قد يستغرب البعض من اختياري لهذا الموضوع والخوض في تفاصيله لكن أقول إن مثل هذه المواضيع الاجتماعية التي لا يسلط عليها الضوء إلا نادراً هي ضرورية لرفع مستوى وعي مجتمعنا العربي ونشر ثقافة وتعاليم ديننا الإسلامي العظيم الذي رسخ فينا أفضل القيم الإيمانية والاجتماعية ورسم لنا طريق المحبة والإيثار وحسن الجوار... ما دفعني إلى الخوض في هذا الموضوع هو ظهور ظاهره سيئة انتشرت في مجتمعاتنا ألا وهي تشويه سمعة الآخرين التي هي عادة دخيلة وغريبة على عادات وتقاليد مجتمعنا الأصيل وما يسببه الصديق الكذاب من مفاسد تنمي روح الحقد والكراهية بين الأفراد والعائلة والمجتمع.فنحن كأفراد حضارة إسلامية يجب أن نكون أفضل المجتمعات المتحضرة والمثقفة ويأتي هذا بجهود الأفراد المخلصين وبسعيهم الدؤوب لبناء كياننا المتدهور واستعادة روح ثقافة مجتمع امتنا الإسلامية ولا يتحقق هذا إلا من خلال نشر الوعي من الفرد الواحد إلى أفراد الأسرة وصولاً إلى علاقتنا بالآخرين وتنمية روح الإخاء بين شرائح المجتمع الذي كان يوماً من الأيام في قمة الترتيب بين المجتمعات الأخرى.ولكن للأسف الشديد هناك من لا يهدأ له بال ولا يغمض له جفن ولا يرتاح إلا عندما يسعى إلى تخريب وهدم كل ما هو جميل من خلال عمله اليائس بتشويه سمعة الآخرين بشتى الطرق والأساليب الممكنة له فيستخدم كل قدرته لنشر الحقد والكراهية وبث الفتنة بين أفراد مجتمعنا المترابط وهذا واقع يعاني منه الكثير منا ما يسبب إثارة المشاكل وزعزعة استقرار مجتمعنا ودمار وتشويه سمعة هذا الشخص أو ذاك.قد لا نعلم ما هو الدافع السلوكي لبعض الأشخاص من استخدام أسلوب التشويه والتدليس والتجريح على الآخرين..؟ وهل هذا التشويه من أجل حب الدنيا والوصول إلى مبتغاهم الدنيوي وملذاتها.. أم أن السبب الرئيسي لمن ينتهج هذا الأسلوب هو الجهل المدقع وتردي ثقافته وشعوره بالنقص وأنانيته اتجاه الآخرين التي تتسبب له بنزعة عنادية فهو لا يحب إلا نفسه ويريد من فعلته إثبات نفسه وقوة شخصيته ولكي يكون بنظر الناس الإنسان الخدوم والأنفع وانه الرجل الأمثل بلا منازع أو منافس الذي يصلح لكل المهمات وأن أي شخص غيره لا ينفع أن يقارن به وبقدراته.ولكي يبعد الناس من الشخص الذي يراه متفوقاً عليه في حياته العلمية والعملية وعلاقته بالآخرين ولا يعلم المسكين أن ما يسعى لنشره بين الناس من سم ينفحه من فمه لتشويه سمعة الآخرين إنما هو أسلوب الضعفاء وان حبال الكذب والتشويه قصيرة وهينة وسرعان ما تنكشف ويفضح أمره ويفقد ثقة الناس من حوله !! وهذا ما نراه في هذه الأيام ونتألم منه لأنه أصبح في مجتمع يجب أن يكون مجتمعاً يقتدى به بين المجتمعات الأخرى... وما أكثر قضايا تشويه سمعة الآخرين التي تنتشر في هذه الأيام.. وقد يكون من أسبابها الغيرة من النجاح والحقد المتنامي والحسد على من يرى انه منافس له بين أقاربه وعائلته.وهنا يجب الحذر من الأشخاص ذوي الوجهين الذين بحضورك لهم وجه وفي غيابك وجه آخر وعدم الإصغاء لهم لأنهم يفسدون عليك تصور الأشياء على ما هي عليه حيث يصورن المعدوم موجودا والموجود معدوماً ، والحق باطلاً والباطل حقاً، والخير شرا والشر خيراً ويجب على الإنسان ألا يكون مثل الإسفنج يمتص كل الماء بدون تفرقة بين الماء الوسخ والنظيف ولا يصدق أي كلام يقال له عن أي شخص فلقد كرم الله تعالى بني آدم بالعقل وعليه التفكير قبل اتخاذ أي شيء قد يندم عليه في المستقبل.
أخبار متعلقة