما انها انجازات لاترتقي الى تلبية الحد الادنى من اهداف ومهام وواجبات الهيئة التي نظمها القانون والدستور .ففي الوقت الذي نرى فيه صوت الفساد والمفسدين يعلو ولايعلى عليه وفي الوقت الذي نرى فيه رقعت الفساد تتوسع وتنتشر ليستشري الفساد ويشمل جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية وفي الوقت الذي نرى فيه الفساد والفاسدين والعابثين قد بسطوا نفوذهم وتجذرت عروقهم وقوي ساعدهم في جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات والمكاتب الحكومية اذ وصل الفساد الى مستوى ان الفاسدين والعابثين ينهبون خيرات البلاد وثرواته ومكتسباته جهارا نهارا وفي وضح النهار امام مرأى ومسمع من جميع السلطات والاجهزة الرقابية بما فيها هيئة مكافحة الفسادة ضاربين عرض الحائط بشيء اسمه الدولة او اسمه اجهزة الدولة الرقابية فهم لديهم قوانينهم ولوائحهم الخاصة بهم في نهب ثروات البلد ومكتسباته.وفي حقيقة الامر لقد انعكس تفشي الفساد وانتشاره في الوطن واثرت سلبا على الموازين والمفاهيم لدى المجتمع اليمني والدولة على حد سواء فاصبح الوطني فاسداً واصبح الفاسد وطنياً واصبح الظالم هو المظلوم واصبح المظلوم هو الظالم واصبح فيه المجني عليه جانياً والجاني هو المجني عليه واصبح الخير شراً والشر خيراً واصبح فيه الشريف والوطني والعفيف و النزيه والمخلص والمتفاني في ادى واجباته ومسئولياته لايجد اي احترام او قدر سواء في وظيفته او في مجتمعه واسرته اذ يصفه الجميع بانه (اهبل) ومايعرف يفكر صح ولايعرف يحسبها صح وانه « مش رجال احمر عين» وينعتونه ويصفونه باقبح الاوصاف والجمل لا لشيء الا لانه موظف شريف لايفكر بعقلية الفاسد المستغل للوظيفة العامة في حين اصبح الفاسدون والعابثون والناهبون لخيرات البلاد وثرواتها ومكتسباتها يضرب بهم المثل في الوطنية والاخلاص والنزاهة والتفاني وحب الوطن بل يتم تكريمهم بالنياشين والاوسمة الوطنية العالية من الدرجة اولى . الاخوه في هيئة مكافحة الفساد لانريد منكم مزيدا من المؤتمرات و الندوات لانريد منكم دراسات او استراتيجيات او رؤى فجميع مكاتب الدولة ومخازنها واراشيفها مليئة بالدراسات والندوات ومحاضر الاجتماعات ونتائج الندوات والمؤتمرات وهي لاتسمن ولاتغني من جوع ولن تقدم لنا اي جديد. الاخوة في هيئة مكافحة الفساد لانريد منكم شعارات براقة ولانريد منكم تصريحات نارية ولانريد منكم جملا منمقة فالشعب اليمني اليوم شب عن الطوق ولم يعد بمقدور اي شخص او جهة كانت او مؤسسة ان تزايد في حقه او تستغفل عقله الشعب اليمني مل وضاق ذرعا من الشعارات والوعود والتصريحات والجمل المنمقة ولم يعد بمقدوره تحمل المزيد منها وكل ما نريده منكم هو السعي قدما في تحقيق الاهداف وانجاز المهام التي انشئت الهيئة من اجلها وفي سبيل تحقيقها نريد منكم مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين ايا كان انتماؤهم الحزبي او القبلي او المناطقي نريد منكم ان تضربوا لنا اروع الامثلة في تجفيف منابع الفساد في المؤسسة المدنية والعسكرية والامنية نريد منكم خطوات جرئية تجعل من يقدم على ارتكاب اعمال الفساد ونهب المال العام عبرة لمن يريد ان يسلك مسلكه.الاخوة في الهيئة العامة لمكافحة الفساد هل من حق الشعب اليمني ان يحلم بوطن خال من الفساد والمفسدين ؟ الاخوة في الهيئة العامة لمكافحة الفساد هل من العدل ان ينهب عشرات او مئات الفاسدين ثروات البلد وخيراته ومكتسباته ليعبثوا بها هم واولادهم واسرهم في الفنادق والملاهي والنوادي الخارجية بينما جميع ابناء الشعب اليمني بمن فيهم انتم يعيشون حالة فقر وبؤس ولاينعمون بتلك الثروات والخيرات والمكتسبات التي من الله بها علينا وحرمنا منها هؤلاء العابثن ؟اعتقد لا بل اجزم انه من حق الشعب اليمني ان يحلم بوطن خال من الفساد والمفسدين وانه من حق الشعب اليمني ان ينعم بثرواته وخيراته ومكتسباته ولن يتأتى ذلك الا اذا صحوتم من النوم ولذلك الشعب اليمني يخاطبكم ويقول لكم «كافحوا الفساد»
