لقد شهد الإعلام اليمني توسعا ملحوظا الفترة الأخيرة حيث أصبح بمتناول الاحزاب والقوى السياسية اليمنية وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ولعل امتلاك الاحزاب السياسية لتلك الوسائل ورغم تكاليفها المادية الباهضة قد جاء من ادراك اهميتها ودورها الذي تلعبه كوسيلة من وسائل الحرب اذ اصبحت وسائل الاعلام من اشد الاسلحة فتقا وتأثيرا في الشعوب. إلا ان وسائل الاعلام اليمنية تلك لم تكن عند قدر المسئولية الملقاة على عاتقها حيث اسهمت وبشكل كبير اسهاما سلبيا في تعزيز هوة الخلافات والصراعات والانقسامات بين ابناء الشعب اليمني الواحد ولم يدرك القائمون على تلك الوسائل الاعلامية ان المرحلة التي تعيشها اليمن اليوم بحاجة الى التهدئة الاعلامية وعدم الانزلاق خلف المشاريع التدميرية التي يرسمها البعض اذ تأتي التهدئة الاعلامية من اهم اولويات المرحلة الحالية وهو مايتوجب على جميع الاحزاب السياسية ووسائل الاعلام اليمنية المرئية والمقروءة والمسموعة وبمختلف توجهاتها الحزبية ان تكون عند قدر المسئولية وان تعمل على التهيئة لمتطلبات استكمال المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية المتمثلة في الحوار الوطني واعادة الهيكلة العسكرية. ورغم ان عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قد شدد في اكثر من خطاب على اهمية التهدئة الاعلامية ودعا جميع الاحزاب والقوى السياسية اليمنية الى التهدئة الاعلامية ذلك ان التهدئة الاعلامية في المرحلة الحالية غاية في الاهمية الا اننا وللاسف الشديد نرى ان الاحزاب والقوى السياسية مازالت تمارس اعلاماً غير مسئول لم يلتزم حتى اللحظة بالتهدئة الامر الذي سوف تكون له انعكاسات سلبية خطيرة على تهيئة الاجواء للحوار الوطني المزمع انعقاده خلال الفترة القادمة وهذا ماينذر بكارثة اذ لايوجد امامنا سوى خيارين لاثالث لهما وهو اما الحوار او الحرب على جميع الاحزاب والقوى السياسية وجميع الاعلاميين والقائمين على المؤسسات الاعلامية بمختلف وسائلها ان يدركوا حساسية المرحلة التي تعيشها اليمن واننا كنا في اليمن على اعتاب حرب اهلية وقد كانت غاب قوسين او ادنا لولا لطف الله بنا ورحمته ومالم تتحل الاحزاب والقوى السياسية والاعلاميون والقائمون على المؤسسات الاعلامية بالروح الوطنية والمسئولية الملقاة على عاتقها فان خطر الحرب الأهلية قد يعود من جديد مرة اخرى وسوف يكونوا هم سبب في ذلك نتيجة التحريض الاعلامي الذي جعلوه عنوانا وشعارا لهم . لقد اصبحت التهدئة الاعلامية حاليا ضرورة ملحة اكثر من اي وقت مضى ذلك ان الصراع الاعلامي والاعلام غير المسئول اصبح سببا مهما من اسباب التوتر والصراع القائم الامر الذي يستدعي من جميع الاحزاب والقوى السياسية ان تعمل بكل ما يساعد ويهيئ لاستكمال المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وتكثيف الجهود لمعالجة جميع الملفات العالقة والخروج باليمن الى بر الامان ولن يكون ذلك الابالتهدئة الاعلامية. التهدئة الاعلامية مطلبنا جميعا ونحن جميعا مطالبون بالتهدئة الاعلامية وكلا من خلال موقعه وعمله ذلك لأنها تشكل اهمية بالغة ولها انعكاسات مهمة ومحورية ومفصلية في اخراج اليمن من اتون الصراعات والخلافات القائمة الى بر الامان كما انها الضمان الوحيد لانجاح المرحلة المتبقية من المبادرة الخليجية فلنكن جميعا عند قدر المسئولية ولنترك خلافاتنا جانبا ونضع ايدينا في ايدي بعض فنحن ابناء وطن واحد ودينا واحد ولنكبر بحجم الوطن ولنسعى جاهدين على تحقيق حلمنا المنشود في اقامة الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة ولنجعل التهدئة الاعلامية شعارا لنا وعنواناً وممارسة نتخطى به كل الصعاب والعراقيل . [c1]* رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي والبحث العلمي[/c]
|
آراء
لذلك نؤكد على أهمية التهدئة الإعلامية
أخبار متعلقة