سطور
جمال كرمدي في القريب العاجل سترى في قناة عدن الفضائية عاملات النظافة والمراسلات وغيرهن قد تحولن إلى مخرجات بقدرة قادر !!... بالإخراج في تلفزيون عدن أسهل وظيفة للجنس اللطيف، لهذا تجد عدد المخرجات في القناة قد تجاوز الرقم القياسي في كتاب ( جينيس للأرقام القياسية ).. والشيء العجيب في الأمر أن مفهوم الإخراج التلفزيوني لدى البعض منهن هو عبارة عن مجرد وظيفة روتينية لا أقل ولا أكثر مثلها مثل أي وظيفة أخرى!!!.وأن أكثرهن ليس لديهن مؤهلات علمية في مجال الإخراج التلفزيوني ويفتقرن إلى الكفاءة المهنية والخبرة العملية في هذا المجال الحيوي والهام في حياتنا الفنية.. حتى اللواتي درسن مؤخراً في قسم الإعلام التابع لكلية الآداب أكثر هن غير صالحات كمخرجات لأن الإخراج فن، والفن أساساً يعتمد على الموهبة لا على الشهادة أو الدرجة العلمية أيتها المخرجات ( بالجملة ). ونظراً لتزاحم عدد المخرجات في قناة عدن الفضائية فإن البرامج التي نشاهدها في التلفزيون يومياً يخصص لكل برنامج ثلاث مخرجات في للهول ويا للعجب!!..الشيء الآخر والمؤسف جداً في تلفزيون عدن العريق بتاريخه الثقافي والفني واقع الدراما ومهزلة الإخراج الدرامي فإن طوابير من المخرجين والمخرجات يتسابقون نحو بوابة الدراما ليس من اجل الفن والإبداع وإنما من اجل الكسب والارتزاق بسبب ارتفاع أجرة الإخراج الدرامي عن باقي الأجور المهنية الأخرى لاسيما في المواسم الرمضانية التي تتكاثر فيا المسابقات التلفزيونية والمسلسلات الدرامية. لهذا السبب فإن الدراما في قناة عدن الفضائية تعيش واقعاً مأساوياً بسبب الكثير من المخرجين والمخرجات المتطفلين والمتطفلات على فن الإخراج الدرامي الذين أوصلوا الدراما إلى مستوى الحضيض!!؟. باعتقادي أن طبيعة عمل المخرجين والمخرجات في تلفزيون عدن أشبه بالجنود الذين يتلقون أوامرهم من قادتهم للذهاب إلى أي جبهة !!.إنها فعلاً مهزلة الدراما والإخراج وعدم الاحترام لهذه المهنة الإبداعية الخلاقة التي أساسها الخلق والإبداع. وتأكيدا منا على مصداقية طرحنا هذا وموقفنا الصريح والواضح تجاه تلك المخرجات ( بالجملة ) فلدينا مثال على مهزلة الدراما والإخراج.. فالمسلسل الدرامي الرمضاني ( جحجوح ) للكاتب المعروف فيصل بحصو، هذا المسلسل سحب من يد مخرج أكاديمي متخصص في مجال الإخراج الدرامي وسلم إلى يد مخرجه مبتدئة وركيكة لأول مرة تخرج مسلسلاً درامياً متكاملاً.. والمخرجة للأسف لديها علم مسبق بأن المسلسل ضعيف فنياً وموضوعياً، هكذا قالها نائب رئيس قناة عدن الفضائية الأستاذ فارس عبدالعزيز وصرح بها رسمياً وفي مكتبةهأمام المؤلف نفسه وأمامنا جميعاً .. بالإضافة إلى اطلاعها المسبق أيضاً على ما نشرته بعض الصحف الأهلية عن مسلسل ( جحجوح ) وساءته إلى أبناء عدن خاصة والجنوب عامة لكون المسلسل يتشابه مع واقعة المسلسل الدرامي الشهير ( دحباش ) وأنهما أي جحجوح ودحباش وجهان لعملة واحدة.. وكلاهما يعزز أن ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. إن كل تلك المعطيات الأولية تؤكد مدى مصداقيتنا بأن الكثير من المخرجات يفتقرن إلى أهم مقومات الإخراج ( الوعي والمعرفة ) وعدم إدراكهن الأبعاد الموضوعية للعمل الدرامي.. لأنه يتوجب على المخرج أو المخرجة أن يكون لهما موقف فكري وأيديولوجي مستقل.. فالإخراج فكر وإبداع وليس مجرد ( بلهتة ) وارتزاق!!؟ أوقفوا مسلسل ( جحجوح) فالإخراج في غاية الركاكة والنص مبعثر موضوعياً والتصوير مهزوز وغير واضح واللقطات غير مركزة والتمثيل للأسف تهريج في تهريج وحرام أن يصرف (20) مليون ريال على مسلسل فاشل إخراجياً!!.