الزواج عبر الإنترنت.. بين مؤيد ومعارض
استطلاع / فردوس جارزكلمة، فسلام، فموعد، فلقاء.. كل هذه الأمور ستكون حاضرة في الموعد المحدد، ولكن وسيلة نقلها ستكون شاشة صغيرة وعدة أزرار وليس أكثر. وبدلا من خطابات المحبين التقليدية، تحولت المشاعر إلى مخاطبات البريد الإلكتروني. وقد يكون هذا الحب جذابا لكثير من الشبان الذين يبحثون عن الحب الضائع في حياتهم، بسبب خجلهم من الحديث وجها لوجه. فيما يعتبره بعضهم وسيلة ممتعة لشغل أوقات الفراغ، وقد يكون حلا لمشكلة الفصل بين الجنسين، وأفضل طريقة تعارف وبناء علاقات قد تفضي أحيانا إلى الزواجومن الأمور التي قد تجعل البعض يعارض هذا النوع من الزواج، أن طبيعة الإنترنت مختلفة جدا، فزوار مواقع الزواج لا يكشفون عن هويتهم الحقيقة غالبا، وقليلون هم من يقولون الحقيقة للطرف الآخر. فتجد الشخص يضع في شخصيته كل ما تمنى وجوده فيها ولكنه لم يستطع على أرض الواقع. فتراه يقدم نفسه في أفضل صورة، ولكن قد يتضح بالنهاية أن الشاب الوسيم الطويل ما هو إلا شاب قصير ولا يملك من الجمال ما يمكنه من إغراء أي فتاة. وقد يكون خلف ذلك الاسم الأنثوي الجميل رجل، وخلف ذلك الاسم الذكوري فتاة ناعمة. ففي الإنترنت نحن أشبه ما نكون في حفلة تنكرية.[c1]الزواج عبر النت[/c]عماد الدين حمدي - 26عاماً مدرب تنمية بشرية- يقول: انا اعرف شخصين الزوج من لبنان والزوجة من مصر واعرفهما معرفة شخصية تم التعارف بينهما عبر النت وتم الزواج منذ أكثر عامين ولديهما أبناء الآن.ويضيف: ليس معنى هذا أني مقتنع بهذا الأمر بالشكل الشخصي لأن هذا الأمر لا اعلم له دليلاً شرعياً بل تحفه الكثير من الشبهات والفتن التي لابد من أن يحتاط لها كل شاب وكل فتاة وأعلم أن هناك بعض النسب تبين نجاح هذه الطريقة في الزواج ولكنها ضئيلة جدا.لكن نظرا للواقع الجديد الذي تفرضة وسائل الاتصال الحديثة كالفيس بوك وتويتر أصبح هناك طفرة في هذا الأمر.فيما يقول لطف جمال - مدير تنفيذي في عالم الخدمات: بصراحة لا أؤمن بهذا الزواج فنهايته الفشل لأنه مبني على باطل من الضرورة ان يتعرف الرجل على شريكة حياته عن كثب ولفترة طويلة.[c1] نقطة سوداء[/c]وتقول الهام حمود: أنا لا أؤمن على الإطلاق بطريقة الزواج عبر النت خاصة في اليمن فنحن مجتمع قبلي في الاغلب، أكثر مجتمع متمسك بالعادات والتقاليد التي تفرض علينا إتباع سلوك معين كما هو معتاد ، وإذا وجدت حالات فهي نادرة ولم أرها على ارض الواقع تتحقق وإنما سمعت بها ، اما عن نسبة نجاحه فأنا أؤكد بل اجزم انه وان نجح فسرعان مايفشل لان باعتقاد الرجل أن الزوجة التي اختارها عبر النت يمكن أن تخونه مع شخص غيره وتبقى نقطة سوداء في حياتهم .يعلق جلال الحداد: شخصيا كل علاقة تنبني على حب وثقة بين الطرفين قد تكلل بوضع الدبلة على إصبع الكف الأيسر أكانت هذه العلاقة عبر النت أو غيره .. لكني لا أفضل الزواج عبر النت.أما فراس شمسان فهو يرى أن الزواج عبر الانترنت كظاهرة موجودة في كل المجتمعات، بل أن المجتمعات الغربية تقدم خدمات المواعدة والزواج ولكنها قائمة على أسس علمية وتطابق شروطاً ومواصفات، اما في بلداننا ففي الغالب تكون مشاعر الحب من وراء شاشة الكمبيوتر مشاعر حب وهمية لان الطرف الآخر لا يظهر كما يبدو على الواقع ولكل إنسان شخصيته المختلفة، شخصية في الواقع وشخصية تبدو عكسها على الانترنت.ويضيف شمسان: أنا أؤمن بالطريقة الغربية مع إنها تحوي أيضا بعض الجوانب السيئة أما بالطريقة العربية (الحب من خلال الماسنجر او الشات) او حتى (حب الفيس بوك) فهذا لا اؤمن به لانني اعتبره عاملاً مساعداً في تعزيز الحب بين الأطراف المتعارفة لا للحب بين طرفين لا يعرف احدهم الآخر، الغرب يؤمن ان المشاعر الصادقة هي سر النجاح، اما عندنا فيؤمنون ان المشاعر الصادقة ضعف.[c1]نقص في الشخصية[/c]من جهته، عبد السلام المسوري يقول: لا أؤمن بالزواج عبر النت ولا اعتقد بنسبة كبيرة أنه ناجح فالنت عالم من الوهم فكيف لي أن أختار شريكة حياتي من بين كومة من الخيال واذا كان هناك زواج ونجح يكون نادرا وليس شيئاً يمكن القياس عليه، النت حقيقة يعيش فيه شخصيات وهمية، لو قلت لك اني احبك فهل ستوافقين مثلا ، وسأقول لك انا شخص جميل مؤدب احترم المشاعر واقدرها.. لن تتأثري .. اذن انت تنظرين من ذات المنظار انه ليس ما اقوله لك عن نفسي لأنك تعتبرين انه قد يكون هناك زيف فيما اقوله، لذلك اعتبر النت وسيلة من وسائل التسلية ولا ابني عليها قرارتي هذا يدل على أن هؤلاء يعانون نقصاً في الشخصية.[c1] فتـــــــــــوى[/c]الشيخ محمد صالح المنجد يرى من وجهة نظره: أن الزواج على الإنترنت ، إن انضبط بالضوابط الشرعية فلا حرج في دخوله والاستفادة منه، ومن هذه الضوابط:1 - ألا تعرض فيه صور النساء؛ لأن النظر إلى المخطوبة إنما أبيح للخاطب فقط إذا عزم على النكاح ، ولا يباح لغيره النظر ، ولا يجوز تمكينه منه .2 - ألا يعرض في المواقع وصف دقيق للمرأة ، كأنها ترى، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا) رواه البخاري (5240).3 - ألا يتاح المجال للمراسلة بين الجنسين ؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد ، ومنها دخول العابثين والعابثات بقصد الإفساد أو التسلية ، وإنما تتولى إدارة الموقع التأكد أولا من شخص الخاطب ، والربط بينه وبين ولي المخطوبة.4 - ينبغي أن تستعين بأهلك وأصدقائك وبالقائمين على المراكز الإسلامية في البحث عن المرأة الصالحة ، في بلدك أو في محل إقامتك ، وهذا متيسر والحمد لله ، وهو آمن وأنفع من متابعة ذلك عن طريق الإنترنت .5 - يشترط لصحة النكاح موافقة ولي المرأة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي ) رواه أبو داود (2085) والترمذي (1101 ) وابن ماجة (1881) من حديث أبي موسى الأشعري، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) رواه البيهقي من حديث عمران وعائشة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7557.وقوله صلى الله عليه وسلم : (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) رواه أحمد (24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709.ينظر انور دهاق- رئيس وحدة التطوع بمؤسسة اثر: ان الزواج قسمة ونصيب قد يكون هذا النصيب من العمل أو من الأسرة أو من النت لذي النت سبب لهذا النصيب ، أما بالنسبة للنجاح أنا إلى الآن لم أسمع أن احداً ممن أعرفهم في حياتي تزوج من النت.