ضربة معلم
فعلاً لقد أثلجت صدري كلمات الأخوين وزير الثقافة د/ عبدالله عوبل منذوق ومحافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد حينما صرح كل منهما أمام مراى ومسمع الفنانين والمبدعين عند زيارتهما الاستطلاعية ونزولهما الميداني صبيحة يوم الخميس الموافق 29نوفمبر 2012م إلى مبنى منتدى عدن الثقافي في حافون ( المعلا) للاطلاع على كافة المناشط الفنية والإبداعية لثقافة عدن وفنونها والتأكد من جاهزية الفرق الفنية واستعدادها التام للمشاركة في احتفالات العيد الـ 45 للاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967م .. حيث أعرب الأخ وزير الثقافة عن ارتياحه وامتنانه بما سمعه ورآه من وصلات غنائية جماعية وفردية لفنانين كبار أعادت لنا ذاكرة التاريخ إلى أيام زمان أيام العيد والغناء الأصيل عندما كانت عدن أم الدنيا فعلاً لقد استطاع الفنان القدير رامي حامد نبيه المدير العام لمكتب الثقافة عدن أن يختار برنامجه الاحتفالي لهذه المناسبة التاريخية بذكاء ودقة مهنية رفيعة المستوى تجعل من الملتقى يعيش لحظة استماع تاريخية مع ذكرياته الجميلة في عدن وهكذا كان شعور الأخ الوزير وانطباعه الرائع حول ما شاهده من فن وإبداع جعله يصرح بقوة قائلاً بأن وزارة الثقافة عازمة كل العزم على بناء مسرح جديد في عدن حلم كل المسرحيين والمبدعين في عدن . أما كلمة الأخ المحافظ كانت بمثابة صرخة قوية أطلقها من اجل إعادة الاعتبار لمدينة عدن وثقافتها وفنونها وتاريخها الحضاري العريق وانه على استعداد لصرف عشرات المليارات من اجلها لتصبح عدن بالفعل ثغر اليمن الباسم وبوابتها الحضارية المشرقة كما كانت في السابق. فبالرغم من كل الجهود المثمرة التي يبذلها مكتب ثقافة عدن وفنونها ممثلة بمديرها العام رامي نبيه وإصرار المكتب على ضرورة مشاركة كل الفرق الفنية المركزية في م / عدن لغرض إبراز دورها الفني الكبير وإعادة إحياء تاريخها العريق بين أوساط الجماهير التي انبثقت منها واليها. إن ما يعيق عمل مكتب الثقافة ويحبط أملها وطموحاتها شحة الموارد المالية ومحدوديتها التي لا تكفي لتغطية الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية ، فلدى المكتب هموم كثيرة وطموحات مستقبلية كبيرة ولن تتحقق كل تلك الرؤى الإبداعية إلا من خلال زيادة الدعم المالي من الوزارة والمحافظة لان محافظة عدن تحظى بمكانة ثقافية وفنية راقية وغير عادية ولا يمكن مقارنتها بأي محافظة أخرى فهي الاستثناء من القاعدة فمن الضروري مراعاة مكانتها وتاريخها الحضاري العريق. لقد كان اختلافنا مع شخص المدير العام رامي نبيه ليس في محله عندما طالبناه بالكف عن ثقافة ( الطبلة والرقص) والتوجه نحو إعادة تأهيل البنية التحتية لثقافة عدن وفنونها وحينما تناظرنا معه وجهاً لوجه وجدناه رجلاً مهووسا بمعشوقته عدن وبثقافتها وفنونها وآثارها ومعالمها التاريخية الجميلة والرائعة ولكنه ياحسرة صفر اليدين خالي الوفاض تركوه وحيداً دون أدنى دعم مادي أو معنوي أكانت وزارة الثقافة أو قيادة المحافظة ولا يقدم إلا الفتات لتغطية الفعاليات الرسمية دون ذلك توصد الأبواب في وجهه! انه اليوم ونحن معه في صف واحد وبوثقة واحدة نناشد قيادة الوزارة بحق عدن من إيراداتها التي تبعث إلى صندوق التراث والتنمية الثقافية وان يخصص نسبة (60 %) لصالح ثقافة عدن وفنونها على الأقل .. فعلاً لو أنجز هذا المطلب فإن ثقافة عدن ومكتبها يستحق كل طموحاته وآماله ...