عدد من المشاركين والقائمين على الورشة التدريبية عن سوء التغذية لـ : 14اكتوبر
استطلاع وتصوير/ أماني العسيري من منطلق التحرك في سبيل التصدي للكارثة التي تحيط بأطفال اليمن كان مكتب الصحة في عدن عقد دورة استمرت ثلاثة أيام بدعم من منظمة اليونيسيف استهدفت الجانب الإعلامي وارتأى أن هذا الجانب يمثل إحدى الوسائل المهمة المطلوبة للوصول إلى الفئات المستهدفة المرتبطة بعملية رعاية الطفل بدءاً من الأسرة ووصولا إلى المجتمع . تدهور الأوضاع السياسية وتفاقم الأزمات البيئية ساهم في انتشار العديد من المشكلات في مناطق النزاعات وما حولها ما أسفر عنه تقويض البنيات المجتمعية والإنسانية في تلك المناطق حيث امتدت لتطال حياة الأطفال و تهدد بقائهم واستمرارهم بصورة أكثر بشاعة مما تحدثه القنبلة والرصاصة ، تلك الصورة تحدد ملامحها غياب التدخلات الصحية العاجلة للكثير من الأطفال في بلادنا الذي سمح بانتشار سريع للأوبئة والأمراض التي قد لا يلقي الكثير لها بالا إلا أنها تعمل في حصد أروح أعداد كبيرة من الأطفال منها سوء التغذية الذي انتشر في اليمن وبنسب كبيرة جدا تشابه ما يشهده جنوب الصومال ومنه معاناة حوالي 30 % من الأطفال في بعض المناطق اليمنية من سوء التغذية الحاد وهو ما حذرت منه اليونيسيف حيث قالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي ميركادو أن عدد الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بلغ حتى 967000 حالة منهم ربع مليون معرضون للموت ، وإن سوء التغذية من المشاكل الصحية الأكثر خطورة والمسبب الأكبر للوفيات بين الأطفال بحسب ما أشار إليه المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف طارق جاسرفيتش . الأخت جميلة هبة الله ضابط برامج الصحة في منظمة اليونيسيف في اليمن أشارت إلى خطورة أمراض سوء التغذية والحالة التي تعيشها اليمن في جانب الإصابة بهذا المرض حيث توضح المؤشرات إن اليمن في حالة خطر بسبب أمراض سوء التغذية الحاد الوخيم (الكارثة الصامتة) وانه ينبغي الوقوف أمامه لمعالجته خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات.وقالت إن من حقوق الطفل العيش حياة آمنة وسليمة لهذا فان تطوير خدمة معالجة سوء التغذية في اليمن يعتبر من أولويات المنظمة في الجانب الصحي داخل اليمن .الأخت هناء السقاف مديرة الترصد الوبائي في محافظة عدن التي تحدثت في السياق نفسه عن ضرورة محاربة الممارسات الخاطئة في تغذية الطفل والتي يتبعها الكثير من الأسر في المجتمع وانه من المهم تعزيز استخدام المكملات الغذائية التي توزع في المراكز الصحية بالنسبة للأطفال للمصابين بأمراض سوء التغذية ،وكذا التوعية بالسلوكيات الخاطئة لدى المجتمع في التعامل مع الأمراض الوبائية الفيروسية .وأضافت أن المراد من الرسائل الإعلامية الصحية التي يبتغيها الجميع هي تغيير واقع يعاني منه المجتمع بحيث تضع الحلول للكثير من المشاكل التي يعيشها الفرد ليحيا في محيط امن خالي من كثير من الأمراض المنتشرة .ومن جانبها تحدثت الأخت آمال حميد مديرة إدارة البرامج الاجتماعية والسكانية في إذاعة عدن قائلة: في هذه الدورة تعرفنا على كثير من مضار سوء التغذية والأشياء الخفية وراءها والتي تنتج عن السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تقع فيها ربة البيت والآباء تجاه التعرف على هذا المرض الذي أصبح من الأمراض المنتشرة والذي قد لا يلاحظه الكثير ، فإذا لم تعالج البوادر التي تظهر بسببه ومتابعتها صحيا يمكن أن تؤدي إلى الموت .و أكدت أهمية دور الإعلام باعتباره صاحب الدور الكبير في تلمس القضايا الصحية خاصة ومنها دور الإذاعة الفعال كونها الوسيلة الأقرب من المواطنين مع تعدد الوسائل الأخرى والتي قد لا تتوفر خصوصا في الأرياف والقرى وتستوعب المعلومات الجديدة وبالتالي نقلها بشكل بسيط وسهل للمستمع .وكان للأخ عبد السلام هائل شرف مدير مكتب صحيفة الجمهورية في عدن رأيه حيث تحدث قائلا: إن موضوع الاهتمام بتغذية الطفل من المواضيع الحساسة التي تلامس تعاملات المجتمع الراسخة وما قدم من محاضر من قبل أطباء واختصاصيين يبين كيفية التعرف على هذا المرض وأهمية الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كمساعد أول في الوقاية من هذه الأمراض ووجوب الحذر من الاستخدامات الخاطئة للدواء العلاجي وعواقبه على صحة الطفل، واستهداف شريحة الإعلاميين جاء نظرا لمدى حجم وقع الرسالة الإعلامية الكبير في توعية إلام والآباء والمجتمع بشكل عام في قضايا رعاية الأطفال .و تحدث علي النقي ناشط حقوقي وصحفي قائلا: يعتبر اليمن من البلدان الواقعة تحت خط الفقر ويشمل سوء التغذية الأطفال دون سن الخامسة و حتى الكبار في سن الستين . وما جاء في الدورة من مقررات خاصة بالمشاكل المتعلقة بصحة الأطفال وعلاقة الإعلام بنشرها والتوعية قدم لان الإعلام مرآة عاكسة لقضايا ومشاكل المجتمع والتي تحاول أن تقدم الحلول .والمطلوب ليس فقط تكثيف الجهود من جانب الوسائل الإعلامية المعروفة (الصحافة والإذاعة والتلفزيون) ولكن بذل الجهود في النزولات الميدانية لفرق ميدانية توعوية فان ذلك سيؤتي ثماراً ايجابية ، أما الإعلام الترويجي الذي يعلن عن المشروع عبر الوسائل الإعلامية فان صداه بالتأكيد سيصل إلى الجهات الرسمية ولكن لن يصل إلى الفئات المستهدفة وهم من يعول عليهم الرعاية المباشرة للطفل .