القدس /متابعات:المسحراتي مهنة قديمة كان لها صداها فيما مضى، قبل أن تتحول حاضراً إلى مجرد مظهر من مظاهر شهر رمضان الفضيل، إلا أنها لا زالت سارية في بعض البلدان الإسلامية.وليس غريباً أن نرى شاباً أو شيخاً مسناً يحمل طبلاً أو دفاً ليوقظ الناس على السحور خصوصاً الأطفال الذين ينادي عليهم بالاسم ليدخل عليهم شيئاً من البهجة والسرور، إلا أن الغريب والطريف أن يمتهن هذه المهنة ويقوم بها رجل مسيحي.هذا ما يقوم به ميشيل أيوب (32 عاماً)، من قرية المكر بعكا داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، حيث يتولى مهمة إيقاظ النائمين للسحور، إذ يتجول في أزقة البلدة القديمة في عكا قبيل الفجر منادياً السكان ليستيقظوا ويتسحروا في رمضان.ويقول ميشيل إنه بدأ في هذه المهمة التي لا يتلقى أي أجر مقابلها منذ سبع سنوات، مضيفاً: “نسحر كثيرين في عدة أماكن، هم أهلنا، وهذا شيء يدعو للفخر ونتشرف به”.ويعمل ميشيل في حرفة البناء خلال النهار ويؤدي دور المسحراتي التقليدي خلال شهر رمضان، وذكر أن كثيراً من الناس يدهشهم أن يعمل مسيحي بمهنة المسحراتي في الشهر الذي يصوم فيه المسلمون، ويؤكد أنه لا يرى فرقاً بين مسيحي ومسلم.ويجول ميشيل قارعاً طبله، ينشد ولا يهدف إلى ربح أو جزاء مادي، يسعى فقط إلى خلق أجواء رمضانية حميمة في مدينته رغبةً في إحياء تقاليد مستمدة من التراث تكاد تندثر في ظل طغيان مظاهر الحياة العصرية.ولقيت مبادرة ميشيل المسحراتي استحساناً من سكان القرية مسلمين ومسيحيين، كما قامت جهات إسلامية بتكريمه عرفاناً له بالجميل في هذه الخطوة التي توطّد العلاقات الأخوية في المدينة.
|
رمضانيات
مسحراتي مسيحي يوقظ أهالي عكا لتناول السحور
أخبار متعلقة