جمعية أنا وليس إعاقتي
استطلاع/ دنيا هاني:تعتبر الإعاقة أحد أهم القضايا الاجتماعية ذات الأبعاد التربوية والاقتصادية التي أصبحت محط اهتمام المجتمعات المختلفة ولا يخلو المجتمع من تواجد فئات من ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة. ولهذا شرعت العديد من المجتمعات في النصف الثاني من القرن الماضي في إصدار القوانين والتشريعات التي تحدد مسئولية المجتمع حيال الأفراد المعاقين وتنظم استجابته لاحتياجاتهم سواء في مجال الوقاية أو الرعاية.ولا تشكل الإعاقة عبئاً على المعوق فحسب بل أن آثارها تمتد إلى قطاع كبير من المجتمع ولا يحتاج المعاق سوى إلى القليل من الاهتمام والرعاية ومساعدته في التغلب عن إعاقته بإشراكه في جميع نواحي الحياة مع أقرانه الآخرين.وتعتبر جمعية (أنا وليس إعاقتي) من الجمعيات التي تهتم بالمعاق وتنظر له كفرد من المجتمع وتحاول أن تعمل على خلق جيل يخدم نفسه وبلده (فالمعاق يكون طاقة إذا أهل ويصبح عالة إذا أهمل).وللتعرف أكثر على الجمعية ونشاطها وأهدافها والتطلعات المستقبلية لها قامت صحيفة (14 أكتوبر) بالاستطلاع التالي: تأسيسهابداية تأسست (جمعية أنا وليس إعاقتي ) في يناير 2007م ويقع مقرها في مديرية البريقة محافظة عدن، وعلى الرغم من أن الجمعية كانت تعمل وسط إمكانيات شحيحة منذ تأسيسها حيث كانت عبارة عن مبنى صغير يقوم على استقطاب الأطفال المعاقين والتدخل المبكر في مساعدتهم إلا أنها عملت على احتضان كل أنواع الإعاقات سواء كانت حركية- سمعية - بصرية - متلازمة الداوون - شلل دماغي ( التوحد ) - وغيرها ومازلت تأمل في التطوير أكثر.تطوير سلوكيات المعاقينتعمل الجمعية على تعزيز الثقة بالأطفال من ذوي الفئات الخاصة لجعلهم أفراداً صالحين لهذا المجتمع، وتفعيل دورهم الإنساني باعتبار ذلك حقـاً مشروعاً لهم في الحياة الكريمة والهانئة انطلاقـاً وتطبيقـاً لمبدأ الجمعية «تظل كرامتنا من كرامة المعاق».تمتلك الجمعية قدرات معنوية عالية لتحقيق أهدافها السامية والنبيلة التي تأسست من أجلها من خلال برامج الجمعية الخاصة التي تهدف إلى تقييم سلوك المعاقين، والعمل على تأهيل وتدريب المعاقين، وتعليمهم القراءة والكتابة وتقديم المساعدة لهم وتطوير مهاراتهم الحركية والذهنية والسمعية والبصرية والتطوير من سلوكياتهم لرفع معنوياتهم للعمل وتقوم بمساندتهم ومساعدتهم في المدارس النظامية وإخراجهم من عزلتهم النفسية والاجتماعية وإشراكهم مع العالم الخارجي وتوفير الوسائل والمستلزمات التي يحتاجونها كل حسب حالته وتعمل على مساعدة أسر المعاقين وتوجيههم باستخدام الأساليب الصحيحة كالتعامل مع أبنائهم، وتوفير المختصين في مجال العلاج الطبي الطبيعي، والتنسيق وتبادل الخبرات سواء ( محلياً أو دولياً).أنشطة وخدمات متعددةيتوفر لدى الجمعية عدد من الأنشطة عبر برامج معدة منها مثل الانضباط وممارسة أنشطة متعددة تحت مهارات اجتماعية متنوعة كالرسم والسباحة وغيرها، وتكوين الاستقلالية والشخصية وتعزيز الثقة بالنفس من خلال التواصل والمتابعة المنزلية لغير الملتحقين بالجمعية والذين يعانون من إعاقات شديدة، والعمل على تقديم المهارات اللغوية والأنشطة بمختلف أنواعها وهناك أيضاً برنامج الطابور الصباحي وتحية العلم وتقوم الجمعية وبحسب الإمكانات المتاحة على التدخل المبكر.وتعمل الجمعية أيضاً على تقديم الخدمات وتوفيرها للمعاقين كل حسب إعاقته ( كالكراسي - السماعات، العكاكيز، المساند) وتوفر الأدوية لحالات الصرع المزمن كما تقوم بتقديم الخدمات الإرشادية والمعاينة الطبية وتشخيص كل حالة وتوفر الأطباء في ما يخص العلاج الطبيعي وتقوم بإحالة الأطفال لاختصاصية نفسية واجتماعية ليتم تقييم حالتهم.وتعمل الجمعية أيضاً على تقديم خدمات نحو المجتمع لمعرفة ما هو الجديد في مجال المعاقين بحيث يخدم شريحة ذوي الإعاقة من خلال المشاركة بالندوات والمؤتمرات والدورات وورش العمل وحلقات النقاش وغيرها. أهدافها وتطلعاتها المستقبلية تهدف الجمعية إلى رعاية الأطفال المعاقين وتعليمهم القراءة والكتابة وتدريبهم وتأهيلهم وتنمية ورفع قدراتهم الذهنية لكافة أنواع المهارات اليومية كالعناية بالذات والتواصل مع العالم المحيط بهم في الداخل والخارج.وأهم التطلعات المستقبلية للجمعية تتلخص في إنشاء قسم خاص للتخاطب وقسم خاص للتنمية الفكرية ومكتبة خاصة للمعاقين وإعادة تأهيل المبنى الممنوح للجمعية بما يناسب التكنولوجيا الحديثة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب إدخال المنهج المدرسي للمدارس النظامية.