بحجة حاجتها للأراضي التي تسكنها (8) قرى من أجل تدريبات جيشها
احد العائلة المشردة من سكان الكهوف
الضفة الغربية / متابعات : قرر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك هدم ثماني قرى فلسطينية جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وطرد كل سكانها العرب بداعي أن أراضي هذه القرى يحتاجها الجيش من أجل تدريباته العسكرية.واعتبرت مصادر من منظمة «بيت سيلم» الإسرائيلية أن هذا قرار خطير ويمهد لضم أراضي المناطق الجنوبية في الخليل لصالح إسرائيل، كما أنه سيؤدي إلى تهجير 1500 فلسطيني في هذه القرى عن أراضيهم.ويشمل قرار باراك سكان قرى (مجاز، التبانة، صفي، الفخيت، الحلاوة، المركز، جنبا، وخروبة)، وتعرف هذه القرى بـ«مسافر يطا» كما يفضل البعض تسمية سكانها بـ«سكان الكهوف»، حيث يعيش الناس في تلك التجمعات السكانية داخل كهوف صخرية حفرت يدويا منذ مئات السنين من قبل رعاة و مزارعين، لتشكل واحدا من أنماط المعيشة القديمة التي مازالت موجودة حتى الآن.وتنتصب فوق تلك الكهوف خيام من صفائح حديدية وحجارة يستخدمها سكان الكهوف في حاجاتهم اليومية إلى جانب الكهف. ويعيش السكان في تلك المناطق على الرعي والزراعة، وبسبب بعدهم من التجمعاتالحضرية فإن طعامهم وشرابهم يعتمد بشكل كبير على منتجاتهم الحيوانية.ويقول محمد أبو عرام أحد مشايخ خربة العرام لموقع «العربية.نت»: «هذه مغارة حفرها في الأرض والد جدي منذ ما يزيد عن 100 عام، ونحن نستخدمها كثلاجة في الصيف ومكان للتدفئة في الشتاء. لا يوجد مكان لنا سواها، إن خرجنا من هذا الكهف سوف نتحول إلى لاجئين».وأعرب أبو عرام عن أمله في أن لا تنفذ إسرائيل تهديداتها، وأن تقف السلطة الوطنية الفلسطينية إلى جانب سكان المنطقة وتدعمهم حتى يتمكنوا من «تثبيت أنفسهم في هذه البقعة من الأرض»، مضيفاً: «نحن نفتقد لكافة مقومات الحياة، لا طرق ولا كهرباء ولا ماء لدينا. وضعنا الاقتصادي صعب جدا، وإسرائيل تريد تشريدنا».وبدوره قال الشاب سلمان شحادة وهو يهم في تقليب بعض حبات الفاكهة المحفوظة داخل كهف أقاربه: «عشنا وترعرعنا هنا، صحيح أن حياتا في هذا المكان صعبة جدا، ولكننا تعودنا عليها، بل ونشعر بالسعادة فيها».يذكر أن جيش الاحتلال الاسرائيلي كان قد أصدر في نهاية سنوات التسعينيات من القرن الماضي أوامر بإخلاء 12 قرية، إلا أن الأوامر تم تجميدها من قبل المحكمة العليا، وذلك في أعقاب التماسات تقدمت بها 200 عائلة.وفي العام 2005، وفي أعقاب فشل «الإدارة المدنية» في التوصل إلى اتفاق مع سكان القرى، بدأت الإدارة بإصدار أوامر بهدم آبار المياه بزعم أنها تغير من الوضع الراهن الذي حددتها المحكمة.كما قرر وزير الدفاع إيهود باراك هدم 8 قرى من أصل 12، ووفق قرار باراك فإن الجيش سيسمح لسكان الأرض الأصليين بعد طردهم وهدم مساكنهم بفلاحة هذه الأرض التي سيستخدمها لتدريباته لكن فقط «خلال أيام العطل الرسمية وعند عدم وجود تدريبات عسكرية في المنطقة».ومن المفترض أن تنظر المحكمة العليا الاسرائيلية في التماس قدمه سكان هذه القرى يطالب بوقف قرار الهدم في جلسة الأحد المقبل.وقال كريم جبران، المتحدث باسم منظمة «بيت سيلم» الاسرائيلية التي تتابع ملف هذه القرى منذ سنوات: «إن قرار الهدم هذا مرعب كونه يمس حياة الفلسطينيين، والهدف الحقيقي من ورائه هو السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية للضفة».