خاطرة
بودي أن أعبر لعينيك عن مدى كراهيتي الطبقية لهما.. تعلمين أني أنتمي لطبقة الشعراء الفاشلين وأنت تنحدرين من طبقة الفنانين التشكيليين، لا أنا قادر على كتابة لوحة فنية تشبه تقاسيم وجهك ولا أنت قادرة على رسم قصيدة تشبهني.. في كلا الأمرين نحن نختلف كثيرا.. لا يجمعنا سوى الجنون فقط.. وربما الكراهية أيضا وقليل من الغرور.. أختلف عنك في كوني كثير الحزن والتأمل ولا أخشى من الغرباء غير أني أرتبك كثيرا عندما أحتسي قهوتي السوداء كل صباح.. إنها تذكرني بسمرتك وهنا يكمن مربط الوحش النائم..كثيرا ما كنت أرى فيك نساء المدينة وكنت أرى في يوسفك الوحيد.. غير أني لم أكن مؤهلا للعب الدور فالمرآة لم تستطع إخفاء شيخوختي، وأنت بلا أصابع.. والسكين غير قادر على التهام أصابع امرأة…قلت لك ذات يوم أن المدن التي نسكنها نعشقها وحين نغادرها نحن إليها.. تمنيت حينها لو أنك مدينة فأسكنك.. كنت أخشى أن تكون سكناي دائمة فيك.. حينها سيصدأ الحنين إليك وتصبحين منفى.. المرأة التي في الذاكرة لها نكهة متوحشة، علمتني الغربة أن يجعل الغرباء من المنافي وطنا ملغوما بالذكريات.. غير أنهم لا يجعلون من الوحشة إليكِ رواية ذات نهاية ملغومة بالفرح.