اختراعات
المدينة المنورة / متابعات :من جنيف قبل نحو شهر، إلى الخبر بالمنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، إلى المدينة المنورة هذا الأسبوع، يتنقل عبد الله الشمري، حاملا معه «أجراس الأمل» من معرض للابتكارات إلى آخر، وهو اختراع حصد من خلاله المركز الثالث عالميا في مسابقة دولية شارك فيها نحو 1000 مخترع.يقول وهو يبتسم إن اختراعه عبارة عن تطبيق حقيقي وواقعي لساعة البطل السينمائي «جيمس بوند»، ساعة يمكن من خلالها أن تعرف ماذا يدور حولك، بدأت بالصم لحل مشكلة جرس باب المنزل بداية، ثم لتواصلهم مع محيطهم، لكن طموحه وتطويره للابتكار لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك ليتخيله يطبق في المستشفيات.ينتظر الشمري أن تتبنى إحدى الشركات السعودية اختراعه المتمثل في ساعة تعمل عبر موجات الراديو، يمكن أن يستفاد منها في عدة مجالات بدءا من التواصل مع الصم، إلى الاستفادة منها في متابعة المرضى في المستشفيات من قبل الممرضين والأطباء، وتصنيع الاختراع وتسويقه محليا وعالميا.وحاز المخترع عبد الله الشمري، الطالب بالكلية التقنية بالدمام، المركز الثالث عالميا في أبريل (نيسان) الماضي، في مسابقة دولية للابتكارات تم تنظيمها في مدينة جنيف، شارك فيها قرابة 1000 مخترع من 46 دولة، وحصد مع اختراعه «جرس الأمل» الميدالية البرونزية، فيما عرضت عليه شركة روسية شراء الفكرة مقابل 700 ألف دولار حينها، إلا أنه رفض العرض، في حين يعمل في الفترة الراهنة على تسجيل ابتكاره لدى عدد من الجهات لحماية حقوقه، على رأسها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، في حين يتمتع ابتكاره بحماية الشهادة التي حصل عليها من معرض الابتكارات في جنيف لمدة عام كامل.الاختراع عبارة عن ساعة يدوية بها جهاز دقيق لاستقبال موجات الراديو، تتحرك اهتزازا عندما تكون تستقبل ذبذبات من مرسل مرتبط على نفس الطول الموجي، وفكرة الابتكار تعتمد على تحويل موجة الراديو إلى حركة ميكانيكية «اهتزاز» وليس إلى صوت، لذلك لن يتعرض الجهاز لأي تداخل موجي مع موجات الراديو الموجودة في المحيط.يقول عبد الله لـ «الشرق الأوسط»: «عندما شاركت في المسابقة الدولية، كان السؤال الذي واجهني هو الجانب الصحي، وكيف يمكن حماية الجسم من الذبذبات، خصوصا أن الساعة ستكون في المعصم باستمرار».ويفسر المخترع السعودي بقوله: «كان التبرير الذي جعل ابتكاري يتقدم على كثير من الابتكارات، أن الابتكار يعتمد موجات الراديو، وهي موجات ليست لها مخاطر صحية».كان الابتكار الذي يشارك به الشمري في عدد من المعارض المحلية، وكذلك الدولية، نتيجة بحثه عن حل لأخته التي فقدت سمعها نتيجة حادث مروري، يقول عبد الله: «كانت فكرة وضع مصابيح إضاءة لكي تتنبه لجرس الباب فكرة غير عملية، كونها قد تنشغل في أعمال البيت أو تكون نائمة، لكن الفكرة جاءت بربط جرس الباب بساعة يدوية عن طريق موجات الراديو». ويبين: «عندما تبلورت الفكرة لدي صنعت نموذجا للساعة وجربته مع أختي، وكانت النتائج مذهلة».تطورت فكرة جرس الأمل عند عبد الله الشمري لكي يربط من يستخدم الساعة بأفراد عائلته، فباستخدام مايك يعمل بموجات «إف أم» يمكن مناداة الصم بكل سهولة، ويمكن برمجة الساعة على أكثر من موجة، بحيث يعرف الأصم الشخص الذي يناديه على هذه الموجة أو تلك. ويشير الشمري إلى أن أخته التي تغيرت حياتها بعد أن صنع لها الساعة «جرس الأمل» قالت له إنها مستعدة لأخذ قرض على حسابها الخاص لتصنيع الساعة إذا لم يجد من يدعمه.ويمكن للساعة «جرس الأمل»، كما يقول المخترع عبد الله الشمري، أن تكون منبها عند ربطها بجرس الباب «للصم»، كما قد تكون منبها للوقت، ويمكن ربطها بالجوال «منبها للمكالمات الواردة للصم»، وبرمجتها على أصوات أفراد الأسرة والتعرف على مصدر الصوت.وبحسب الشمري يمكن أن تستخدم الساعة في المستشفيات من قبل الأطباء والممرضين لاستدعائهم، وهنا يفضل أن الجهاز المستخدم لاستدعاء الأطباء حاليا هو «البيجر»، ويشير إلى أنه يعطي تنبيها بالاستدعاء ولا يعطي تفاصيل عن نوع الاستدعاء أو طلب المساعدة، فيما يمكن أن تحل الساعة مكان «البيجر»؛ كونها قابلة للبرمجة على عدد من مصادر الإرسال، ويمكن برمجتها على أسرة المرضى، بحيث تحدد رقم السرير ورقم المريض الذي يحتاج إلى مساعدة، وتختصر الزمن المهدر في التعرف على مصدر الاستدعاء ونوع المساعدة التي يمكن أن يقدمها الطبيب أو الممرض، ويضيف: «تخبر الطبيب أو الممرض بالمريض الذي يحتاج إلى مساعدة مباشرة». كما يمكن أن تستخدم في الكليات والمعاهد الخاصة بالصم، بحيث يمكن برمجة مصدر واحد للإرسال على عدد غير محدود من الساعات.ويعمل عبد الله الشمري على تطوير الجهاز في الفترة الحالية للعمل على «الواير لس»، بحيث يمكن للساعة الربط مع مصدر الإرسال في دائرة نصف قطرها 700 متر، ويقول إن اختراعه يعمل على التقليل من الضجيج في مواقع العمل، كما يصفه بالفعال في إيصال الرسالة المطلوبة للشخص المحدد.