إعداد/هبة طهتعتبر الثقافة محصلة التفاعل بين ثلاث علاقات : مع الله ( العقيدة والدين ) ، ومع الآخر ( المجتمع والطبيعة ) ومع الذات ( الرغبات والغرائز والحاجات )، ما يعني أنها الجواب الذي تقدمه الجماعات البشرية لمشكلة وجودها ، والحلول التي يوجدها الإنسان للمشاكل المطروحة عليه من قبل محيطه، والثقافة بهذا المعنى هي التجربة التي تلخص الجوانب الإبداعية والاجتماعية والسلوكية والعقيدية، التي تسمح بالتمييز بين مجتمع وآخر وبين ثقافة وأخرى (2) .وكثيراً ما يبدو تعريف الثقافة مختلطاً بمفهوم الحضارة، إذ أن الثقافة إذا ابتدأت من الحاضر فإنها لا تستطيع أن تقطع علاقتها بالماضي حيث يقبع التراث الحضاري.ومع تعاقب الحقبات التاريخية وظهور المجتمعات وما يصاحبها من تفاعل اجتماعي مستمر ، تحدث التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تحدد طريقة الحياة والأنماط الحياتية في تلك المجتمعات ، فالقطعة الموسيقية أو اللوحة الزيتية أو القصيدة الأدبية أو النظرية الفلسفية ليس لها قيمة في ذاتها ما لم تحقق مطالب اجتماعية أو تعبر عن مشاعر وأحاسيس اجتماعية ، فليس من الخطأ إذا قلنا ( التراث الحضاري) بدلاً من (التراث الثقافي)، أو (الأنماط الحضارية) بدلاً من ( الأنماط الثقافية) وذلك بدون تحديد فني بين اللفظين .والثقافة الفنية الإسلامية كانت لها شخصية متفردة معمارية وفنية بدأت في رحاب المساجد وترعرعت فيه ثم انتشرت في جميع الأشكال الإبداعية كالخط والرقش والتصوير ، وفي جميع الأشكال المعمارية.هذه الفنون كانت من إنتاج وصنع الفنان المسلم الذي تشرب ثقافة واحدة وتوسع فيها، وكان ولاؤه المطلق والمستمر إلى رب واحد ، كان هو ملاذه ، وكانت أعماله وإبداعاته زلفى له ، يقدمها بحرية وطواعية ، فلم يكن هناك من إلزام ديني لإنجازها ، وقد ولد الفن الإسلامي مع ظهور الإسلام وانتشاره ، وتفاعل مع التأثيرات الفنية المختلفة التي وجدت في حضارات سابقة ، كما أثر الفن الإسلامي في كثير من فنون البلاد التي فتحت للإسلام على مر العصور .[c1]ثقافة الفن الإسلامي وفلسفته[/c]للثقافة الفنية الإسلامية خصوصية تميزها عن غيرها، وأول ما يلفت النظر في شخصية الفن الإسلامي، هو أنه يتمثل في أشكال مجرده نباتية أو هندسية أطلق عليها اسم الرقش (Arabrsque )، يختلط فيها أو يماثلها فن الخط العربي الذي تنوعت أشكاله حتى قاربت المائة شكل . وهذا الفن يتمثل في أشكال مشبهة محوره تقوم على التحوير وفقدان المنظور الخطي والكثافة ( ملء الفراغ ) .(1)وما يميز الفن الإسلامي عن غيره من الفنون كالتي ظهرت في الحضارات اليونانية القديمة، أو الحضارة الأوروبية الحديثة ، إن الفن الإسلامي أقام علاقة متفاعلة بين الفن والمادة ، فالفن الإسلامي ظل وحيداً من حيث الرؤيا الجمالية والفلسفية، ومن حيث الغاية والوظيفة فيما هو يتنوع في تحليلها، سواء على المعدن أو الخزف أو الورق أو الحجر أو الطين ... فلم تؤثر المادة على الجوهر الفني ، والتآلف الذي بين المادة والجوهر هو تآلف يشهد على غنى الجوهر الفني لا على غنى المادة، على العكس من كثير من الفنون الأخرى التي عرفتها الحضارات (5).والصفات الواحدة للفن الإسلامي عبر كل العصور وعبر كل الأنواع لا تعني أنه فن لم يتطور أو لم ينم، بل تعني أنه فن لم يغير في فلسفته وجماليته المستقلة على أساس التطورات السياسية والاجتماعية كما في الفنون الأخرى، والإضافات التي اكتسبها الفن الإسلامي بين عصر وعصر وبين نوع ونوع أنما هي إضافات لا تعد في الحقيقة كونها حلولاً جديدة أو احتمالات أو إمكانات لتوالد مبدأ الوحدة الذي التزمه الفن الإسلامي ، فقد حدث من ازدهار السلطة السياسية وانتقالها من مكان إلى مكان ومن زمن إلى زمن تطور في التقنيات، وفى إيجاد حلول جديدة، وتطويع مواد جديدة من دون أن يكون لذلك تأثير على الموقف الفلسفي أو الجمالي للفن الإسلامي .(5).[c1]الفن الإسلامي عبر العصور المختلفة[/c]انتشر الدين الإسلامي بعد هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحيثما انتشر انتشرت حضارة غنية كان الإسلام أساسها النظري والفكري ، ولأن الإسلام لم يكن متعدد المصادر ولم يكن مختلفاً في تأويله وممارسته رغم غزارة الاجتهادات فيه فإن الحضارة التي جاءت عنه كانت موحدة رغم غزارة الإبداع وتنوع أشكالها، وقد أثر الفن الإسلامي بالحضارات السابقة له في البلاد التي دخلها كما أثر فيها .[c1]الفترة الأموية [/c]مع قيام الدولة الأموية (41 - 132هـ ) في عاصمتها دمشق نمت التطورات الأولية للفن الإسلامي ، فالجامع الأموي وقبة الصخرة يشكلان المنطلقات الضخمة الأولى للفن الإسلامي في العمارة في فجر الإسلام بالأساليب الفنية التي كانت سائدة في بلاد الشام قبل دخول الإسلام لها ، حيث اقتبس تصميم هذه المساجد من تصميم بعض الكنائس التي كانت موجودة في الشام وإن اختلفت عنها في التفاصيل. (8)والفسيفساء التي تزين الجامع الأموي هي شهادة على تأثر الفن المعماري الإسلامي بالأساليب البيزنطية وتشكل واحدا من الموضوعات المتعلقة بجمالية الفن الإسلامي وخصائصه، فتزيين المساجد بالفسيفساء على طريقة الجامع الأموي وقبة الصخرة لم يتكرر في أي مسجد آخر، وبقدر ما يثير وجودها كعنصر أساسي من عناصر الجامع الجمالية ، فإن غيابها يسهل لنا الطريق لمعرفة أفضل بخصائص وصفات الفن الإسلامي التي ميزته وخصصته بين سائر الفنون السابقة له، فأهمية الفسيفساء هي في مدى استجابتها كمادة وأسلوب للرؤيا الجمالية التي راحت تتجلى مع انتشار الإسلام، أكثر من كونها أسلوباً شاهداً لفن سبق الإسلام وعمارته .ويمكن الإشارة هنا إلى الارتباط القوي بين الفن كتعبير غير مباشر ، والتحول الحضاري ، فالتجمع الأموي كل ليعلن انتصار الرؤيا الجديدة المتقدمة على المدن والمجتمعات كوحي ودين جديد واختيار مكان سبق وكان إعلاناً لرؤيا أخرى وهو أمر منطقي يفرضه منطق الانتصار (5) .وظهرت في هذا العصر الكثير من الفنون الزخرفية والفسيفساء ، والنحت والتصوير والمعادن التي يتجلى فيها تأثير هذا الفن الأموي المركب الذي استمد عناصره المختلفة من الفنون التي كانت سائدة في البلاد قبل الإسلام .[c1]الفترة العباسية [/c]عندما ظهرت الدولة العباسية (132 - 447هـ) نقلت العاصمة إلى بغداد القريبة من المدائن عاصمة الساسانيين وظهر النفوذ الفارسي الذي شجع انتشار الثقافة الفارسية في البلدان الإسلامية، ما كان له اثر الكبير في الثقافة الإسلامية التي كانت متأثرة حتى ذلك الوقت بالتأثيرات الكلاسيكية الموجودة في سوريا، وكان من نتائج انتشار الثقافة الإيرانية على يد العناصر الفارسية بدء حقبة جديدة في الفن الإسلامي تظهر بها المؤثرات الفنية الساسانية، في الوقت الذي قلت فيه الأساليب الهيلينسيتية والبيزنطية، كما تأثر الفن العباسي بالثقافة التركية التي ظهر نفوذها لأول مرة في العصر العباسي حيث اكتسب الفن الإسلامي عناصر وأساليب زخرفية مستمدة من أواسط آسيا لم تكن معروفة في الفن الساساني ولا البيزنطي ، وظهر ذلك في الحفر المشطوف في المنحوتات الحجرية والجصية والخشبية ، وكان من نتيجة امتزاج الثقافتين الفارسية والتركية على المسلمين في العصر العباسي دخول أشكال زخرفية جديدة للفن الإسلامي كالزخارف المجردة المحورة عن العناصر الطبيعية وتطور زخرفة التوريق وهو ما عرف بعد ذلك بالرقش (الأرابيسك )، ومن أهم انجازات الفن الإسلامي في العصر العباسي اكتشاف طلاء الأواني الخزفية بالبريق المعدني (8) .وقد خطت الفنون الإسلامية في العهد العباسي المبكر خطوة كبيرة في اتجاه دعم إسلامية وسائل التعبير المستوحاة من التقاليد الشرقية ، حتى أن الفن الزخرفي لم يعد منذ ذلك التاريخ يذكرنا إلا من بعيد بالفنون التي تأثر بها، وقد بلغ الطراز العباسي أوج عظمته في مدينة سامراء في القرن الثالث الهجري / التاسع عشر الميلادي وانتشر منها إلى سائر ديار الإسلام (4).ورغم استقلال ولاة بعض البلدان التابعة للدولة العباسية عن العباسيين بسبب ضعفهم إلا أن الطراز العباسي ظل سائداً في تلك الممالك بالإضافة إلى طرزهم المحلية ، مثل الطولونيين والبوهيميين والسمانيين والغزنويين . [c1]الفترة الأموية في أسبانيا[/c]أسس عبد الرحمن بن معاوية الدولة الأموية في أسبانيا( الأندلس) بعد نجاته من بطش العباسيين ( 138 - 422 هــ) واختار قرطبة كعاصمة لها ، وقد نتج عن فتح المسلمين لأسبانيا اتصال فنون وثقافات الشرق الأوسط بأوروبا الغربية ، وقد تميز الفن الأموي الغربي باحتفاظه ببعض الأساليب الكلاسيكية الموجودة في أوائل الفن الأموي في العصر الأول وبخلوه من نفوذ التأثيرات الفنية الأسيوية التركية التي ظهرت في الشرق الإسلامي، وظهرت هذه التقاليد الفنية الإسلامية في مسجد قرطبة، كما وجدت أيضاً بعض الأساليب الأوروبية المطورة كالعقود ذات الطابقين، وقد اختلطت أحياناً بعض الأساليب التوطية الغربية مع عناصر الفن الإسلامي مما نتج عنه فن أسباني إسلامي .وقد ظهر في هذا الفن الأندلسي أسلوب جديد خاص به وهو الميل نحو تحرير الوحدات الزخرفية ولكن بأسلوب يختلف عن الأشكال النباتية المعاصرة له ظهرت في سامراء وقد ساد هذا الأسلوب الجديد في كل ما أنتج من أشغال فنية . (8). [c1]الفترة الفاطمية [/c]وكانت عاصمتهم القيروان (358 - 567هـ) ثم انتقلت العاصمة إلى القاهرة بعد غزوهم لمصر . ويعتبر العصر الفاطمي بمثابة بداية ثانية للفن الإسلامي في مصر (5) .وكان الفن الفاطمي في شمال أفريقيا متأثراً بالأساليب المغربية والأموية، وفي القاهرة ازدهرت العمارة والفنون وتميزت بعناصر زخرفية تشهد على ما بلغه الفن الفاطمي من ازدهار، كما تأثر الفن الفاطمي بالثقافة الفارسية نظراً لأن الفاطميين كانوا شيعة المذهب ، وكان لهم رأي خاص في نفور الإسلام من الزخارف الآدمية، فنلاحظ أنهم أكثروا من استخدامها . (8) .وكانت الرسوم الآدمية والحيوانية هي العنصر الرئيسي في زخارف مصنوعاتهم الخشبية والعاجية ، كما أقبل فنانوهم على استخدام هذه الرسوم في زخارف الخزف الفاطمي ذي البريق المعدني الذي أجادوا صناعته .ظهرت بعد ذلك الكثير من الطرز الفنية الإسلامية في الدويلات المتعددة التي دخلت تحت لواء الإسلام مثل الدولة السلجوقية والتي يرجع الفضل إلى فنانيها في إدخال فن صناعة السجاد إلى العالم الإسلامي، حيث عرف المسلمون السجاد عندما دخلت قبائل التركمان الرحل في الإسلام في القرنين الثامن والتاسع الميلادي .(8)والطراز الأيوبي في مصر وسوريا (567 - 648هـ) الذي ظهرت فيه بعض التأثيرات البيزنطية والسلجوقية ، ولم يخلف لنا العصر الأيوبي الكثير من العمائر الدينية وذلك لانشغالهم بالحياة العسكرية والحروب التي تخللت عصر هذه الدولة .كما تعتبر الفترة المغولية في إيران (615 - 735هـ) ذات تأثير وأهمية في تاريخ الفن الإسلامي حيث دخلت عليه عناصر صينية جديدة .وهكذا في الفترات المملوكية والعثمانية نلاحظ تأثير الفن الإسلامي بالكثير من الأساليب الفنية والثقافات التي تميز البلاد التي دخلها الإسلام على مر العصور والفترات فمنذ العصر الأموي مروراً بالعديد من العصور المختلفة والدويلات وصولاً للفترة العثمانية .[c1]الفترة العثمانية [/c]بعد زوال حكم السلاجقة الأتراك لآسيا الصغرى في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي إثر هجوم المغول على بلادهم، حل محلهم عدد من الحكام المحليين الأتراك منهم أسرة المؤسس (عثمان طغرل) الذي اشتق اسم الدولة من اسمه، والذي حارب الإمبراطورية البيزنطية، وامتدت رقعة الدولة العثمانية حتى خضعت معظم بلاد المسلمين الغربية لهم .أصبحت للدولة العثمانية مكانة دينية في العالم الإسلامي بالإضافة للمكانة السياسية ، وأخذ الفن في تركيا مظهراً جديداً بعد أن غزا محمد الفاتح ( مدينة القسطنطينية) مركز الآثار البيزنطية ، فتأثر الفن الإسلامي بالطراز البيزنطي، وقام على يد الأتراك العثمانيين طراز فني تميز بكونه ملتقى للتيارات المختلفة، تيار بيزنطي في العمارة، وتيار إيراني كان له أثر في الخزف والنسيج والتصوير ،وتيار أوروبي ظهر في القرن السابع عشر عندما زاد اتصال العثمانيين بالبلاد الأوروبية، وقد امتد الطابع الفني الذي وجد في العاصمة القسطنطينية إلى جميع مراكز العالم الإسلامي التابعة للدولة العثمانية مثل دمشق وبغداد والقاهرة وتونس والجزائر، وكانت الأعمال الفنية التي تنجز في المراكز التركية تصدر إلى جميع بلدان الإمبراطورية العثمانية والأسواق الأوروبية .(8)وتميز الفن العثماني بظهور تطورات كبيرة في العمارة الدينية، وصناعة الأواني الخزفية الفريدة في ألوانها وأشكالها (8) .وهكذا يتجلى الفن الإسلامي في صورة فن له جذور تقليدية كثيرة، بالرغم من تجديداته الكثيرة في موضوعاته وعناها ، ومع أن الفن الإسلامي عندما بلغ انضج عصوره، وكأنه شيء لا مثيل له، ولكنه في الحقيقة تكون من أصول شتى بل تضمن أحياناً عناصر حضارية مناقضة لروح الإسلام وطبيعته ، ولكن المسلمون عندما طوروا فنهم على مر الزمن بذلوا جهوداً كبيرة لاستبعاد كل أثر للرموز التي تشير إلى أديان سابقة للإسلام .(7) .ومن الطبيعي أن تتأثر ثقافة المسلم بالعصور والأقاليم التي ظهر فيها حيث كان فيها من الأشكال والرموز التي تجافي المفاهيم الإسلامية، ولكن الإسلام كان من القوة أن استطاع مواجهتها وإدماجها في فنه ، وبالرغم من الأشكال الجديدة التي اتخذها الفن الإسلامي التي تمثل لغة فنية مستحدثة واسعة الانتشار، فإننا لا بد أن نقرر أنه كان في هذا الفن خط ثابت محافظ ووحدة شاملة متصلة أجزاؤها ببعضها، ورغم الاختلافات الشكلية التي وجدت في الأزمنة والأقاليم المختلفة التي ضمتها راية الإسلام ولكن يظل هذا الفن متميزاً بوحدة ترتبط أجزاؤها بخصائص عامة ذات طابع غالب موحد .المراجع :1 - البهنسي، عفيف. ( الفن الإسلامي ) ، 1406هـ ، 1986م .2 - الخشاب ، مصطفى ،( دراسة مجتمع ) ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 1977م .3 - الخولي ، أسامة . (العرب والعولمة ) ، مركز دراسات الوحدة العربية - بحوث ومناقشات ،د.ت.4 - الدولاتي، عبد العزيز . ( الفن العربي الإسلامي ) ، الجزء الأول / المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ، 1994م .5 - الصائغ ، سمير ، ( الفن الإسلامي ) ، دار المعرفة ، بيروت ، 1408هـ ، 1988م .6 - رايس ، دافيد .( الفن الإسلامي ) ، مطبعة جامعة دمشق ، 1397هـ ، 1977م .7 - شاخت ، جوزيف ، ( تراث الإسلام ) ، الجزء الأول ، عالم المعرفة ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، 1419هـ ، 1998م .8 - علام ، نعمت إسماعيل .( فنون الشرق الأوسط فى العصور الإسلامية ) ، ط ع ، دار المعارف ، القاهرة ، د. ت .
|
فنون
ثقافة الفن الإسلامي ومتغيراته عبر العصور
أخبار متعلقة