المبعوث الأممي جمال بن عمر في مؤتمر صحفي بعدن :
عدن / سبأ:دعا المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر كافة الأطراف إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.وقال بن عمر في مؤتمر صحفي عقده أمس في مطار عدن الدولي إن زيارته لليمن وكذلك إلى محافظة عدن تأتي في إطار الجهود التي تبذل من الأمم المتحدة من أجل مساعدة جميع الأطراف على تطبيق قرارات مجلس الأمن. وأضاف “ان حالة اليمن هي على جدول أعمال مجلس الأمن وانه صدر القرار الأول الذي دعا جميع الأطراف إلى عدم استعمال العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية واخرى تتعلق بحقوق الإنسان “. مشيرا إلى أن مجلس الأمن طلب من جميع الأطراف إيجاد تسوية سلمية ونقل سلمي للسلطة في اليمن وان الامم المتحدة ساعدت الاطراف على الاتفاق على خارطة طريق لنقل السلطة وتنظيم إدارة المرحلة الانتقالية التي مدتها سنتان وثلاثة اشهر .وأوضح ان مهام المرحلة الاولى تم انجازها وانها انتهت بالانتخابات الرئاسية المبكرة .. مضيفا اننا الآن في المرحلة الانتقالية الثانية واهمها الاعداد لمؤتمر حوار وطني شامل وكذلك اعادة صياغة الدستور وتنظيم انتخابات عامة بناء على الدستور الجديد في فبراير 2014م .وبين المبعوث الاممي ان قرار مجلس الامن رقم 2051 اشاد بالجهود الرامية الى انجاح العملية السياسية وانه اثنى كذلك وايد جهود الرئيس عبدربه منصور هادي بخصوص الجهود المتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة .. لافتاً إلى ان القرار اعترف بعدد من العراقيل الموجودة التي تعيق العملية السياسية وحذر من الجهود الرامية الى تقويض العملية السياسية واشار الى البند 41 من ميثاق الامم المتحدة المتعلق بالعقوبات .وقال “ ان البيان الاخير لمجلس الامن اكد على ضرورة التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل واكد على مشاركة الشباب والمرأة في هذا المؤتمر وان هناك جهوداً الآن وفريق من الخبراء يساعد اللجنة الفنية على الاعداد للمؤتمر والاستفادة من التجارب الدولية وتجربة الامم المتحدة في دعم حوارات في بلدان اخرى” .ودعا بن عمر جميع الاطراف الى المشاركة في هذا المؤتمر .. مشيرا الى انه سيكون فرصة تاريخية لليمنيين وأن اهم نقطة في جدول اعمال المؤتمر هي القضية الجنوبية .وقال : ناقشنا هذا الموضوع مع عدد كبير من الاطراف ومع عدد من المجموعات وممثلين عن الحراك الجنوبي ولما لمسناه خلال لقاءاتنا مع اطراف سياسية هو ان هناك اعترافاً عند الجميع على انه حان الوقت الآن لحل القضية الجنوبية وهناك اجماع في اليمن على ضرورة حل القضية الجنوبية وان يكون هناك حل عادل كما انه هناك اجماع كذلك على انه لا يمكن ان يكون هناك حل الا حلاً سلمياً وهو حل عن طريق الحوار الجاد والبناء بمشاركة الجميع “.وأضاف “ النقاش لا يزال مطروحا فيما يخص الاعداد لضوابط المؤتمر لكن الاتجاه العام أن هناك استعداداً عند الجميع على ان يكون هذا الحوار جاداً وسيتناول قضايا اساسية منها القضية الجنوبية .وحول لقاءات أمس قال بن عمر : اللقاءات كانت مفيدة لأننا نلتقي ونتحاور مع جميع الاطراف ولا يمكن معالجة القضية الجنوبية بدون مشاركة الاطراف الاساسية ومن ضمنها مجموعات الحراك. مشيرا الى انه استمع الى عدد من الآراء في هذا الاطار وركز على فكرة ان هناك اعتراف من الجميع على انه حان الوقت لحل هذه القضية بشكل عادل الى جانب اعتراف عند الجميع انه حصلت مظالم وحان الوقت لمعالجة الخروقات التي تمت في الجنوب والنظر للمستقبل .واكد بن عمر ان هناك فرصة تاريخية وهذا لن يتم الا بمشاركة الجميع في حوار شامل وبناء ومشاركة فاعلة لجميع الاطراف .وحول موقف الامم المتحدة قال : موقف الامم المتحدة واضح جدا وهو ان جميع الخلافات يجب ان يتم حلها عن طريق الحوار وندعو جميع الاطراف الى نبذ العنف كوسيلة لبلوغ اهداف سياسية ومهما تعقدت المسائل يجب ان تحل عن طريق الحوار المباشر ما بين الاطراف وهذا ما ندعو اليه .واضاف بن عمر قائلاً “ان الامم المتحدة موجودة في الشمال وفي الجنوب وان عمل الامم المتحدة في عدة مجالات منها الجانب الانساني والجانب التنموي انو لديها مكاتب في عدن وفي محافظات اخرى” .. موضحا انه بحكم قرار مجلس الامن رقم 2014 وقرار رقم 2051 طلب مجلس الامن من الامين العام القيام بمساع حميدة من اجل انجاح العملية السياسية في اليمن وانه بهذا الاطار ساعدت الامم المتحدة الاطراف على الاتفاق على خارطة طريق نقل السلطة مفصلة يتم تنفيذها الآن .واوضح انه تم تنفيذ بعض البنود واننا الآن امام مرحلة حاسمة هي مرحلة الاعداد لمؤتمر الحوار الوطني ومعالجة هذه القضية الوطنية المهمة مثل قضية صعدة والقضية الجنوبية والقضية الدستورية والقضايا الاخرى. مشيرا الى ان اتفاق نقل السلطة الذي يسمى بالألية التنفيذية هو وثيقة فيها عدد من المبادئ والاجراءات وخلقت عدداً من الهيئات وحددت عدداً من المهام المطروحة في اتفاق نقل السلطة .وقال : في اطار هذه الخارطة تم تأسيس حكومة الوفاق الوطني وتم الاتفاق على اجراء انتخابات مبكرة وبهذا الاطار ايضا تم الاتفاق على اصلاح المؤسسات الامنية والعسكرية واعادة تكامل القوات المسلحة وتم خلق لجنة عسكرية وفي اطار هذه الخارطة تم التعبير على فكرة توسيع العملية السياسية حتى يكون مشاركة الجميع بعقد مؤتمر حوار وطني شامل يعالج القضايا ذات البعد الوطني مثل قضية صعدة والقضية الجنوبية وكذلك الاتفاق على قواعد لعبة جديدة من اجل الدخول في انتخابا عامة في فبراير 2014م “.وحول تقييمه لوضع تنفيذ قرارات مجلس الامن وتنفيذ الآلية التنفيذية لاتفاق نقل السلطة قال : انه فعلا تقدمت العملية السياسية بشكل كبير لكن هناك عراقيل وتحديات وندعو جميع الاطراف إلى التعاون من اجل تذليل هذه الصعوبات .. مضيفا أن قرارات وبيانات مجلس الامن واضحة ودائما ركزت على ضرورة احترام حقوق الانسان ومحاسبة المسئولين على خروقات حقوق الانسان وان جميع القرارات والبيانات تحث جميع الاطراف على نبذ العنف وعلى ان لا يستعمل العنف كوسيلة لبلوغ اهداف سياسية.ولفت بن عمر الى ان المجتمع الدولي يتكلم بصوت واحد وان رسالة المجتمع الدولي عبر مجلس الامن هي واضحة وانه حان الوقت الآن لإنجاح عملية نقل السلطة وحل عدد من القضايا ذات البعد الوطني والدخول في حوار وطني شامل ومعالجة قضايا مثل اسباب التوتر في صعدة والقضية الجنوبية على ان تحل بشكل عادل وان هذا ما ورد في اتفاق نقل السلطة.واضاف بن عمر : رئيس الجمهورية حدد فترة زمنية للتحضير للمؤتمر وهذا التحضير لايزال جارياً واللجنة الفنية للتحضير للمؤتمر تقدمت وهناك نقاشات والاطراف كلها ممثلة باللجنة الفنية من اجل الاعداد الجيد لثوابت المؤتمر وكيفية ادارة المؤتمر وجدول اعماله والفئات المشاركة وباي حال وكيفية صنع القرار في اطار المؤتمر وما هي مختلف الهيئات التي سيتم خلقها في المؤتمر .. مشيرا الى أن هناك اعداداً جيداً وهناك تقدم وانه يتمنى ان تنتهي اللجنة من اعداد تقريرها النهائي ووثيقة ثوابت المؤتمر في اقرب وقت .وقال بن عمر : انا اكدت في عدد من تقاريري لمجلس الامن ان الوضع في الجنوب يحتاج الى معالجة خاصة، معنا شعب الجنوب يعاني من الخروقات خروقات حقوق الانسان وهناك مطالب حقوقية معروفة تتعلق بالظلم الذي حصل ضد عدد من الفئات وبالخصوص موضوع ابعاد عدد كبير من الموظفين من الخدمة المدنية وابعاد عدد من افراد القوات المسلحة وقضايا تتعلق بالأراضي هذه كلها مطالب كانت مثل المطالب اساس الشعارات التي رفعها الحراك السلمي منذ نهاية 2006م وبداية 2007م.واضاف : منظمة الامم المتحدة مرجعيتها هي القانون الدولي والاسس والاعراف الدولية بما فيها حقوق الانسان وبناء على ما ورد في قرارات مجلس الامن نطالب باحترام حقوق الانسان ومعالجة هذه القضايا ومطلب اعطاء حقوق الضحايا مطلب اممي، كذلك قرار مجلس الامن يدعو الحكومة الى اصدار قانون العدالة الانتقالية وكنا نحن في الامم المتحدة اول ما دافعنا على خطة متكاملة تعالج قضية العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية حتى تتحقق المساءلة واعطاء حقوق الضحايا والانتهاكات ونحن دائما ما نؤكد على انه للضحايا حقوق على ان يكون لهم حق في معرفة الحقيقة وحق المساءلة والتعويض من جراء الضرر والضمانات الا تتكرر خروقات حقوق الانسان .وجدد بن عمر دعوته للجميع الى الحوار والى الحلول السلمية ونبذ العنف. مؤكدا انه يرى ان هناك فرصة تاريخية لحل القضية الجنوبية وايجاد حل عادل.وقال ما نراه ان هناك اجماعاً في اليمن على انه حان الوقت لحل هذه القضية ونرى ان هذه القضية لا يمكن ان تحل الا من خلال مشاركة الجميع في حوار بناء يشارك فيه جميع الاطراف. مشيرا الى انه لديه لقاءات ومشاورات مع عدد من الفصائل والتيارات والفعاليات في الجنوب وان هذه المشاورات مستمرة وان هناك فعلا اطرافاً اكدت مبدئيا على ضرورة المشاركة في الحوار وان هناك تفاصيل اخرى يجب معالجتها ومواقف متعددة ولكنه مستمر في نقاشاته مع جميع الاطراف.