المواقع التاريخية والأثرية في لحج
عياش علي محمد :بيت الأمير أحمد فضل القمندان، أحد البيوت الفخمة الواقعة في قلب العاصمة اللحجية ( الحوطة ) بناه الأمير أحمد فضل القمندان ( وفصله ) ليتناسب مع ثقافته الأدبية وذوقه الفني. وبيت الأمير أحمد فضل القمندان على شكل زاوية قائمة يتوسط الشارع الرئيسي في الحوطة، ويتكون من طابقين مبنيين من الطوب الأحمر، في أسفلهما متاجر ودكاكين وحوانيت، وفي مؤخرة البيت اصطبل صغير يتواجد فيه حصانه ( خميسان )والبغل ( موسليني ) وحنطوره. في الجزء الشرقي من طابقه الأول يوجد المطبخ والحمام، وديوان مكتبه، وغرفة للزوار الذين يستقبلهم، وغرفة متعلقة بالمنتدى حيث توجد فرقته الفنية وآلاتها الموسيقية وغرفة لاستقبال الضيوف الرسميين الخاصين بالدولة. وفي الجزء الغربي من طابقه الثاني توجد غرفة نومه، وغرف للحريم والخدم، تتوسطه مكتبة قيمة فيها أعظم أمهات الكتب، وبجانبها مساحة مفتوحة عليها كراسي للراحة والتخيل والإبداع. وفي مقدمة طابقه الثاني شرفة على شكل ( بلكونة ) يعتاد أن يطلع المارون في الشارع الرئيسي منها على إبداعاته الموسيقية، فعندما ينتهي من صياغة أغنية جديدة يقوم بعزفها وغنائها من على هذه الشرفة في الصباح الباكر.. حيث تجد الكثير من المارين في هذا الشارع يتوقفون لاستماع آخر منتجات الأمير القمندان. ويحلو للبعض أن يرقصوا على أنغام عزفه وغنائه.وفي هذا البيت استقبل الأمير أحمد فضل القمندان الرحالة اللبناني ( أمين الريحاني ) وأستاذه العلامة السيد ( محمد الغنيمي ) التفتازاني ، وقد ذكره القمندان في قصيدته ( نغم يا طير كف النياح ) قال فيها: سلم لنا على الغنيمي السيد المختار قبل اكفه مرار الوافي الصحبه البار سلام ما غردت ورقاء على الأشجار وما تغنى الهزار وبلغه حبي الحاروقل له أعذر قصور الهائم المحتار بحلمكم استجار واطلب نبأ عفوه السارومن المعتاد أن يقوم الأمير أحمد فضل القمندان من نومه مبكراً، ويفطر ثم يقوم بجولة على أطيانه في ضواحي الحوطة، ثم يعود لتناول الغداء بعدها يستقل حنطوره ويذهب إلى بستان الحسيني يقوم بأعمال البستنة، ثم يعود مع المغرب ليأخذ استراحة ومن ثم يتهيأ لاستقبال ضيوفه في تمام الساعة العاشرة مساء من كل يوم.في هذا البيت نضجت قرائح الشعر وتدفقت الموسيقى بغزارة، وأشاعت الفرحة للعابرين بجانب بيت القمندان.. وغدا هذا الشارع الذي سكن به الأمير أحمد فضل القمندان شارعاً للموسيقى. ونحن هنا نحاول أن نوصي بإمكانية دراسة إعادة بناء هذا البيت محافظة على التراث والتاريخ والأدب والفن الذي اشتهر به القمندان. ومن يستطيع أن يضم يده إلينا كي نطالب بإعادة هذا الصرح الفني والموسيقي والحفاظ على طابعه التاريخي وثرائه الفني.