عزيز الصلويالثورات يخطط لها المفكرون ويضحي من اجلها البسطاء والفقراء وتعود بالنفع على الانتهازيين مقولة شائعة في تاريخ الثورات، وصار يتداولها المثقفون والسياسيون ويتعاملون معها كأنها مسلمة من المسلمات. فهل تنطبق هذه المقولة على جميع ثورات العالم ؟ وماذا عن ثورة 26 سبتمبر عام 1962 ؟في رأيي المتواضع أن هذه المقولة صائبة من حيث المبدأ، وهي قد تنطبق بشكل عام على أي ثورة شعبية في العالم رغم كونها مستنبطة من تاريخ الثورة الفرنسية، ولكنها بطبيعة الحال لا تسري على جميع الثورات، بنفس القانون أو الدرجة أو المعيار، ومدى انطباقها على ثورة هذا الشعب أو ذاك، مسألة نسبية، أي بنسبة قد تزيد وقد تنقص وذلك حسب البيئة التي تندلع فيها الثورة، وحسب ثقافة الشعب الذي يقوم بهذه الثورة ومكوناته ومعتقداته وقيمه الروحية والدينية، وحسب الأسباب التي قامت من أجلها الثورة والظروف أو المراحل التي تمر بها والمشاكل والعقبات التي تعترض طريقها والإفرازات التي تنجم عنها أو بعبارة موجزة حسب العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في هذه الثورات. ولم تكن الثورة اليمنية في 26سبتمبر 1962 بدعا من هذه الثورات، فقد مرت الثورة اليمنية - مثلها مثل أي ثورة أخرى - بنفس هذه التجربة، وآلت إلى نحو شبيه مما آل إليه غيرها من الثورات. بل لا أكون مغاليا إن قلت إن تلك المقولة أكثر انطباقا على الثورة اليمنية منها على أي ثورة أخرى في العالم، بما فيها الثورة الفرنسية نفسها، وربما أن الثورة اليمنية قد حطمت الرقم القياسي في تحقيق تلك المقولة، فلا توجد ثورة في العالم ظلم صانعوها ومفجروها والمدافعون عنها أحياء وأمواتا مثل الثورة اليمنية 1962.والحقيقة أن الشهيد علي عبد المغني لم يستشهد لكونه كان مغامرا - أو مثاليا كما زعم العميد يحيى المتوكل في مذكراته - إنما قتل بسبب أنانية الطائفيين الذين كانوا يبحثون عن شخصية لحكم اليمن الجديد ترضي ميول طائفة معينة في الوقت الذي كانت الحشود القبلية الكثيفة تتأهب للانقضاض على صنعاء.ومن أبرز الذين طالهم الظلم والتعمية والتغييب النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب، البطل الحقيقي لملحمة السبعين يوما والتي تقمصها غيره زورا وبهتانا وصفاقة ودون وجه حق.مصادر سيرة النقيب:وقد يعترض البعض قائلا: وما أدراك أنت من هو عبد الرقيب ؟ ومن أين لك بالمعلومات حول سيرته وأخباره، وهذا التعتيم الإعلامي المطبق حولها منذ حوالي أربعين عاما حتى كأن الخوض فيها ضرب من المحرمات، وأنما أنت ولدت في مرحلة لاحقة، ولم تعش المرحلة التي عاش فيها النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب ؟وفي الحقيقة فإن سيرة الشهيد البطل النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب لا تجدها في مذكرات القادة العسكريين، من أصحاب الرتب العليا والنياشين، ولا في مقابلات الوزراء والسياسيين المتمكنين ولا في كتابات القضاة والمعممين ولا في وثائق قادة الأحزاب ولا في ذلك الكم الهائل من الكتب والمذكرات الذي صدرت حول 26سبتمبر 1962 وحول ملحمة السبعين يوما .. لماذا ؟ لأن أكثر هؤلاء لم يكونوا موضوعيين ولا منصفين - هذا إن لم يكونوا أبعد ما يكون عن الأنصاف وعن الموضوعية - بل إن بعضهم كانوا متحاملين فغيبوا الحقائق وزوروا التاريخ ظلما وعدوانا وعن عمد وسبق إصرار وفساد نية، وصنعوا لأنفسهم تاريخا نسجوه من خيالاتهم وأوهامهم، ولا أساس له من الصحة، والبعض الآخر صاغوا للأجيال أو بالأحرى للشهرة وتخليد الذكر تاريخا مشوها يختلف عن التاريخ الحقيقي للثورة اليمنية، تاريخا لم يكن فيه نصيب من الذكر للثوار الحقيقيين والأبطال الأصليين، الجديرين بالتخليد والذكر، إنما هؤلاء كتبوا التاريخ من وجهة نظرهم وجعلوه على مقاسهم، وتبادلوا إطراء بعضهم بعضا وشهد كل منهم للآخر -كذبا وزورا وبهتانا - بأنه كان كذا وكذا، وهو لم يكن كذا ولا كذا، والمعلومات التي أوردوها عن أنفسهم وعن أصحابهم تفتقر إلى الحقيقة، وما نسبوه لأنفسهم ولأصحابهم من مواقف وذكريات بطولية يعكس فقط أمانيهم. إنما تجد سيرة النقيب الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب لدى بعض الضباط المتقاعدين المحبطين، والثوار المبعدين، ولدى بعض المغتربين المشردين، بل وحتى لدى بعض سائقي الأجرة المساكين، وبعض المزارعين محترقي الأجسام في القرى النائية، وغيرهم - من الذين أقصوا قسرا عن السلطة أو الجيش وأبعدوا عنهما إبعادا أو غيبوا في السجون المظلمة لسنوات وسنوات بعد أحداث أغسطس 1968 وممن عرفوا هذا البطل وعاشوا معه عن قرب في أحلك وأدق مرحلة من تاريخ الوطن والثورة اليمنية، وخبروا معدنه النقي الأصيل، وناضلوا معه في أكثر من موقع، وخاضوا بجانبه أو تحت قيادته عشرات المعارك في أكثر من جبهة وتعرضوا للموت وإياه عشرات المرات، ثم كان جزاؤهم بعد أن انقشع الظلام ووصلت السفينة إلى بر الأمان القتل أو السجن والتنكيل أو الإبعاد والتشريد وكان ذنبهم الوحيد هو أنهم أحبوا النقيب، رغم كونهم لم يحبوه لشخصه ولا هياما به ولا تعصبا لعرقه أو لونه أو دينه أو طائفته . إنما أحبوه لوطنيته ونبله وإخلاصه، ولشجاعته النادرة، ومواقفه البطولية التي تجلت في الشدائد والأزمات والمحن التي عصفت بالوطن والثورة و التي كانت المحك الحقيقي والاختبار العملي الذي انكشفت من خلاله معادن الرجال، وتأكدت فيه بطولة الأبطال .أبرز صفات النقيبوقد كان النقيب أحد هؤلاء الرجال الأبطال ولا فخر، وكان مثالا رائعا للوطني المخلص في وطنيته والصادق في ولائه لأمته، والشجاع المقدام، الذي تجده دوما في المقدمة وفي خطوط النار والمتفاني في الدفاع عن الثورة والجمهورية بكل ما يملك، وهو لم يكن يملك على أي حال سوى روحه ودمه ليقدمهما قربانا فداء للثورة والجمهورية، وسوى فكره الخلاق والمبدع الذي يستخدمه في التخطيط لكيفية التصدي لأعداء الوطن الموتورين، وسوى حب جنوده له، وكان في ذلك مثلهم الأعلى الذي يقتدون به، ويلتفون حوله عند الخطر وفي أحلك الظروف في زمن عز فيه الرجال أمثاله.ويكفي النقيب شرفا وفخرا أنك لم تسمع عن قائدٍ عسكريٍ يمني، أحبه جنوده وزملاؤه والمرافقون له، مثل النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب، لماذا ؟لأنه كان نعم القائد إنسانية وتواضعا - فوق ما كان يتمتع به من مواهب قيادية فذة، ورجولة متكاملة، وشخصية رزينة جذابة، لا يملك المرء أمامها إلا أن يحترمها ويعجب بها، وفوق ما كان يتميز به من همةٍ عالية ونشاطٍ منقطع النظير وغير ذلك من الصفات التي لا يتحلى بها إلا العظماء .لقد كان النقيب يبدو بين جنوده، وكأنه واحد منهم، لم يكن يخص نفسه بشيء دونهم - وحتى في الميدان أثناء احتدام المعارك وتحت القصف، ونشوب القتال - ولم يكن يظهر أي نوع من التعالي والأثرة والغرور عليهم، فهذه الصفات لم تكن من شأنه ولا من خلقه، ولم يكن لها أي وجود في قاموسه، وأنى لها أن توجد فيه وهو ابن الريف البسيط والفقير والذي بنى نفسه بنفسه، وكافح وناضل من أجل مستقبله ونال ما نال من تفوق بجهوده وأعصابه.كما كان النقيب الشهيد -رحمه الله - يتفقد أحوال جنوده، ويقاسمهم همومهم وآلامهم وكانت أكبر همومهم حينذاك هو إحباط كيد الكائدين ومكر الماكرين والانتقال بالوطن إلى بر الأمان وكان النقيب أكثر من يحمل هذا الهم في ضميره وعلى أكتافه .ولهذا أحبوه، وكان جديرا باحترامهم وتقديرهم، لأنه لم يتملقهم أو يشتر ولاءاتهم وأنى له أن يفعل ذلك، ومن أين له أن يفعل ذلك ؟ وهو الضابط الذي لم يكن يملك سوى راتبه، بل إن هذا الراتب لم يكن متوفرا أحيانا نتيجة للظروف القاسية وما تعرضت له الثورة من سلب ونهب ليس على أيدي المناوئين لها فقط بل أيضا على أيدي بعض المحسوبين عليها من المجردين من كل خلق وضمير، وهم الذين هرولوا فرارا لينجوا بجلودهم أو ذابوا ذوبان الملح، مع أول رصاصة يطلقها المحاصرون لصنعاء.وهذا وغيره قد رفع من شأن النقيب، وجعله يتصدر واجهة الأحداث، بكفاءة واقتدار، لاسيما في ملحمة السبعين يوما، فقد كان النقيب قطب الرحى في هذه الملحمة، وتجلت من خلالها بطولته و تضحيته ومواهبه القيادية بأنصع صورة وعلى أحسن وجه، وكان ذلك بعد أن توارى الآخرون من القادة العسكريين الكبار والمسؤولين السياسيين المتنفذين، واختفوا من الساحة، وانتقلوا - يا للعار - إلى مدن اليمن الآمنة، مثل تعز والحديدة أو لجأوا وفي جيوبهم أموال الوطن المستباح إلى العواصم العربية والأجنبية، مثل أسمرة وبيروت والقاهرة . فرارا من الزحف، وهربا من نار الجحيم التي فرضت على الجمهورية والجمهوريين، ونجاة بجلودهم من هول المعركة الحاسمة تاركين الوطن خلفهم فريسة سهلة ولقمة سائغة للملكيين وللمرتزقة - أو هكذا ظنوا _ بيد أن الله خيب ظنهم فلن يكون الوطن سهل المنال مادام لا زال فيه أبناء أوفياء، وبررة كرام، من أمثال النقيب وكثير غيره ممن لا مجال لذكرهم الآن، وذلك ما كان - وما كان يجب أن يكون - فقد ارتفعت هامة الوطن عاليا بأيديهم، وتحطمت آمال وأحلام الملكيين والمرتزقة والظلاميين على صخرة صمود الشعب اليمني في الداخل، بقيادة أولئك الرجال المخلصين، لله درهم.حصار السبعين وفضيحة التقليديين إن نظرة سريعة على ملف ملحمة السبعين يوما، هذه الملحمة الخالدة التي تعتبر الحدث الأبرز الكبير بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 توضح أن القوى التقليدية التي كان بأيديها مقاليد الحل والعقد قبل وأثناء الحصار من المسؤولين العسكريين والمدنيين البارزين والمشايخ المتنفذين والمدعومين من الخارج، لم يكن لديهم أي رغبة أو استعداد للتضحية أو للمقاومة، فقد أصابتهم الحشود الإمامية بالفزع، وكان المال العام قد جرى بأيديهم وذاقوا حلاوته فركنوا إلى الراحة، إنما كان همهم الأبرز وجهدهم الأكبر منصبا على المصالحة المزعومة ومصالحة مع من؟ مع من يسدد حربته إلى نحرك كي يقتلك. والواقع أن تلك المصالحة لم تكن تعني في ذلك الوقت سوى شيء واحد ألا وهو الاستسلام من دون ثمن وبدون أي ضمانات.وكانت المصالحة مع الملكيين فكرة سعودية في الأساس وقبلت بها مصر بعد أن اسقط في يدها بعد هزيمتها المؤلمة في عدوان يونيو 1967وصادفت هذه الفكرة هوى في نفوس بعض الطائفيين والمناطقيين من ذوي القلوب المريضة الذين اعتادوا على التسلط وأكل السحت وقهر الآخرين في العهد الإمامي البغيض. فهؤلاء - في الواقع - عز عليهم أن يروا أبناء المناطق الوسطى والجنوبية يتدفقون بالمئات بل بالآلاف إلى صنعاء الثورة والحرية، صنعاء التاريخ والحضارة، وحز في نفوسهم أن يشارك هؤلاء المنبعثون من القبور في الحكم وأن ينخرطوا في تشكيلات الجيش وقوات الأمن، وهم المحكومون والمضطهدون والمرؤوسون دوماً، علما أن الجيش حتى عام 1968 كان معظمه من المحافظات الجنوبية في الجمهورية العربية اليمنية سابقاً، لأن أبناء المناطق الشمالية كانوا يقاتلون في صف الإمامة، وكيف لا ؟ وهم كانوا ذخيرتها وعماد سلطتها وتسلطها والمستفيدين منها أيضا طيلة ألف عام. وإن كثيرا من أولئك الطائفيين والمناطقيين كانوا بلا قواعد شعبية، وكان وجودهم في السلطة عبئا على الوطنيين الشرفاء وحملا ثقيلا على اليمن الجديد وقد فاقم من مشاكل الثورة والجمهورية، وعرقل مسيرتها، حيث لم يكن هم هؤلاء سوى السيطرة على مقاليد الأمور والتحكم في شؤون البلاد والعباد جريا على ما اعتادوا عليه في العهد البائد متجاهلين التغيير الذي حدث ومتطلبات الواقع الجديد، ولذا فقد روجوا لفكرة المصالحة المزعومة تلك حتى لا يذوبوا في المناضلين القادمين من الجنوب الذين هبوا منذ أول لحظة للدفاع عن الثورة والجمهورية حاملين هاماتهم على أكفهم، ولكي يحافظوا على التوازن القائم، من أجل ذلك كان تلهفهم على المصالحة لدرجة الاستجداء والإذلال، وتقديم التنازلات والمبادرات المشبوهة. وليت أنهم اكتفوا بذلك فق، ولكن أولئك المحسوبين على الثورة والجمهورية - والذين كانوا في الواجهة والذين كان يفترض بهم بالتالي أن يتولوا القيادة وأن يعلنوا حالة الاستنفار والتعبئة العامة للفداء والتضحية - تقمصوا دور المرجفين في المدينة، فأخذوا - بينما كانت الحشود الملكية الحاقدة تقترب من صنعاء - في ترويج الشائعات حول عدم توافر عوامل المقاومة من سلاح وذخائر ومحروقات وأموال، وفي قراءة البرقيات الواردة من قادة المناطق والتي تدعو للانهزامية وتعلن إفلاس الدولة وفراغ ذات اليد على رؤوس الأشهاد وإشاعة كل ما من شأنه تثبيط هذه المقاومة وإحباط معنويات المتحمسين للدفاع عن صنعاء و الراغبين في أن يفدوا الوطن بأرواحهم. إذن كيف كانت مقاومتهم بعد ذلك ؟ لقد قاوموا بعد ذلك بعد أن صفعهم الملكيون وأبوا منهم إلا الركوع والخنوع المطلق ولأن الذين اكتووا بجحيم العهد الأمامي، وخرجوا من مقابر الحكم الملكي والذين تمثلوا أهداف الثورة وتنفسوا نسيم الحرية وجرت في عروقهم وشرايينهم، وعلى رأسهم النقيب وزملاؤه من شباب اليمن الأبرار ضربوا عرض الحائط بفكرة المصالحة، تلك الفكرة المشبوهة التي كان يروج لها أولئك المبطلون والطائفيون والمترددون المتخاذلون.وعندها لم يكن أمامهم من خيار سوى المقاومة، فكما كان الحصار مفروضا عليهم، كانت المقاومة مفروضة عليهم أيضا. وهل يعقل أنهم أجبروا على المقاومة ؟ أجل أجبروا لأن خروجهم من صنعاء وقد خرج الكثيرون منهم من قبل وفي وقت مبكر من الحصار معناه أن سيطرتهم الطائفية والقبلية على الدولة في حال كان النصر حليفا للمقاومة - وذلك أمر وارد بسبب ما تتحلى به هذه المقاومة من روح معنوية عالية وبسبب رغبتها الحقيقية في التضحية تحت شعار الجمهورية أو الموت وبسبب التأييد الشعبي الجارف للثورة والتي كان جلها من مناطق إب وتعـز والبيضاء والحديدة ستزول إلى الأبد، وستؤول ثورتهم العكسية التي كانوا قد بدأوها عشية الثورة إلى الفشل . فكان لا بد أن يبقى نفر منهم في صنعاء حتى يكونوا واجهة إعلامية للمقاومة، ولكي يظلوا ممسكين بقواعد اللعبة التي كانت همهم الأول والأخير. وللأسف الشديد - ونظرا لما يتحلون به من طبائع غادرة وأساليب ماكرة وبسبب خستهم وأنانيتهم وعقدة الامتياز التي تسيطر عليهم - فقد نجحوا في ذلك وسرقوا الانتصار من أصحابه الحقيقيين وكان جزاء هؤلاء جزاء سنمار - وإن أولئك الخبثاء هم أنفسهم الذين سرقوا الوحدة في عام 1994 واستأثروا بها لأنفسهم دون صناعها الفعليين، وحالوا دون أن يستفيد منها الملايين من اليمنيين.إن قصة النقيب الشهيد البطل عبد الرقيب عبد الوهاب أحمد نعمان الذبحاني قصة حافلة بالبطولة والرجولة والفخر بكل ماتعنيه هذه الكلمات من معنى، ولذا فإن الطائفيين والقبليين المتخلفين ومصاصي دماء الشعب اليمني المظلوم وبسبب ما في قلوبهم من غل على النقيب وعلى كل الوطنيين الشرفاء يحاولون وأدها عن عمد وعن سبق إصرار وباستماتة حتى لا ترى النور، ولكي تصبح نسيا منسيا - أو كما قال الشاعر: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا** أنيس ولم يسمر بمكة سامرُهكذا يريدون الأمر أن يكون قاتلهم الله أنى يؤفكون وكأن النقيب الشهيد البطل لم يكفه ما ناله من غدرهم ومكرهم ومؤامراتهم الدنيئة والحاقدة في اغتياله وما ناله من ظلم وتشهير ودعاية كاذبة على أيديهم وبألسنتهم وبأفواههم . ما ذا أقول ؟ وماذا أكتب عن النقيب ؟كثير من الذين ضحوا وناضلوا، وكانوا كالشموع التي تحترق ليضيء المجتمع، ثم ظلموا وآل أمرهم إلى النكران والجحود، أو كان جزاؤهم جزاء سنمار، وهذه حقائق معروفة في التاريخ، ولكن كل ذلك شيء وما حل بهذا الشاب النبيل المخلق والوطني النزيه الثائر أدهى وأمر.
النقيب الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب أسطورة فداء وتضحية
أخبار متعلقة