علوم الفضاء
واشنطن/متابعات:أكدت دراسة حديثة الأسباب التي تم التوصل إليها في وقت سابق حول أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض ما دعا أحد العلماء الذين كانوا متشكيين في أن النشاط البشري قد يكون له علاقة بالظاهرة إلى التراجع عن رأيه.وقال ريتشارد مولر في مقال نشرته إحدى الصحف الأمريكية «يمكن أن تطلقوا علىّ متشككٌ تراجع عن رأيه.»ويقود مولر، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا، مشروعا لدراسة الكرة الأرضية يطلق عليه اسم مشروع بيركلي يستخدم أساليب حديثة وبعض البيانات الجديدة لاختبار مدى صحة النتائج التي يتوصل إليها الباحثون الآخرون حول التغيرات المناخية.وتؤكد أحدث هذه الدراسات ما توصلت إليه مجموعات بحثية أخرى بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري ، وتشير الدراسة لى أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية على مدى 250 سنة مضت.ويقول فريق العمل في الدراسة إن هناك توافقا جيدا بين تسجيلات درجات الحرارة الجديدة والبيانات التاريخية حول انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن النشاط البشري هو «التفسير الأكثر وضوحا» لارتفاع درجات الحرارة.وتؤكد الدراسة على النتيجة السابقة التي تقول إن درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفعت بمقدار 0.9 درجة مئوية خلال الخمسين عاما الماضية فقط.وفي مقال له بصحيفة نيويورك تايمز، قال مولر: «قبل ثلاث سنوات، وجدت أن هناك مشكلات في دراسات سابقة حول التغيرات المناخية، ما جعلني أتشكك في وجود ظاهرة الاحتباس الحراري من الأساس.»وأضاف: «في العام الماضي، وفي أعقاب جهود بحثية مكثفة ضمت العشرات من العلماء، توصلت إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة حقيقية وأن التقديرات السابقة لمعدل ارتفاع درجات الحرارة كانت صحيحة، وأنا الآن أتقدم خطوة للأمام وأقول: البشر هم في الغالب السبب الرئيسي.»رأي مختلفإلا أن جوديث كاري من معهد جورجيا للتكنولوجيا، وهي أيضا من المشاركين في مشروع بيركلي، امتنعت عن المشاركة في إعداد هذه الدراسة الأخيرة لأن لديها وجهة نظره مختلفة.وقالت كاري معلقة على هذه الدراسة: «إن ورقتهم البحثية حول سجلات الحرارة خلال فترة 250 عاما الماضية إنتهت إلى أن أفضل تفسير لظاهرة الاحتباس الحراري هو احتباس الغازات داخل الغلاف الجوي، وهذا التحليل الذي قدموه كان مبسطا جدا، ولم يكن مقنعا بالمرة من وجهة نظري».وقالت كاري لصحيفة نيويورك تايمز: «دعيت للمشاركة في هذه الدراسة الجديدة، ولكنني امتنعت، ولكنني أعطيتهم تقييمي لها».وأضافت: «انتقدت هذه الدراسة بشدة، ولا أعتقد أنها ستضيف أي شيء جديد لفهمنا لأسباب ارتفاع حرارة الأرض».ويصف مولر التغير الذي حدث لرأيه بأنه «نقطة تحول تام».وأوضح: «هذه النتائج هي أقوى من تلك الخاصة بالفريق الحكومي الدولي المعني بتغيرات المناخ، ومجموعة الأمم المتحدة التي تحدد التوافق العلمي والدبلوماسي بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري».وأضاف: «آمل أن يساعد مشروع بيركلي في إنهاء الجدل حول ظاهرة الاحتباس الحراري وأسبابها البشرية».