حقيقة متفق عليها الجميع ان الغش المدرسي يضر بالطلاب وبالتلاميذ ولا يفيدهم.. ولكن (الغش) له دوافعه ومبرراته المنطقية التي تجبر الطالب الممتحن على التعامل معه كوسيلة ضمان نجاحه.. والتلميذ الصغير لم يخلق غشاشا ولا يفهم معنى الغش وربما يسمع عنه ثم يبدأ الاقتراب منه من أجل تجنب دوائر الرسوب (الكعكات).. ويوجد عدد من الطلاب الأذكياء يغشون من أجل ضمان النجاح والحصول على أعلى الدرجات.. والطالب ليس هو المسؤول عن الغش ولكن حرمانه من حقوقه التعليمية المشروعة يدفعه اضطراريا إلى عملية الغش، ومن هذه الحقوق:1ـ تهيئة الغرفة الدراسية مثل الاضاءة والتهوية والمناخ التعليمي المناسب وبالذات في فترة الدراسة المسائية.2ـ الحد من الازدحام الصفي والكثافة الطلابية الصفية.3ـ ايقاف نزيف تدهور مئات الحصص الدراسية.4ـ استبدال الوسائل والمستلزمات الدراسية البدائية بوسائل متطورة ومتقدمة.5ـ ايقاف تراكم الدروس بسبب نقص المعلمين او غيابهم.وهناك عدد من الأمثلة تشير الى معوقات التحصيل العلمي للطلاب وأهمها:1ـ تلاميذ سنوات الاساس في الصفوف الاولى (العجينة) في ظل كثافة وازدحام الصف يصل اعدادهم الى (50) تلميذا وتلميذة والزمن المحدد للحصة الدراسية (35) دقيقة وكل تلميذ يحتاج الى دقيقة واحدة للتدريب بامساك القلم لكتابة الحرف والرقم.. إذن كيف يمكن للمعلم تغطية زمن الحصة في ظل هذه الكثافة؟!.2ـ عند تقديم المعلمة حصة دراسية ناجحة كيف ستتمكن من اشراك معظم التلاميذ في موضوع الدرس في ظل هذا العدد المتجاوز لزمن الحصة؟!.3ـ كيف يمكن للتلميذ استيعاب مواضيع المقررات الدراسية في ظل هدر مئات الحصص في ظل اجواء دراسية غير مستقرة؟إذن المسألة غير منطقية والوضع التربوي والتعليمي المحيط بالطلاب صعب ومعقد.. ومن يعتقد ان الطلاب غشاشون في ظل هذه الاوضاع المتدهورة فإن اعتقاده خاطئ وغير متزن، لان الطلاب ليسوا هم المسؤولين عن هذه المعوقات والعراقيل بل قيادات مكاتب التربية يتحملون مسؤولية تدني وتردي الوضع التربوي.. ومن يعتقد ان المراقبة المرعبة في الاختبارات وسيلة ردع وحل ناجح لمكافحة ظاهرة الغش فإن هذا الاعتقاد غير موفق وغير دقيق ولابد من ازالة مسببات ظاهرة الغش وحماية ابنائنا وبناتنا من هذه العادة السيئة والمرض المزمن والاعتراف المسؤول عن حقيقة خلفية هذه الظاهرة التي تسببت في معاناة الطلاب واضطرار لجوئهم الى الغش كوسيلة انقاذ من الرسوب والغش ويضمن لهم النجاح ولو بأدنى الدرجات.لقد اثبتت تجربة الاختيار النموذجي لمدرسة (المتفوقين) نجاحا ملحوظا وملموسا في الحد من عملية الغش بأنواعه في ظل مناخ دراسي معد ومهيأ وبامكانيات متطورة للمستلزمات الدراسية والتقنيات التعليمية.فهل بمقدور مكتب التربية في م/ عدن تعميم هذه التجربة الرائدة والناجحة ولو على أكثر من مدرسة في كافة المديريات حتى نساعد ابناءنا على الاستغناء عن الغش والاعتماد على أنفسهم؟.نأمل ذلك قريبا بإذن الله تعالى وبالذات في ظل القيادة التربوية الجديدة الكفوءة والمجربة بقيادة التربوي الفاضل والقدير الأستاذ سالم مغلس مدير عام مكتب التربية في م/ عدن.
من المسؤول عن الغش؟!
أخبار متعلقة