تحمل كلمة الإبداع من المعاني والأفكار الجميلة والصور الخيالية ما لا حصر لها ، ولو حاولت إطلاق العنان لخيالك في مدلولات وإيحاءات كلمة الإبداع قد توصلك إلى عالم لا متناهٍ خيالي، وقد يعيدك إلى واقعك بحسب علاقتك وحالة الإبداع وتجاربك وممارساتك الإبداعية والتي لا شك انها تنمو وتتطور بالتدريب ، هناك الكثير من التعاريف للابداع سوف اتطرق الى بعضها فالتعريف الاول يقول (هو العملية التي تؤدي الى ابتكار افكار جديدة تكون مفيدة ومقبولة عند التنفيذ ) ، والتعريف الاخر (هو مزيج من الخيال العلمي المرن لتطوير فكرة قديمة او لايجاد فكرة جديدة ، مهما كانت الفكرة صغيرة ينتج عنها انتاج متميز غير مالوف يمكن تطبيقه واستعماله)، فالابداع كلمة كبيرة وجب علينا ان نتفهمها جيدا لكي نستطيع ان نتعامل معها بشكل اوسع ، وايضا لان فاقد الشيء لايعطيه فان لم نفهم مامعنى الابداع فلن نستطيع ان نبدع .أصبح الإبداع علم هذا العصر ومفتاح التعامل بين الناس ، لقد سبقنا الغرب بمسافات مفتوحة شاسعة نحو الإبداع في ميادين شتى في التعليم والتكنولوجيا والصناعة والاقتصاد وغيرها الكثير،وهناك اتجاهات تربوية وتعليمية في بلاد الغرب ترى التركيز والاهتمام الرسمي والشخصي لبناء الإنسان المبدع صاحب الفكر الخلاق ، حيث الاهتمام يبدأ من سني عمر الطفل الأولى والاهتمام بمرحلة ما قبل المدرسة لإطلاق الحالات والانفعالات الإبداعية للأطفال ،ومن ثم يأتي دور المدارس في تعميق مفاهيم الإبداع لدى الطلاب وتعليمهم وتدريبهم لتنمية مهارات الإبداع والتفكير الإبداعي متزامنا مع المناهج الدراسية التي أخرجت من قوالبها الجامدة النمطية.إن امة دينها الإسلام تحمل كنوزا إبداعية ومفاتيح ودوافع لا حصر لها نحو الإبداع ،إن امة ربها البديع وكتابها قرآن شفيع يتلى ليل نهار بآيات الكون ودعوات الفكر والتفكر والتأمل ،إن امة لغتها العربية لغة حاضنة للإبداع ونبعه الصافي الذي لا ينضب. امة كهذه ألا تستحق أن تكون امة مبدعة وأن تلتفت لحالها وإبداعاتها وأن تستعيد ذاكرتها وتطلق خيالها وتفجر طاقاتها ومكنونات أبنائها. انه لمن الواجب على الدوله ان تستخدم الشباب المبدعين في تقدم البلد و ازدهاره.ويبدو أن حالنا في هذا الوطن الكبير ما زال يغط في سباته ويعضّ على نمطية التعليم والانغلاق داخل جدران الصفوف الصماء ، بل إننا نتباهى بكم المعلومات وعدد ووزن الكتب التي يحملها الطالب إلى مدرسته ، فهمنا هو مقياس نجاح أبنائنا في كمّ المعلومات المحفوظة وعلامة الامتحان المرتفعة ، وعندما نقارن ونتمعن في أسلوب مدارسنا ومناهجنا التعليمية نراها تصر بشكل غريب على أدنى مهارات التفكير حسب (هرم بلوم لمستويات التفكير ) وهي الحفظ والاستذكار ، ونراها بعيدة كل البعد عن مهارات التفكير العليا من التحليل والنقد والتركيب وأعلاها الإبداع ،وحيث مهارات التفكير العليا هذه وأعلاها التفكير الإبداعي هي مهارات الشخصية العصرية الناجحة ونظام الدولة الراقية ومفاتيح علوم المستقبل ، فسيأخذ بها ويمتهنها من رام النجاح والتفوق ومسك زمام المبادرة.
الإبداع سر النجاح
أخبار متعلقة