نافذة
اعداد/ البرنامج اليمني للسلامة الإحيائية:يحتاج جسم الإنسان ، عبر مراحل حياته، إلى الغذاء الذي يمده بمقومات نموه كالبروتينات (Proteins) وكذلك العناصر الغذائية الصغرى ( الفيتامينات والمعادن) التي تحميه من الإصابة بالعديد من الأمراض مثل فقر الدم (Anemia ) والعشى الليلي ( Night Blindness) وتضخم الغدة الدرقية (Goiter). وتعتبر الفئات الحساسة ( Sensitive groups) في المجتمع، وتشمل الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والمرضى والأشخاص المعانين من ضعف المناعة (مثل المصابين بالايدز- ِAIDS patients)، أكثر تأثرا بأعراض نقص العناصر الغذائية في الجسم . وتفيد البيانات الصادرة من منظمة الاغذيه والزراعة، الفاو 1993 FAO، وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة بان عدداً من سكان اليمن يعانون من فقر الدم ، والعشى الليلي ( عند الأطفال)، وتضخم الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض المرتبطة بمكونات الغذاء. وبدا يتضح جليا أهمية تناول الاغذية بالكميات المناسبة وبالنوعية الملائمة للنمو الطبيعي للجسم، لتجنب اعراض نقص التغذية ((Undernutrition و أيضا سوء التغذية (Malnutrition). وبهذا الصدد ، نجد أن دساتير بعض الدول تنبه إلى ضرورة توفر الغذاء الكافي والصحي لشعوبها . من جهة أخرى، فإن أقطارا عديدة تخلو دساتيرها من الإشارة إلى حق توفير الغذاء الكافي والملائم لمواطنيها، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، واستراليا، والجزائر، واليمن، ومصر، والبحرين، والنمسا، وجيبوتي وغيرها، بحسب إفادة المصدر سالف الذكر.بصفة عامة، يعرف الغذاء بأنه المادة التي يتناولها ( أو ماء الشرب) الإنسان ( أو الحيوان) حيث يقوم الجسم بعمليات الهدم والبناء لها - يطلق عليها عمليات التمثيل الغذائي في الجسم ( Metabolism)- حتى يتمكن من الاستفادة من العناصر الغذائية فيها. واستنادا إلى أدبيات منظمة الأغذية والزراعة، فان الغذاء السليم لايسبب ضررا عند استهلاكه بصورته المعدة لاستخدامه كغذاء. من جهة أخرى، فان منظمة الصحه العالمية (WHO ) تعبر عن سلامة الغذاء من المنظور المرتبط بالأمراض الناجمة من تناول الغذاء ( Food-Borne Illnesses) الذي يحتوي على مركبات ضارة بالصحة. وفي مؤتمر الغذاء العالمي (نوفمبر 1996 م) الذي عقد في روما، تم التأكيد على ان اكثر من 800 مليون شخص في العالم لا يمتلكون غذاء كافياً لتلبية احتياجاتهم الأساسية من العناصر الغذائية. وقد تعهدت الدول بالتخلص من المجاعة وتحقيق الأمن الغذائي ، على أن يتم تخفيض أعداد البشر المعانين من قلة التغذية الى النصف قبل 2015 م . وتفيد الأرقام بان تعداد العالم سيتجاوز 6 مليارات نسمة بنهاية 2004م، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود لتوفير الغذاء اللازم لاحتياجات الأعدادات الهائلة من البشر في العالم . وتجدر الإشارة هنا الى ان سلامة الغذاء لها دور في تقليل فاقد مابعد الحصاد من المنتجات الزراعية ( والسمكية أيضا). وقد ذكر القرآن الكريم، وقبل أكثر من أربعة عشر قرناً، أهمية تخزين المحصول الغذائي والحفاظ على سلامته لتجنب المجاعة بقول الله عز وجل: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) الآيات 47-49 ، سورة يوسف. ومن المعروف أن تخزين الحبوب في سنابلها يعيق فسادها نظرا لان السنابل تحمي الحبوب بداخلها من مهاجمة الكائنات الحية كما ان مكونات مانعة للفساد موجودة في السنابل. ولسلامة الغذاء دور فعال في زيادة إنتاجية الأفراد، على المستوى القطري أو العالمي، كون الإصابة بالتسمم الغذائي تؤدي إلى تدهور الصحة ومن ثم عدم القدرة على العمل والإنتاج لعدة أيام أو أسابيع تبعا لنوع وحدة التسمم . وبناء عليه فان كميات اكبر من الأغذية يمكن الحصول عليها لإشباع رغبات السكان في العالم، خصوصا، إذا توفرت لديهم القدرة الشرائية للحصول على المنتجات الغذائية. نجد أن الأغذية الطازجة تمثل 58 % ( متوسط 93-1996م ) من إجمالي قيمة الصادرات الزراعية في دول الشرق الاوسط (منها اليمن) وشمال افريقيا. وتبلغ قيمة الصادرات الزراعية إلى دول الاتحاد الأوربي حوالي ملياري دولار أمريكي في 1995/1996 م. وتقع اليابان في المرتبة الثانية، بعد الاتحاد الأوروبي، بالنسبة لقيمة الصادرات الزراعية ، تليها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا مجتمعتان. وفيما يتعلق بالصادرات الأمريكية للأغذية إلى اليمن، تفيد الأرقام المدونة في تقارير إدارة التجارة العالمية ( وزارة التجارة الأمريكية، 2002م) بان قيمة هذه الصادرات وصلت إلى 9.5 مليون دولار في 2000م. تلوث الأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى ( الاسماك، الحيوانات، العلائق، وغيرها) بالمواد والعناصر الضارة بالصحة والبيئة، يجعل المنتجات غير صالحة للاستهلاك المحلي أو التصدير. ظهور مرض الكوليرا في بيرو في 1991م أدى إلى فقد ماتقرب قيمته من 700 مليون دولار من الاسماك ومنتجاتها التي لم تعد صالحة للتصدير نظرا لتفشي وباء الكوليرا في ذلك البلد.