يبدو أن الوضع الذي تعيشه بلادنا اليوم أشبه بالقطرة التي أضيفت إلى ماء في الكأس .. فكانت النتيجة أن الكأس فاض بما فيه فزاد الطين بلة وأصبح كل من في البلاد وللأسف منقسماً، كل اثنين (مع وضد)، وهناك من يؤكد أن المجتمع اليمني منقسم إلى ثلاثة، والثالث هم الغالبية الصامتة من أبناء الشعب اليمني .. وهؤلاء الغالبية طالت حيرتهم من ترقبهم لمجريات الأمور والأحداث الدراماتيكية المتسارعة بتشابهها وتناقضاتها وما ترتب بسببها من حوادث واختلالات متنوعة لاشك في أنها أضرت بأمن واستقرار الوطن وأبنائه وألحقت بالدولة الكثير من الخسائر المادية والبشرية!، ولعل حالة بهكذا وضع قد أفرزت تفشي العديد من الظواهر المؤسفة في مجتمعنا المدانة أخلاقياً ودينياً والتي منها على سبيل المثال لا الحصر إنتشار ظاهرة الاعتداءات المتكررة على شبكات الكهرباء وأنابيب النفط بصورة يومية واستمرار أعمال العنف والإرهاب التي تحدث هنا وهناك ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء من أبناء شعبنا مدنيين وعسكريين.بالإضافة إلى انتشار حمل السلاح في المدن وتناول الحبوب المخدرة في أوساط الشباب وقطع الطرقات وأعمال النهب للممتلكات العامة والخاصة دون وجه حق أو سند قانوني وإلى غير ذلك من المظاهر المؤسفة التي تشكل تهديداً على سلامة وأمن المجتمع اليمني بأسره.وأمام كل ما تقدم وبالنظر إلى استعدادات بلادنا حالياً لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي ستشارك فيه كافة التنظيمات والقوى السياسية والحية في الساحة الوطنية سواء الموقعة على المبادرة الخليجية أو غيرها، بالإضافة إلى ممثلي الاتحادات النسوية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني الهادف إلى مناقشة كافة القضايا الوطنية المهمة ومنها القضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من القضايا التي تشكل أحد أسباب الأزمة القائمة في بلادنا ،ينبغي على جميع الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية المشاركة الإيجابية في عملية الحوار الوطني بعقول واعية وبقلوب مفتوحة وواضعة مصلحة الوطن فوق جميع الاعتبارات الحزبية الضيقة ومنها المناطقية والفئوية والمذهبية ودون وضع أي طرف للشروط المسبقة بما يحقق النجاح المأمول من مؤتمر الحوار الوطني المرتقب الذي يعلق عليه المواطن اليمني اليوم الكثير من الآمال والتي من شأنها أن تنقل اليمن والشعب اليمني إلى التطور والتقدم والتنمية والرخاء وستعزز من أمن ووحدة اليمن وترسيخ نهجها الديمقراطي السلمي القائم على مبدأ الحوار كوسيلة وأداة حضارية لحل ومعالجة جميع قضايا الخلاف والمشكلات وبعيداً عن استخدام لغة العنف والرصاص.
أخبار متعلقة