د/ زينب حزامهل نجح مسرح الطفل في تجربته التي قدمها في اليمن؟ وهل استطاع كتاب المسرح اليمنيون إخراج مسرح الطفل اليمني من أزمته ؟!هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج الى إجابة من قبل المتخصصين في مسرح الطفل .. تقول الكاتبة المتخصصة في أدب الطفل الأستاذة نجيبة حداد إن مسرح الطفل في اليمن يعاني من أزمة كتاب في أدب الطفل، وكذلك يعاني من عدم وجود مسرح للطفل سوى تقديم بعض المتخصصين في مسرح الدمى بعض الأعمال بجهود ذاتية حباً لتقديم الأعمال التربوية للأطفال.إن المسرح اليمني بشكل عام يحتاج الى دعم لتطويره وتجهيزه، أما بخصوص مسرح الطفل فهو يحتاج الى خبرة وتجربة في بناء مسرح خاص بالطفل، ودراسة نفسية الطفل وتقديم النص الجيد بصدق وأمانة حتى يصل الى مستوى وعي الطفل وتنمية مواهبه ومن هنا كان الحديث عن اهمية الطفل في خلق جيل قادر على استقبال العروض المسرحية الجادة ويحتل مكانة متميزة في تفكير علماء النفس والاجتماع والتربية.المسرح والطفل الموهوبيعمل مسرح الطفل على تنمية الموهبة الفنية والعلمية والثقافية لدى الطفل الموهوب، والفن يعزز حب العلم والثقافة لدى الطفل، وكذلك مسرح الطفل يؤدي دوراً مهماً في هذه العملية، حيث يجد الطفل الموهوب نفسه في الدراما المسرحية التي تعرض امامه.وفي بلادنا توجد العديد من المدارس ورياض الاطفال والجامعات تعمل على تنمية المواهب الفنية لدى الاطفال خاصة في مجال الرسم والموسيقى والبحث والمسرح واكتشاف المواهب الفنية وتقديمها على شاشة القنوات القضائية اليمنية وعلى صفحات المحلات والصحف اليومية.والمسرح بشكل عام في مفهومه وسيلة من وسائل الثقافة . ومن الغريب أننا نجد ان بعض العروض المسرحية تهدف الى التسلية دون الإرشاد وهذا ما يسمى بالمسرح الهابط وغير الهادف.فالمسرح في الوقت الحاضر وسيلة للاتصال الجماهيري ونقطة تلاقي كل التيارات التي يتعرض لها الفرد في المجتمع الحديث والطفل واحد من افراد هذا المجتمع لذا من الضروري إيجاد كاتب متميز قادر على إدراك هموم ومشاكل الطفل وهناك العديد من الكتاب الذين اهتموا بأدب الطفل منهم الكاتب الراحل عبدالمجيد القاضي والكاتبة المعروفة نجيب حداد والكاتبة الصحفية نهلة عبدالله وغيرهم من المتخصصين بشؤون الطفل، ونحن ندعو الى الاستفادة من هذه الاعمال الادبية ودعم كتاب ادب الطفل لتقديم المزيد من الاعمال الإبداعية.بشبوش وأبو الريشكانت تجربة الأستاذ/ ابوبكر القيسي والاستاذ عبدالله شرف في مسرح الطفل (العرائس) تجربة ناجحة الا انهما وجدا العديد من العراقيل امام هذاالعمل الابداعي المتعلق بمسرح الطفل لأنه يحتاج الى الديكور والعرائس والصور والإضاءة الجيدة التي تجذب الطفل خاصة عندما تكون من التراث والاسطورة والحكاية الشعبية فيها الكثير من الخيال الخصب المحبب للأطفال ولا يوجد لها مثيل في ادبنا الواقعي مثل:جو الأميرات والساحرات والجنيات والحيوانات الناطقة والطيور وغيرها من الصور الخيالية التي تعجب الطفل فهذا الديكور والملابس يحتاجان إلى الدعم المادي من قبل الدولة.وقد كانت ومازالت قضايا مسرح الطفل تشغل بال الأستاذ المسرحي المتخصص بمسرح الطفل أبوبكر القيسي والأستاذ عبدالله شرف حول تطوير مسرح الطفل ولكنهما يفتقران إلى الدعم المعنوي والمادي لتجهيز مسرح حديث خاص بالطفل.تجربة ناجحةعمل الفنان التشكيلي عبدالله الأمين على تقديم مسرح للدمى من خلال أعمال إبداعية من صنع يديه وتعاون مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب، حيث قاموا بصناعة دمى من القماش محشوة بالقطن والأسفنج مثل الأرنب والثعلب والعروسة سندريلا وغيرها من الشخصيات المحببة للأطفال ولكن هذا العمل الإبداعي رغم نجاحه لم يستمر بسبب ضعف الدعم المادي والمعنوي لمسرح الطفل.لذا نحن نوجه دعوة صادقة للعناية بالتراث الشعبي، ومسرح الطفل بتقديم خدمة جليلة للأطفال، وإن كان موضوعها يحتاج إلى جهد كبير في توصيل المعلومة إلى ذهن الطفل وتبسيطها لغوياً وإعدادها إعداداً جيداً يجذب الطفل خاصة أن التراث العربي يحتوي على الموعظة الحسنة والحكمة ويدعو إلى الأخلاق الحميدة.ويفضل تقديم هذه النصيحة بشكل غير مباشر حتى يتساءل الطفل عن الهدف من وراء النص القيم، فإن دعوة الطفل إلى التفكير تولد العمل الإبداعي وتطور مواهبه العملية والأدبية.
|
فنون
مسرح الطفل .. تجربة جادة في اليمن
أخبار متعلقة